الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمراض وزراعة الكلي -الوقاية خير من العلاج .. بقلم: د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي- لندن
نشر في سودانيل يوم 01 - 08 - 2013

أمراض وزراعة الكلي -الوقاية خير من العلاج - الجزء الثاني -الضرر المزمن
Kidney Diseases & Transplantation: Prevention Better Than Cure
بقلم د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي - لندن
الافاضل القارئة والقاريئ . هذه مواصلة الإرشاد الصحي عن مشاكل أمراض الكلي وتأثيرها العملي والنفسي علي الإنسان
ملخص الجزء الفائت (الضرر الحاد)
الضرر الحاد يحدث سريعاً خلال مدة قصيرة (أيام قصيرة معدودة أو أسابيع قليلة)
حدوثه ينتج عن ضرر إما أن يؤثر علي الكلية نفسها أو علي كمية الدم الذي يغذيها أو يمنع منها خروج البول كالإنسداد الحصوي أو البروستاتي الحادين . الأسباب عموماً تتعدد أهمها الجفاف نتيجة فقدان السوائل ،أو التعرض لمواد سامة مثل بلع كميات كبيرة من بعض العقاقير خاصة التي تستعمل كمسكنات للألم أو التعرض لإلتهاب جرثومي يؤدي الي تسمم الدم أو أن يحدث الضرر بعد انتهاء بعض العمليات الجراحية المعقدة والتي تستغرق زمناً طويلاً أو نتيجة الحروق الكبيرة . ربما يتم الشفاء كاملا من هذا النوع من الضرر الحاد لكن البعض منه قد يتم شفاؤه جزئيا ويتحول بالتدريج الي ضرر وقصور مزمن . توجد حالات لا يتم الشفاء منها نهائيا مما يجعل ذلك المريض يعتمد علي العلاج بغسيل الدم طول أيام العمر الباقية (اي ان المريض ينتقل الي مجموعة المرضي المصابين بالضرر الكلوي المزمن وهذه الشريحة من المرضي هي التي تهمنا في هذا المقال)
لوحة من الواقع:
حمدان شاب طويل القامة ممتلئ الجسم وذو بسطة وشكيمة جعلته بطل زمانه الذي لا يقاوم ولا يهزم. كان يهوي المغامرات والترحال ويجرب كل شئ وياكل ويشرب كل شيء . نصحه بعض الذين يأمنون شره أن يغير من نمط حياته تلك الفوضوية من مغامرات وأكل وشرب مستباح خوفاً عليه أن يقع يوماً ما في فخ يصعب الخروج منه. لكنه سخر منهم واستمر علي حالته تلك وفي أحد الأيام فاجأ القوم بانه قد قرر السفر في رحلة مجهولة الأمد الي دنيا المجهول. لم يأبه لكل التحذيرات من حكماء القوم ولم تثنيه دموع الحسناوات التي بللت الخدود الغضة النضيرة. فقال قولته الشهيرة "انا لا أهاب أحداً ولا حتي الموت نفسه لأنني أنا الموت فمن الذي تحدثه نفسه ليقربني؟ سكيني في ذراعي وسيفي البتار حول عنقي وعصاي القوية وحدها تغنيني إذا ضربت بها اصيب مقتلاً وإذا استرحت أعلق عليها ملابسي وأتوكاء عليها إذا تعبت أو أظلمت الدنيا علي وتعثرت الدروب".
غادر الديرة مزهواً بقوته وشبابه وصار يهيم في السهول والوديان وكان يتفنن في إيجاد ما يسد رمقه من غير عناء فقد كان صياداً ماهرا في البر والبحر. لكن لم تدم طويلاً نشوته تلك لأنه استيقظ صبيحة يوم علي وجود شخص غليظ الملامح يتطاير الشرر والشر من عينيه. حاول أن يغادر المكان لكن الغريب لم يدعه بل قال له "من الآن لا مفك لك مني وستجدني رفيق دربك الطويل" وضحك ضحكة خبيثة مجلجلة اهتزت لها الإرجاء. سأله حمدان متمالكاً نفسه وجامعاً شجاعته التي لم تقهر من قبل "ما إسمك؟" فرد الرجل بعنف "مسمار عجبك أم لم يعجبك". إحتار حمدان من تلك الورطة لأن مسمار من ساعتها نزل عليه ضيفاً ثقيلاً و ظل يشاركه كل تفاصيل حياته غصباً عنه ومن غير استئذان. عاد حمدان الي رشده يوماً وقبضة يد مسمار تشتد يوماً بعد يوم فتذكر نصائح حكماء قومه فندم علي فوات الأوان لكنه رغم شجاعته فقد آمن انه لا حل له ولا حاجة سوي التصالح والتعايش مع مسمار هذا عجيب الأطوار متقلب المزاج والذي لا فكاك منه فقرر غصباً عن إرادته التعاون مع مسمار لكن بحذر شديد خوفاً من أن يغدر به في أي لحظة لا فرق إن كانت في الصحو أو أثناء النوم . هدأت بطشة مسمار لدرجة أن حمدان بدأ يغفل عن حرصه علي نفسه ورجع إلي عدم اكتراثه بمسمار فصار يراوغ ويزهو أحياناً بشجاعته لكن حماقته تلك قد أوقعته اخيراً في قبضة مسمار القوية ، ذلك الثائر الذي لا يفتر حتي أعجزه وظل يفتت قواه رويداً رويداً حتي غلبه في آخر المطاف وانتهي به الي مثواه الأخير.
