فى مثل هذا اليوم و قبل عامين من الان, وتحديدا فى 5/6/2011 ارتكب نظام الابادة الجماعية فى الخرطوم اكبر حماقة له فى التاريخ, ودق اخر اسفين فى نعشه المتهالك اصلا و المتجه للتلاشئ و الزوال فى مزبلة التاريخ, وذلك باستهدافهم الحركة الشعبية لتحرير السودان كتنظيم سياسى ذو حضور عريض, و اثنية النوبة بصورة خاصة كشعب عريق له حضارة و تاريخ, حيث هم احفاد رماة الحدق ومندى والميراوى و عجبنا وفيلب غبوش و يوسف كوة و غيرهم مما لا يسع المجال بذكرهم , فارتكبوا حماقتهم بتقديرات خاطئة و تقارير كاذبة من مجرم الحرب احمد هارون الذى يعشق ريحة الدماء ويستمتع باشلاء الموتى, فدخلوا بتقديراتهم الغبية الى عرين الاسود و اعشاش الدبابير وراح عليهم الدرب جوه الموية , وقديما اهلنا قالوا (الكبكوخ كان فى الحفرة فى, العوجة مافى ) و الكبكوخ هو الثعبان ويعنى لو مشيت بنفسك حركت الثعبان من حفرته العوجه بتبقى فى, وهذا ما فعلوه مجرمي المؤتمر الوطنى, وعليه مواجهة عوجة النوبة وبقية مهمشى السودان والتى حتما ستقتلعهم من جذورهم, وسنهزمكم شر هزيمة لاننا اصحاب قضية عادلة ولانكم لا تجيدون قراءة التاريخ ولا الجغرافيا ولا حتى الدين الذى تتبجحون به. بل انتم الذين شوهتم الدين بمتاجرتكم الرخيصة به وإستغلالكم له كمطية تحققون بها مصالحكم الضيقة. وقديما ايضا اهلنا قالو ( اعمل حذارك من اثنين : اللوبه و النوبه, فاللوبه تنفخك و تفسيك و النوباوى بيعملها فيك) وسنعملها فيكم يا مجرمى المؤتمر الوطنى, و انتم الان ايقنتم و ادركتم مدى غباءكم و سوء تقديركم مما دفع رئيسكم الرقاص الى التملق و كسير الثلج للنوبه و لكن هيهات فلن يجد لدينا مجيب سوى سقط المتاع منا امثال باروكة بطرس, ومركزو و سومى, وكبشور ودانيال كودى و غيرهم من الانتهازيين الذين امتلاءت كروشهم وانتفخت قعورهم بدماء و اشلاء اطفال و نساء جبال النوبة الذين يحصدهم الانتنوف حتى الان لمدة عامين متواصلين ولنا معهم موعد. فى مثل هذا اليوم قرر مجرمو المؤتمر الوطنى القفز فوق الحقيقة والواقع وكعادتهم فى عدم احترام الاتفاقيات والعهود و اعتمادهم على تقارير خاطئة من المجرم الدباب هارون الذى صور لهم بان الحركة الشعبية بجبال النوبة عبارة عن مجموعة من السكارى و الحيارى يمكن القضاء عليهم بكل سهولة فى غضون ساعات. فهو غافل و لا يدرى ان لا احد بات يأمن غدر المؤتمر الوطنى, لذلك لم تقوم الحركة الشعبيه بجبال النوبة انذاك بكشف كل اوراقها له, و جعلته يسرح فى وهم قوته و قدرته على القضاء عليها فى خلال ساعات. فبعد تزوير الانتخابات بولاية جنوب كردفان بصورة فاضحة وواضحة كالشمس فى رابعة النهار من قبل المؤتمر الوطنى و لجنة انتخاباته الفاسدة التى لم تجتهد حتى فى مداراة الفضيحة بصورة تكون اقرب للمنطق والواقع , حيث ان انتخابات جنوب كردفان تمت بصورة واضحة ومبسطة وهى كل منتخب يسحب ثلاث استمارات اثنين لقائمتى المراة والحزبية و الثالثة لمنصب الحاكم, فقد اكتسحت الحركة الشعبية لتحرير السودان قائمة المراة و القائمة الحزبية بفارق يقارب 9 الف صوت ( حسب تقرير لجنة الانتخابات الحكومية) فمن اين جاء تفوق هارون على الحلو فى منصب الوالى اذا؟ الا اذا سلمنا ان الملائكة هم الذين صوتوا له. بالاضافة الى ان نسبة التآلف من الاصوات بلغت رقم كبير لم تشهده اى انتخابات من قبل حيث بلغت نسبة 7% من جملة الاصوات و هى 33 الف صوت والمستغرب فيه ان نسبة 99 منها فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية ,و كانت التآلف عبارة عن عدم وجود ختم لجنة الانتخابات على بطاقة الاقتراع مما يؤكد سوء النية و الغرض,. ولكن بعد كل هذا التزوير الواضح و السافر, ورفض لجنة الانتخابات اخذ اية اجراءات قانونية حيال كل الخروقات والشكاوى التى رفعتها الحركة الشعبية لتحرير السودان وبعضها موثق بالصور و الفيديو من صناديق طائرة و مخزنة مسبقا و مخجوجة. خاطب القائد عبد العزيز الحلو جماهير الحركة الشعبية بذكرى 16/مايو/2011 من داخل دار الحركة الشعبية بمدينة كادقلى وفى لقاء مفتوح للجميع و دعاهم للصبر و الهدؤ وعدم الاستجابة للاستفزازات من قبل المؤتمر الوطنى , ذاكرا ان الحركة الشعبية لتحرير السودان لن تعترف بنتيجة الانتخابات و لن تشارك فى حكومة الولاية على المستويين التنفيذى والتشريعى وستعمل على استرداد حقوق وارادة المواطنين عبر تنشيط العمل المدنى فى جنوب كردفان وكافة انحاء السودان بالتعاون مع قوى المعارضة الاخرى وذكر بالنص (لا تدع عدوك يحدد لك متى تبدأ المعركة, لذا لا تستجيبوا لاستفزازاتهم فهم يريدون ان يجرونا للمواجهة, ولكن نحن ليسنا بقديسين ولن نقف مكتوفى الايدى اذا تم استهدافنا) وهذا يوضح بجلاء كذب ادعاء المؤتمر الوطنى بان الحركة بداءت الحرب لانها خسرت الانتخابات, فلماذا الانتظار منذ يوم اعلان نتيجة الانتخابات يوم 18/5/2001 اذا كان فعلا الحركة الشعبية بدأت الحرب لانها خسرت الانتخابات؟. ولكن فى حقيقة الامر ان المؤتمر الوطنى سار فى تصعيد الازمة و هو يستند على تقرير هارون الخاطئ المضلل, وفى يوم 25/5/2011 ارسل المدعو الفريق عصمت رئيس هيئة الاركان رسالة الى قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان فى كل من جنوب كردفان والنيل الازرق يدعو فيها بكل عجرفه و غرور بضرورة تسليم الجيش الشعبى لكافة اسلحته فى غضون اسبوع والا بعدها سيتم نزعها عنهم بالقوة ( والله الجيش الشعبى ده لو مسلح بعصى بس داير ليهو سنة عشان يسلمهم عصايات 40 الف جندى) , هو امر مستفز و غير منطقى و غير متلائم حتى مع بنود اتفاقية السلام الشامل و الترتيبات الامنية التى كان يجب ان تنتهى بعد المشورة الشعبية فى ابريل 2012 , ولكن و زى ما يقول اهلنا بجنوب السودان ( ده فتشو سبب ساكت). نتيجة لهذا الخطاب المستفز من المدعو الفريق عصمت, وضحت بجلاء نية مجرمى المؤتمر الوطنى فى التصعيد و الاستهداف, وادركت قيادة الحركة الشعبية بان أمر المؤتمر الوطنى بات مكشوفا وخطته باتت واضحة وهى تزوير الانتخابات والفوز بمنصب الوالى ومن ثم تجريد الحركة الشعبية من سلاحها طوعا او كرها من دون ادنى اعتبار لاتفاق السلام الشامل؟ وذلك اعتمادا على تقرير هارون عن الجيش الشعبى و تحليلهم ان بعد انفصال الجنوب لم تعد للجيش الشعبى اى هيبة بالشمال يمكن كسر شوكتهم بكل سهولة و يسر. و بالنظر للاجواء انذاك بولاية جنوب كردفان ومدينة كادقلى تحديدا فان نية حكومة المؤتمر الوطنى باتت صريحه و علنية , حيث قامت الحكومة بدفع تعزيزات و اليات كبيرة من قوات الاحتياطى المركزى والجيش, كما قامت بتسليح المليشيات داخل مدينة كادقلى, و بلغ الامر مداه فى يوم 3/6/2011 حينما امر المجرم الدباب الشهير احمد هارون قوات الجيش بانزال عشر دبابات وسط سوق مدينة كادقلى فى خطوة يريد منها إظهار القوة والارهاب. وقد تسربت معلومات استخباراتية مؤكدة لقيادة الحركة الشعبية بان المؤتمر الوطنى سيتم تنفيذ امر نزع السلاح بالقوة واعتقال او قتل القائد عبد العزيز الحلو الذى بات متيقنا من غدر المجرم الدباب هارون فى اى لحظة بناءا على نواياه السيئة المبيتة كما عهدناه, وتقريره المضلل الذي وضع به نفسه امام مرؤوسيه في محك. فهو بالتأكيد ظل مجرد مجند دباب واداء ينفذ عدوان الموتمر الوطني الجهوي العنصري في العدوان على الاخرين في داخل اقاليمهم خاصة كل من تطلع الى الامساك بقرار شانه المحلي الاقليمي والعمل على التطور والتنمية فسرعان ما يحرك هوس نخب السلطة في الخرطوم بمهاجمته والعدوان وهذا ظل تاريخ هذه الدويلة الدموية الجهوية منذ الاستقلال. لذا قامت الحركة الشعبية بعمل الاحتياطات اللازمة لقائدها, ووضح ذلك جليا عندما قررت الحركة الشعبية عدم مرافقة قائدها الحلو لاحمد هارون لاستقبال الوفد الذى سياتى من الخرطوم ممثل للطرفين بغرض التهدئة وكان من ضمنهم الرفاق ياسر عرمان و د. عبدالله تية وزير الصحة المستقيل, فقد تم الاجتماع بين الوفد القادم من الخرطوم و ممثلى الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى بجنوب كردفان واتفق الجميع على التهدئه و عدم التصعيد. ولكن قبل حتى ارتفاع طائرة الوفد القادم من الخرطوم من الارض , تلقى رئيس لجنة الدفاع بالولاية انذاك القائد تاو كنجلا من الحركة الشعبية وهم مصطفون فى المطار لوداع الوفد القادم من الخرطوم, معلومة تفيد ببدء الاشتباكات بوسط المدينة , وبدأت مباشرة باستهداف بيوت قادة الحركة و منزل قائدها الحلو,و لذلك اصر المجرم هارون بمرافقة جميع ممثلى وفد الحركة الموجودين بالمطار معه داخل عربته ( والنية واضحة للقبض عليهم جميعا داخل المدينة لان بالمطار كانت هناك قوات متكافئة من الطرفين, ولا توجد قوات للحركة الشعبية داخل المدينة الا القوات المشتركة و المتمركزة فى الجزء الشمالى الغربى خارج المدينة) نسب لضيق الوقت وسرعة التحرك تمكن كل من القائدين تاو كنجلا و رمضان حسن من الافلات من خطة هارون وعلق بها كل من يعقوب كالوكا و القائد مهنا بشير قائد القوات المشتركة, والذين غدر بهم المجرم هارون وتم اعتقالهم داخل منزله وبعدها تم ارسال كالوكا برسالة شفاهية للقائد الحلو من قبل المجرم هارون , كما تم الابقاء على القائد مهنا بشير وهو قائد القوات المشتركة والذى تم الافراج عنه لاحقا بعد ضغط و تهديد المجتمع الدولى, السؤال هنا هل اذا كانت الحركة الشعبية تخطط لشن الحرب هل هى بالغباء و السذاجة حتى تفرض فى تأمين قائدين مهمين بقيمة العميدين يعقوب كالوكا و مهنا بشير؟؟؟ وهل يمكن ان تترك امينها العام و بقية كوادرها بالخرطوم؟؟؟. بعد ما ضمن المجرم هارون وجود القائدين معه , كانت هناك خطة معدة وكمين مجهز خارج المدينة لاصطياد كل من القائد تاو كنجلا رئيس اللجنة الامنية بالولاية و رمضان حسن وزير المالية بولاية جنوب كردفان خارج المدينة للتخلص منهم, ولكن حسن تصرفهما ادى الى نجاتهم ومما دفع بالمجرم هارون باصدار بيان متسرع بموتهم عبر الانتباهه. بعدها تم استهداف كل كوادر الحركة الشعبية, من النوبة تحديدا داخل احياء مدينة كادقلى عبر المليشيات التى كانت معدة سلفا لهذه المهمة, فتم قتل العديد منهم بدم بارد و هم مدنيون عزل وتم نهب بيوتهم و ممتلكاتهم وتدميرها و هدمها. كما تم التحرش بالفتيات والنساء من اعضاء الحركة الشعبية خاصة من اثنية النوبة فى استهداف عنصرى واضح. ومنذ حينها و حتى الان وجد المهووسين الذين تربوا على الاعتداء على الامنين, نفسهم فى مستنقع خطير ومستنقع كبير خطير, ليس لهم القدرة على الفكاك منه. فبالرغم من استهدافهم المدنيين بصورة عشوائية عبر طائرات الانتنوف العويرة الا ان هذا لم يزد المناضلين الا قوة و جلدا هكذا بداء المؤتمر الوطنى حربه العدواني السافر فى جنوب كردفان / جبال النوبة و هذه الحقيقة التى يجب ان يعرفها الجميع. والان بعد مضى عامان على الاستهداف ادرك المؤتمر الوطنى مدى غباؤه و ضعفه و هوانه فاجبرهم النوبة الخروج من جبال النوبه وتحرير 90% منها بل تمدد النضال الى مناطق جديده والامر واعد بالتمدد اكثر, وخرجت القضية من جبال النوبة والنيل الازرق واصبحت قضية وطن يجب استرداده و تحريره من مجرمى المؤتمر الوطنى, حيث لن تجدى الحلول الجزئية والاتفاقات الثنائية لانكم ببساطة لا تحترموها, وقد عمل ظلمكم على تلاقى المظاليم و كان نتاج لذلك تاسيس الجبهة الثورية ومن ثم تحالف وثيقة الفجر الجديد وهذا كله نتاج غباءكم وانانيتكم. ونشكر لمجرمى المؤتمر الوطنى كل ما فعلوه فى العامين السابقين وهو زيادة جرعة الظلم للنوبة لاقصى مدى , وهى اصبحت عامل مساعد لوحدة النوبة و التفافهم حول قضيتهم, ويقال ان الوعي بالظلم هو من يؤسس ثورة حقيقية فاعلة والعدوان هو الذي ينشئ المقاومة ويبرره في نفس الوقت. والرسالة الاخيرة لو قتلتم كل النوبة وفضل نوباوى واحد اطلاقا لن يرضى ان يعيش كمواطن درجة ثانية, و نقول لكم اقتلوا فينا ماشاءتم عدوانا في داخل اقليمنا, فانكم بذلك قتلتم الخوف فينا. و اوصلتمونا لدرجة من الغبن فقدنا فيها حتى احساس الحزن كقيمة انسانية و اصبحنا لا نحزن ولا تبكى نسائنا على كل من يسقط منا بسببكم.