قدم الإخوان المسلمون فى مصر لخصومهم ولخصوم تيار الإسلام السياسى كافة خدمة جليلة بتجربتهم القصيرة فى الحكم . والتى برهنت على هشاشة خطابهم السياسى واستخدامهم المنافق للشعارات الدينية وتلاعبهم بعواطف المسلمين البسطاء . لقد كانت هذه التجربة المأساوية تمثل للمراقب السودانى أمرا متوقعا ومنطقيا نظرا لخبرة السودانيين مع فرع التنظيم فى السودان . الممارسة (الإسلامية ) للإخوان تمثلت فى الإقصاء والتخويف والتخوين والإرهاب وفرض التوجهات الفكرية على عموم المصريين , وذلك عبر إستخدامهم السيئ لأغلبية مشكوك فيها فى مجلسى الشعب والشورى . تلخصت ممارسة الإخوان السياسية خلال عام واحد فى تخبط إقتصادى واضح برهن على فقدان الكفاءة والخبرة وانعدام الخطط والمشروع , وتمثلت فى ضائقة معيشية واجهها الشعب المصرى فى طوابير البنزين والخبز وانخفاض قيمة الجنية وفى عجز مالى خطير . وتمثلت فى فرض دستور تجاهل مكونات الشعب المصرى من مسيحيين وليبراليين . بل تمثل فى تحريض طائفى بغيض راحت ضحيته أسر شيعية ومسيحية . وانفلات أمنى فى سيناء وظهور جماعات جهادية وتكفيرية تهاجم مؤسسات الدولة من جيش وشرطة . من حسن حظ الشعب المصرى أن لديه جيشا وطنيا يحافظ على مقدراته وحضارته فى وجه قوى التخلف والرجعية ولولا ذلك لرأينا سودانا إنقاذيا آخر شمال الوادى . إن تحرك الجيش المصرى أنقذ أمة كانت فى سبيلها إلى الإنهيار وإلى حرب أهلية طاحنة تماما كما يواجه السودان هذا المصير الأسود بفعل سياسات حركة إسلامية –أخرى- ظلامية وقمعية وفاسدة . إن من ثوابت الديموقراطية أن يتم حظر إى تنظيم يستخدم الدين فى شعاراته أو يستند إلى أى طائفة دينية , فلا تجتمع الديموقراطية وتنظيمات تدعى الحديث بإسم الدين وبإسم الله , وبأن لها شرعية مقدسة تبيح لها كل شئ من قتل للخصوم بتهمة التكفير , وسرقة المال العام بغرض التمكين , وممارسة الإستبداد والإقصاء بدعوى إعلاء كلمة الله فى الأرض , والسؤال الذى يفرض نفسه : من أعطى هذه التنظيمات الحق فى الحديث باسم الله ؟ إن هذا التنظيم الخطر قد أنشأ خطابا سياسيا متعصبا ومتشددا يشكل عائقا فى سبيل تقدم الشعوب العربية ونهضتها , ويهدد بتقويض ثوراتها المطالبة بالديموقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية . هذه الحركات الظلامية لن تقود شعوب المنطقة سوى لمزيد من أزماتها وكوارثها . واسألوا أهل السودان وإيران وأفغانستان عن الواقع البائس الذى يعيشونه بسببها يوما بعد آخر ..