يا تري من هو مسمار؟
للأسف قديكون هو مرض السكري أوارتفاع ضغط الدم بل ما المانع أن يكون هو عجز الكلي الدائم أو سرطان الغدد أو الأمعاء أو أي مرض مزمن لا فكاك منه؟
ومن هو حمدان؟
حمدان زيد من البشر كثير وجوده بيننا وفي كل شرائح المجتمع حتي المتحضر منه في كل بلاد العالم لا فرق أن يكون ملكاً أم أميراً أم عالماً وبروفيسواً أم بدوياً همباتاً مترحلاً في البوادي الواسعة وهذه القصة الخيالية أو التجريدية أحكيها من واقع الحال, حال ذلك الشخص الذي لا يواكب ويهتم بصحته و تطبيق إرشادات الأطباء والعارفين بأمور أساليب ونمط النشأة الصحية السليمة بما يخص النوم والأكل والشرب والرياضة والفحص الدوري للتأكد من لياقة البدن السليمة أو إكتشاف أي خلل في وظائف الأعضاء منذ البداية قبل أن يستفحل ويصعب السيطرة عليه ثم قبول العلاج . شخصية حمدان شخصية كثيراً ما نشاهدها في عوالم أمراض الكلي التي لا ترحم ولا تفرق بين صغير أو كبير .
تعريف مصطلحات طبية هامة: ذات علاقة بموضوع اليوم:
البولينا: هي الناتج الفاسد لكل شيء بروتيني قد تم هضمه داخل خلايا الجسم الحية وتعتبر البولينا من السموم التي يتخلص منها الجسم عن طريق الكلي وهي التي تميز البول بلونه ورائحته المعروفة. معدل البولينا الطبيعي المحتمل حسب القياس الموحد العالمي للمختبرات ( 8.3-1.7 mmol/l ). أول من عرف البولينا علماء فرنسيون ( FOURCROY Antoine-Francois 1755-1809 & VAUQUELIN Louis Nicolas 1763-1829 & PIORRY Pierre Adolphe 1794-1879 ) حيث تمكنا من استخراجها كمادة وتمكن من بعدهم الكيميائي الاسكوتلندى توماس قراهام ( 1869-1805 ) من عزل البولينا لأول مرة بتصفيتها عبر غشاء من الورق الخفيف وهكذا ولدت مبكراً بذرة فكرة إمكانية ترشيح البولينا ولكنها لم تطبق فعلياً في علاج الانسان الا في القرن الماضي بواسطة الطبيب كولف السابق ذكره في الجزء الأول .
