مع تزايد المتراصصين في صفوف المحتاجين والفقراء رغم طموحاتهم وامالهم الانسانية المشروعة لشح الموارد الطبيعية وتراجع الانتاجية بسبب السياسة الرعناء لكثير من الجالسين على كراسي الحكم وتفشي الفساد والمحسوبية بدولنا العربية والافريقية تدخل مع اشراقة شمس كل يوم اسر وافراد لدائرة العدم والجهل والمرض . ان قطر وهي تستضيف مكتب منظمة الدعوة الاسلامية منذ العام 1987 فان ايادي محسنيها تصل لبقاع وبلدان بعيدة ما زال انسانها يعيش حياة الكهوف وعبر مصداقية هذه المؤسسة وجهد العاملين بها وصلت مياه الشرب للانسان والحيوان وعمرت المساجد والمشافي والمدارس وكسى الحفاء العراء واطعم الايتام وتغيرت ملامح الحياة المعيشية لكثير من اللاجيين بسبب الحروب والصراعات القبيلة . شكرا لمكتب منظمة الدعوة الاسلامية ممثلة في مديرها الشيخ حماد عبدالقادر لايصالهم المعينات الانسانية خلال هذا الشهر الفضيل لاسر كاد لحم جلدهم يذوب تحت حرارة الشمس الحارقة وهم يلهثون لاجل حفنة دقيق او ارز وجرعة دواء شافي . ان سلال رمضان ومؤنته وموائد الافطار الجماعي تمثل فرحة حقيقية لاسر معدمة وتترجم التراحم والتكاتف والتآزر وحينما نتحدث عن محتويات هذه السلال فهي تتركز على الضرورات التي تقي الانسان شر الجوع وترسخ لقيمنا الاسلامية النبيلة فشهر الصيام هو شهر الخير والعطاء وملامسة الهموم البشرية الانسانية وقيام المنظمة بهذا العمل فانها توثق بين بني البشر بعضهم بعضا مهما بعدت المسافات الجغرافية واختلف اللهجات والسحنات . ومنظمة الدعوة الاسلامية التي انشئت العام 1980م منظمة خيرية انسانية طوعية ونموذج للتعاون العربي الاسلامي مقرها الخرطوم وتنشط وسط الايتام والفقراء والمساكين المكروبين وتتكفل بتعليمهم ليتمكنوا من تغيير نمط الحياة وسط مجتمعاتهم وهي فلسفة اسلامية تحض على مباركة العمل اليدوي والاكتفاء بالقليل وعدم اراقة ماء الوجه بالتسول لذلك فان التركيز على المشروعات الانتاجية من ريعها كفيل بمحاربة العطالة وسط الشباب وابعادهم من الوقوع فريسة لتعاطي المخدرات وامتهان الجريمة الخ ,والمنظمة تتخذ أسلوب العمل المتكامل بالتركيز على الدعوة الإسلامية مصحوبة بالتنمية والخدمات الاجتماعية استجابة للواقع الأليم الذي يعانى منه المسلمون في أفريقيا ومناطق القحل الجفاف والمتمثل في الجهل والفقر والمرض والتشرد والكآبة ، فوظفت خدماتها للدعوة إلى الله وإبلاغ رسالته وسط الشباب برعاية الدعاة وتاهليهم للقيام بادوار فيصلية ترتبط في كثير من الاحيان بالنواحي الاجتماعية والتثقيفية ونفذت الرعاية الصحية والاجتماعية والإغاثة في اوقات المحن والكوارث الطبيعية وكفالة الأيتام والإعلام ورعاية الأمومة والطفولة . ان توفير لقمة العيش والكسوة والعلاج تتوجب على كل مسلم ان يمدد اياديه وبحسب قدراته لتوفير الحد الادني الذي يسد رمق الجوع القارص لفقراء تتكالب حولهم المواجع اراضي قاحلة وحروب اهلية وحكام متسلطين فاسدين اداروا ظهورهم للمشروعات الزراعية والصناعية .. ودورانها وحده هو الذي سيغير معالم الحياة لشعوب مطحونة وتخرجها من دائرة الفقر الى الامساك بآلة الانتاج ليغيروا مفردات حياتهم اليومية وذلك بالتعليم والتعلم وتمليك الاسر ادوات الانتاج او اشراكهم في مشروعات انتاجية مثمرة وقابلة للتطوير .. فشكرا للمنظمة الدعوة الاسلامية التي تل لتلك البقاع النائية ولمجلس امناءها برئاسة المشير عبدالرحمن سوار الدهب الذي طلق السياسة وضرب مثلا حي بان الفاعلون في التاريخ يمكنهم ان يؤثروا في حياة الشعوب من باب العمل المتجرد الخالص للعلي القدير . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر [email protected] همسة : يبقى التحدي الاكبر التوازن بين الحاجة الآنية وقيام مشروعات تنموية مثمرة مستدامة .