تعقيب على خبر في سودانايل: إعلان جنيف والهروب الجماعي من المسؤولية. بقلم: إسماعيل عبدالحميد شمس الدين انطوت الصفحة الرابعة والعشرون من عمر الانقاذ وتسطر كل صفحة منها حقبة من الصراع الذي وصل مداه لفصل جنوب السودان وارتفعت وتيرة الحرب الأهلية على امتداد أرض السودان تحصد الأخضر واليابس من قوت البشر وتزهق الأرواح صرعى على مذابح الضياع والنظرة الضيقة والتخلف الفكري ، وتتكاثر أمواج المشردين واللاجئين عبر الحدود بلا مأوى ، ويستشري الغلاء لدفع فواتير الحرب الطاحنة التي أسموها يوماً جهاداً وتارة قصاصاً وأخرى وسيلة لزرع الفتنة وغرس الأحقاد في النفوس ،، وماذا جنينا وما حصيلة شعبنا الصابر من هذه السياسة الصبيانية ؟ غير الندامة وارغام شعب السودان على أن يتحمل هو وحده نتائج هذه التصرفات الطائشة والتي كان من الممكن تداركها بتحكيم العقل وازالة الغطرسة الواهية من النفوس. نعم فإن الحل السياسي كان وسوف يظل هو الطريق الأوحد لحل قضايا السودان، فالحرب مهما كانت نتائجها فكلا الطرفين خاسر والخسارة متضاعفة لأنها لا تخلف ضحايا فحسب بل تخلف عصارة الأحقاد والأحزان بين المنكوبين ، ناهيك عن الخسارة الكبرى في إرهاق قواتنا المسلحة في حرب لا يد لها فيها لأنها حرب فرقاء بين السياسيين ففريق يعض بالنواجذ على السلطة وفريق من المهمشين والمحرومين. ومع انعقاد مؤتمر جنيف في سويسرا منتصف هذا الشهر الذي طرح مشروع ايجاد حل سياسي شامل للأزمة السودانية تكرر نفس الصورة التي تدعو إلى الملل ، برفع شعار مقاطعة فصائل المعارضة المسلحة تماماً كما حدث من قبل مع الجبهة الشعبية إبان الحرب الأهلية في جنوب السودان لتكر ر مع أسود الشرق وأخيراً في النيل الأزرق وجنوب كردفان دون سبب إلا المكابرة ونعت المتعاونين مع هذه الحركات بالخيانة الوطنية ، ولكن سرعان ما نشاهد الهرولة من جانب الدولة والجلوس وجهاً لوجه على موائد التفاوض وغيرها ويتكرر المشهد في نيفاشا وأبوجا وأديس أببا والقاهرة وجدة وقطر فلماذا هذه المقاطعة القاصرة عن كل تفكير. أما كان الأجدى لقادة الانقاذ اسقاط الفصل الأول من المسرحية واللجوء للفصل الأخير الذي أصبح طابعاً مميزاً باللجوء للتفاوض بعد سنوات من المعاناة ولماذا حرموا قوى الاجماع الوطني من المشاركة طالما كان المشروع يهدف إلى الحل السياسي الشامل لقضايا السودان ، ولماذا لم تشارك السلطة بوفد في هذا المحفل علها تكون نافذه تطل عليها لعالم المجهول بالنسبة للدبلوماسية السودانية اليوم . إن مشاركة دول كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وكندا يعتبر دافعاً للمشاركة الفاعلة ، ولمواجهة النقد البناء والاعتراف بالأخطاء التي أدت إلى حال السودان الذي نحن عليه الآن, لقد آن الأوان الآن لتعلن الانقاذ بكل شجاعة الاعتراف بالأخطاء السابقة في حق أبناء دارفور وكردفان والنيل الأزرق والبحر الأحمر من تهميش والاعتذار عن أتون الحرب الطاحنة والاعتراف بأن الاتفاقيات الجزئية مع حملة السلاح كان تصرفاً خاطئاً ،، وإعلان العفو عن الجميع والجلوس للتفاوض مع جبهة القوى الثورية وليعلم الجميع أن خسارة فصيل من القوات المسلحة هو عار على الجميع فلماذا الزج بها في معارك خاسرة وهذه المؤسسة العسكرية تتشوق لتحديث أسلحتها وآلياتها بعد أن حباها الله بقوة رجالها فلماذا تهان بالتصرفات الخاطئة. ولماذا التفاوض خارج الحدود فأرض السودان واسعة وترحب بالجميع ولتكن إحدى عواصم ولاياتنا مدينة للسلام وليس هذا ضرباً من الأحلام ، فعندما يشعر قادة الجبهة الثورية بالأمان فسوف يتسابقون لينهلوا من الوطنية في تراب سودانهم وكرم وأصالة شعبهم قولها يرحمكم الله فالجميع في الداخل من المعارضين ينادون بالحلول السلمية وها هم أبناء الخارج قد رفعوه بالصوت العالي وعلى مسمع من العلم وبالله التوفيق. Ismail Shams Aldeen [[email protected]]