الكرياتنين : هو مادة انزيمية تعتبر من السموم تنتج من النشاط الحركي لكل عضلات الجسم وتظل في دم الإنسان حتي يتم ترشيحها في البول وهي هامة جداً نعتمد عليها في قياس مستوي القصور في وظائف الكلي الحاد أو المزمن. المعدل الطبيعي للكرياتينين يتراوح بين ( 80-44 umol/l ). يختلف هذا المعدل من مختبر الي آخر حسب جهاز التحليل
البوتاسيوم: يعتبر نوع من الملح ومهم لتوازن عضلات الجسم والقلب وترتفع نسبة معدله في حالات الضرر الكلوي الحاد والمزمن نتيجة قصور الكلي في ترشيح هذا الملح وارتفاعه خطير جداً يؤدي الي الوفاة الآنية بالسكتة القلبية من غير إشعار. يتركز البوتاسيوم بمعدلات عالية في كل الفواكه الجافة كالتمور والزبيب والمشمش والفواكه الطازجة أهمها الموز والمانجو والبرتقال والعنب والخضروات مثل البطاطس والطماطم. عليه دائماً نفحص دورياً أسبوعياً معدل البوتاسيوم في الدم عند المرضي الذين يعيشون علي غسيل الدم او كل ثلاثة الي ستة اشهر للذين تستقر حالتهم الصحية من غير مضاعفات. أيضاً يرتفع معدل البوتاسيوم عند تعاطي البعض عقاقير علاج إرتفاع ضغط الدم0 المعدل الطبيعي للبوتاسيوم لا يزيد علي mmol/l 3.5-5.1
الفوسفات: Phosphate
هو مادة كيماوية ومركبة من الفوسفور وتوجد في المواد الغذائية وبتركيز عالي في البيض وأيضاً في منتجات الألبان مثل الجبن وبعض الحبوب كالعدس والحمص وغيرها
الضرر الكلوي المزمن:Chronic Kidney Disease
هو قصور وظائف الكلي التي سبق ذكرها في المقال السابق يبدأ خفيفاً أو متوسطاً عند اكتشافه غالبًا بالصدفة أو عند ظهور بعض من أعراضه ولكن للأسف ليس من الإمكان والبتة معالجته لكي تعود وظائف الكلي الي وضعها الطبيعي السليم. أيضاً هو الضرر الذي يصيب الكلية ويستمر تدريجياً في تدهور وظائف الكلي الي أن ينتهي منها تماماً وهذا يتم خلال أشهر أو حتي سنين من الزمن. في البداية يسمي قصور لأن الكلية قد تؤدي وظيفتها بنسبة معقولة رغم وضع الضرر المزمن ويقسم الضرر المزمن الي خمس مراحل حسب معدل ترشيح الكرياتنين من الجسم عبر الكليتين وتحديد هذه النسبة كان يتم حسابها قبل حوالي عشر سنوات بجمع بول المريض خلال الأربعة والعشرين ساعة تحدد فيها كمية البول بالملليترات وكذالك معدل تركيز الكرياتنين في ذالك البول وبعملية حسابية تشمل مع ذالك عمر ونوع المريض (ذكراً ام أنثي) ووزنه ومن ثم ناتج العملية الحسابية يحدد مرحلة القصور المزمن. نحمد الله علي تقدم العلوم الطبية والتكنولوجيا حيث سهلت علينا إجراء تحديد مرحلة القصور بنسبة مقدرة وكافية فقط بفحص عينة من الدم لا تتجاوز الخمس ميللترات من دم المريض. أكثر مرحلة حرجة بما يخص الضرر المزمن هي الخامسة والأخيرة حيث يصل مستوي القصور الي 15٪ أو ما دون ذلك وهذه هي مرحلة التحضير أو بدء العلاج الفعلي لإنقاذ ما تبقي من حياة المريض. معظم مرضي الضرر المزمن نجدهم يعانون من قصور مستوي المرحلة الثالثة (بين 60٪-30٪).
ارتفعت إحصائية وجود الضرر المزمن مع مع تحسن معدل حياة الفرد في المجتمع خاصة الغربي نسبة لتحسن الوضع المعيشي للفرد ووجود الرعاية الصحية الأولية المتاحة للجميع . نجد أن حوالي أكثر من 25٪ من الذين يزيد عمرهم عن الستين سنة يعانون من ضرر مزمن يتراوح بين الدرجة الثالثة والخامسة. في بعض الأحيان قد يتدهور فجأة قصور الكلي المزمن وهذه الحالة نطلق عليها "ضرر حاد مضاف الي ضرر مزمن" وفي نسبة كبيرة من تلك الحالات يمكن علاج مثل هذا الضرر إما بالمحاليل أو العقاقير إذا عرف السبب أو بالغسيل الدموي لفترة مؤقتة
أعراض وظواهر القصور المزمن:
