بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : ( ... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) صدق الله العظيم في تحد سافر لكرامة وإنسانية الإنسان التي ظلت تذبح كما الشاة في كل ربوع الوطن وفي شرق السودان على وجه الخصوص وفي القضارف بوجه أخص التي لم تجف دماء حجاجها بعد . وفي بادرة خطيرة تنم عن كيد صريح واستهداف ممنهج تستباح دماء المواطنين العزل دونما جريرة أو جناية ، كان آخرها ما حدث بالأمس في ولاية القضارف حيث داهمت قوات الشرطة بمحلية قلع النحل يقودها المعتمد / عبدالدائم عيسى قرية سالمين وقامت باطلاق الذخيرة الحية على المواطنين بالقرية وذلك اثر رفض الأهالى لقرار أصدره المعتمد يقضي بنبش مقابر القرية بحجة البحث عن الذهب ، حيث قتل الطفل موسى عبدالرحمن وجُرح عدد من أبنائها على أيدي زبانية النظام الحاكم الذي استمرأ الولوغ في دماء الأبرياء ، وامتهن التنكيل والتعذيب كوسيلة لإطالة أمد بقائه على كرسي السلطة . ونحن في مبادرة القضارف للخلاص لا ندين ولا نشجب ولا نستنكر هذه الأحداث ولأن لغة الإدانة والشجب والتنديد تلك لغة قد ولى عهدها وأدبر ، ذلك لأن العصابة الحاكمة قد مجت آذانها تلك الوسائل ، فهي لا تقيم لصوت العقل وزنا ، ولا تعير الأمن والاستقرار أدنى درجات الاهتمام ، فهي لا تعيش إلا في ظل البلابل والزعازع والتناقضات ، والتخويف والترهيب وإثارة الرعب بين الآمنين مستفيدة من ذلك في ترسيخ مقاعد السلطة لديها ، مع أن كل هذه الحيل لا تجدي نفعا في صد إرادة هذا الشعب ، وكسر شوكته التي سقتها المرارات المتعاقبة التي مني بها من الطغاة المتجبرين . وإننا إذ نصوغ هذا البيان نحذر الجهات المعنية من أن لا تختبر صبر ومروءة هذا الشعب المكلوم فإن لكل صبر حدود . وأن لا يستفزوا مشاعره ،. وإن مثل هذه الجرائم النكراء والممارسات البشعة لهي رسالة واضحة وبليغة مغزاها ألا خيار سوى إسقاط النظام وأن جماهير القضارف ستكون في المقدمة . إننا إذ نخط هذه العبارات نناشد كل أبناء السودان الشرفاء وأبناء القضارف على وجه التحديد ، بأن يصطفوا ويرصوا صفوفهم للتصدي لهذا المارد الشره المتعطش للدماء - والذي لا يتردد في أن يقدم كل الشعب السوداني قربانا في سبيل بقائه على السلطة - فقد آن أوان التغيير الذي يجب أن لا نتهيب ضريبته ، فإن مذاق كل نصر تحدده حجم التضحيات التي بذلت فيه . إننا وبقلوب ملؤها الحزن ونفوس يعتصرها الألم نتقدم بأحر التعازي لأهل السودان قاطبة وأهل القضارف وذوي الشهداء على وجه الخصوص ، في فقدهم الجلل ومصابهم العظيم كما نسأل الله أن يخفف عن جرحانا ويعجِّل بشفائهم. الجنة والفخار للشهداء الأبرار والخزي والعار للقتلة المجرمين مبادرة الخلاص 4/7/2013