تؤكد المعلومات الواردة من المشاريع الزراعية تقلص مساحات القطن لهذا الموسم بصورة تدعو للانتباه والشفقة، وتضع وزير الزراعة في وضع حرج لما ظل يدعو له، خاصة وانه غامر بادخال القطن المحوَّر وراثياً في مشروع أقدي الزراعي بولاية النيل الازرق وفي مشاريع أخرى، وهي مشكلة تستحق الدراسة، كما طالب بذلك صلاح المرضي رئيس اتحاد مزارعي السودان ورئيس مجلس القطن بالنهضة الزراعية. والمثير للتخوف توجيه الأمين العام للنهضة الزراعية عبد الجبار حسين بدراسة أسباب تدهور إنتاجية القطن، مما يعني ان المشكلة مزدوجة تقلص وضعف انتاج، بعد التجربة الطويلة في زراعته.. فمن المسؤول؟ وما السبب الحقيقي؟ ولماذا لا تخفض الولاياتالمتحدةالامريكية انتاجها؟ وهل فقد جدواه الاقتصادية؟ يبدو ان المشكلة أكبر مما هو معروف للعامة، ولم تفصح الحكومة عنه، وهو عدم وجود تصنيع محلي للقطن، حيث ان معظم مصانع الغزل والنسيج متعطلة، ثم ان الحصار الاقتصادي الامريكي على السودان، المكبِل الأكبر، حيث لم يتوقف الامر على الشركات الامريكية فحسب، بل تمدد الى الشركات والدول الاخرى، بما فيها الصين أكبر مستورد للقطن، والتي ظل المعنيون بالحكومة يحجون اليها كل شهر، طلباً لتعاونها في المجالات الاقتصادية، الا انها تخذلهم وتوقف استيرادها للقطن السوداني بصورة أو بأخرى. المعلومات المتوفر تبين ان كميات كبيرة من القطن مكدسة ببورتسودان من غير ان تجد من يسوِّقها، أو ان عثرات ومتاريس اعاقت تسويقها، فيما لم تفصح جهة مسؤولة عن هذه الحقيقة، والتي عرفها المزارعون بالتالي أحجموا عن زراعته.. لقد كتبت مراراً، انه اذا اردنا ان نطوِّر الزراعة وننهض بها، لا نجتهد كثيراً، فقط نوفر سوقاً مجزٍ للمحاصيل المنتجة، وفق آليات واجراءات معروفة وعادلة، وسوف نحصد النهضة. ولكن الذي يحدث ان مزارعي القطن يحجمون في هذه السنة وترتفع الاسعار في الموسم القادم، بعدها تفك امريكا حظرها جزئياً لتسويق القطن السوداني، لتعيد انتاج الازمة والقلق عند المزارع السوداني الذي في حاجة إلى من يحمية من هذه التقلبات الصادمة، وجهجهة الحكومة التي تتباهى بما لا تملك، ويقع عليها الضرر. anwar shambal [[email protected]]