كتب الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الشوش (أحداث أبوكرشولا وأم روابه ، لماذا سوف تتكرر؟..) تساؤلٌ صِيغ ببلاغة فائقه تجعل الحصيف والمُتابع يفهم مغزاه ويكاد يُجيب عليه تماما كما أجاب الدكتور في بقية مقاله . ما أشبه الليلة بالبارحه ،، وهنا نُذكّر عندما قامت القوات المسلحه بكل افرعها بتحرير هجليج وما أعقب ذلك من فرحة عارمه غمرت كل هذا الشعب الكريم وعبر عنها بالخروج التلقائي الي الشوارع و الساحات في كل مدن وقري البلاد أبتهاجا بذلك النصر المبين ، وفي عاصمة البلاد زحف الناس زحفا وتوجهوا تلقائيا الي مقر قيادة قوات الشعب المسلحه التي قادت ذلك النصر كتعبير تلقائي عن مدي الإجلال و التقدير الذي يكنه هذا الشعب الطيب لقواته المسلحه ، وتُوج كل ذلك الزخم بأن وجدت تلك الحشود قائد الجيش ورئيس البلاد في استقبالهم وبحماسته المعهوده هلل وكبّر وشارك شعبه الفرحة وهنأهم بالنصر ومن ثم توعد الذين أعتدوا والذين يقفون خلفهم والذين يُسمون بالطابور الخامس والخونه و المتآمرين بالثبور وعظائم الأمور . كل ذلك المشهد والحدث بكل تفاصيله وبكل ما قيل فيه من كلمات وجُمل ووعود من فخامة الرئيس ....عاشته وتفاعلت معه تلك الحشود ثم رقصت و(عرَضت) علي أنغام ( ورّوني العدو وقعدوا فرّاجه) ثم انفضّ السامر ... وعدنا مرة أخري الي غفلتنا التي طالت واستطالت . ما أشبه الليلة بالبارحه ،، بعد ما يُقارب السنتين ، هاهو التاريخ يُعيد كرّته ، اجتمعنا مرة أخري في نفس المكان مُفسحين المجال للزمن الساخر مناّ أن يُكرر ذلك المشهد بكل تفاصيله - سبحان الله - ولنستمع لنفس الخطاب ، نفس الجمل ، نفس الوعيد ، نفس الفرحه الغامره ، نفس الرقص نفس الدفوف ، كل شيء هو هو ... لم يتغير ولم يتبدل ، بالأمس هجليج واليوم أب كرشولا والحدث هو الحدث و الغفلة هي الغفلة والفرحة الموقوته هي هي .... ثم انفض السامر ونحن ننظر الي بعضنا البعض مشدوهين وكأنما الأمر مسرحيه أُعيد عرضها ..... أنصرف الكل ولسان الحال يقول ثم ماذا بعد ؟؟.. قال أحدهم - مُتسائلا - وهو وجِلُ علي هذا الوطن ، هل أصبحنا شعب نستمع فقط ولا ننفعل مع ما نسمع ، وأن تفاعلنا فألي حين . ثم ثم ثم ماذا بعد ؟؟ .. تساؤلات وتخوفات تملأ جوانح هذا الشعب الكريم الصابر ويُريد أن يسمع لها أجابات شافيه حاسمه بالفعل لا بالقول. هل تطهير البلاد من الخونه والمتمردين أمر مستحيل المنال؟؟ هل فضح ومعاقبة المعتدين أمر مستحيل المنال ؟؟ هل ربط القول بالفعل من الحرب علي الفساد والمفسدين مستحيل وصعب المنال ؟؟ بالعدل وحده،، الشعب يريد أن يري الخائن يُشنق و السارق يُسجن و المرتشي يُحاسب والمعتدي يُردع و العاق يؤدب و المتآمر يُنفي و الفالت يُزجر والمظلوم تُرد ظلامته و الظالم يُحاسب والكل يجب أن يلزم حدود الأدب و الطاعة لله وللوطن . الشعب يُريد اقوالا ليس خطبا رنانه ووعود تزول وتختفي بأنتهاء الجمع ويذهب صداها مع الريح . هذه الجيوش العرمرم من المسؤولين و الولاة والوزراء والمستشارين والمعتمدين لاحوجة والله لهم ، هذه القبليه و الجهويه و الطائفية التي تقهقرت بنا الي الجاهلية الأولي يجب أن تُجتز و تُقتلع أقتلاعا . لم يكن في كل هذا السودان وحتي منتصف ثمانينيات القرن المنصرم من يعرف ماهو اسم وزير تلك الوزاره ؟ ناهيك عن من أي مدينة أو جهة هو ؟ أو الي أي قبيلة ينتمي ؟ فذلك كان شططا كبيرا . هذا ما يُريدُه الناس .. وهنا نقولها - بكل صدق - كأجابه علي تساؤل أستاذنا الدكتور الشوش ،،، لقد كنا نعرف والآن أصبحنا أكثر معرفةً .... لماذا تكرر المشهد بل وعرفنا لماذا سوف يتكرر !!.. ضعُفت وتهاوت قوة الأنقاذ وتكلس معظم قادتها وقلت هيبتها عند العباد . نحن لسنا ضد الانقاذ بالمطلق ، فهي ذاهبه لامحاله وحواء السودان (ولاّده) ولكننا نقول أنها أُستُنفدت ولابد من ثوره عارمه تطال كل من أفسد وبغي وظلم وأعتدي وخان هذا الوطن الكريم من خلال خلطٍ مفضوح لم يُفرق فيه بين معارضة الأنقاذ وعقوق وخيانة الوطن والأهل . لنستصحب قول المولي عزوجل ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم﴾ والبلاد بأذن الله عامره ومليئة بالمخلصين الغيورين علي وطنهم ودينهم و أعراضهم والفرج قريب بأذن الله . الهندي الأمين المبارك السعوديه – الرياض E-Mail Address: [email protected]