قالت وحكت العمة دخرى الصرمان... الكحل....أنت فى ضفتنا موجود.... مجهول... تحت الشمس طوال النهار... تفتت أحجارك...ثم تسكن وتتجمع ليلا....برد الشتاء يعيد تماسكك...تضم الذرات بعضها بعضا بحثا عن الدفئ تغشاك أمطار الخريف... تذيب بعضا منك...ينساب ضعيفا لونك الجميل داستك الأقدام وغطتك الأوساخ والغبار......تبولنا عليك نحن و دوابنا والكلاب حملت الريح بعضك وعبرت النهر...بعض ذراتك علقت بأرجل الطيور وقعت منك ذرات في عين الفلاح الفصيح...وهو يطارد العصافير بعيدا عن حقل الذرة فى قيظ النهار أحس الفلاح الفصيح أن عينه قلت غبشتها وتحسنت رؤيتها...فرفع رأسه فاتحا عينه الأخرى آملا فى ذرات لها داهمت نسمة زوجته , القادمة إليه بالطعام ,عند مدخل الحقل ووسقطت من أرجل العصافير المطاردة في عينيها ذرات كحل حملتها من ضفتنا أحست ببريق أعقبه هدوء في الرؤيا وارتياح لاحظ الفلاح الفصيح أن عيني زوجته زادتا أتساعا وجاذبية وأن في نظرتها إغراء ودعوة أخذ عنها الطعام ...وضعه جانبا... واحتضنها...تكسرت بعض سيقان الذرة..... أفطرت عصافير كثيرة قبله يومذاك حصد الفلاح الفصيح الحقل وحفظ غلته وودع زوجته وسافر باحثا عن الكحل عبر النهر إلينا بحث ....حفر... عرق و تحصل الفلاح الفصيح على الكحل .......أسكنه عيون المها من ساكنات ضفته...اختلط بدمائهن في وشم وشلوخ....ثم شاع الكحل بينهم شاع...زينة و علاجا لعيون أهله من الجنسين.....وظل الكحل مهملا تحت الشمس في الضفة الأخرى حيث نسكن .... تؤلمنا ثم تضعف عيوننا....وتزداد حاجتنا لغذاء يأتى من الضفة الأخرى سيدأحمد العراقى