فتور وأعياء ، كثرة النعاس والنوم، قلة الشهية أو فقدانها مع الإحساس بالطمام والقابلية للتقيوء مع حكة الجسم خاصة عند النوم وفي المرحلة الخامسة بالذات. ربما يقل البول عند البعض ويكثر خلال الليل. تغير لون الجسم فيصير ترابي المظهر وجافاً وقد يشعر كثير من المرضي بتغير رائحة النفس والإحساس بطعم غريب في الفم يشبة طعم الحديد. آلام مختلفة في العظام والعضلات التي تستدعي تعاطي المسكنات مثل الباراسيتامول (اى البانادول). إضطرابات نفسية وإكتئاب. قلة الرغبة الجنسية. تورم الجسم بدءاً من حول العينين ثم القدمين والرجلين الي أن تتجمع أخيراً السوائل الزائدة داخل الرئتين وحتي حول القلب في الحالات المتقدمة المهملة المتابعة والعلاج وهذي تعتبر حالة حرجة إسعافية ملحة للتدخل العلاجي السريع داخل المستشفي
فحص الدم قد يبين إرتفاع يتفاوت حجمه في معدلات الكرياتنين والبولينا والبوتاسيوم والفوسفات وظهور فقر الدم وإضطراب في معدل الكالسيوم وهورمون الباراثورمون الذي تفرزه الغدد الأربعة الموجودة في أطراف الغدة الدرقية. أيضاً يلاحظ كثرة التبول في الليل. أيضاً فحص البول ربما يبين وجود دم ميكروسكوبي مع أو بدون زلال. من الظواهر الأخري وهامة اضطرابات تخثر الدم مما يؤدي الي حدوث نزف من الانف أو الجهاز الهضمي أو العكس وأعني بذلك حدوث جلطات أو سكتات دماغية. ربما تحدث غيبوبة وتشنحات خطيرة.كما قد يحدث نقصان الوزن من عدم الشهية الناتجة بدورها من فقر الدم أو تقدم القصور الوظيفي للكلي وتراكم السموم أو لمرض آخر كمسبب رئيسي اومصاحب كالسرطان (علي سبيل المثال سرطان البروستاتا المتقدم) أو الأمراض التي تكبح جهاز المناعة مثل مرض الإيدز وهلم جراً. يجدر الذكر بان السموم لا تقتصر علي البولينا والكرياتينين إنما هي كثيرة منها المعروف من ضمنها الماء نفسه الذي نشربه كل يوم وكثير منها ما لم يتعرف عليه الإنسان الي اليوم
أسباب الضرر أو القصور المزمن :
(1) مرض السكري وارتفاع ضغط الدم
مما تعلمته خلال السنوات الطوال وأشاهده وحسب الإحصائيات أن أهم سببان يتراسان قائمة أسباب الضرر أو القصور المزمن هما السكري بنوعيه الأول الذي يحتاج العلاج بتعويض الإنسولين والثاني الذي غالباً ما يعالج فقط بالحبوب . السبب الثاني ارتفاع ضغط الدم إذا طال الزمن وفشل المريض في الإلتزام باتباع تعليمات الطبيب المعالج المتابع لحالته. الكلية الواحدة تحتوي علي حوالي مليون وحدة تصفية وتنقية للدم وهي مكونات دقيقة جداً (لا تري الا تحت المجهر واقصد المايكروسكوب) تسمي القلوميريولس للأسف لا تتحمل مقاومة ارتفاع ضغط الدم وأيضاً فشل السيطرة علي تنظيم معدل إرتفاع السكر في الدم وما ينتج عنه من مضاعفات مساعدة كإرتفاع معدل الكوليسترول (دهنيات الدم). دهنيات الدم من المشاكل التي تؤثر سلباً علي مجاري الدم فتضيق ويبين ذالك الدورة الدموية التي تغذي القلب والكلي والأطراف السفلي (أي الرجلين). فضيق شراين الكلي يسبب إرتفاع ضغط الدم وكذالك القصور الكلوي ويتم في بعض الحالات محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لما تبقي من نسبة وحدات الكلي العاملة بتركيب دعامات داخل الشرايين التي تمد الكلي بالدم لكن هذه العملية لا تخلو من مضاعفات قد تنتهي بالمريض إلي أن يدخل مبكراً في برنامج العلاج بالغسيل
(2) إلتهابات وحدات التصفية (القلوميريولوسات) Glomerulonphritis
هذا من أهم أسباب تعطل وظيفة وحدات التصفية لأن الإلتهاب قَدْ يكون حاداً وفي الغالب الأعم يمكن السيطرة عليه بعلاجه بنجاح إذا تم تشخيصه منذ البداية وإلا ستتدمر كل الوحدات إما كلية أو بالتدريج ونهاية المطاف تكون الحاجة إلي العلاج بالغسيل الدموي أو البريتوني. أو يكون مزمناً وبالتدريج يتلف كل وحدات التصفية . بعض أسباب تلك الإلتهابات لم يتم التعرف عليها إلي الآن وقد تتوارث والبعض معروف يكون نتيجة مرض له علاقة بجهاز المناعة يؤثر علي الكلي مباشرة مثل مرض الثعلبة الحمراء الذي يحدث تدميراً خطيراً داخل الكلية خاصة وحدات التصفية الدقيقة. مرض الثعلبة يكثر عند النساء مقارنة بالرجال ويحدث تورم وآلام مبرحة في مفاصل العظام وفقد كميات كبيرة من البروتين في شكل زلال عبر البول وتتورم الارجل ويرتفع ضغط الدم. أيضاً يوجد ضرر مزمن قد يحدث عقب أنواع من الإنفلونزا. بعض الإلتهابات والضرر المزمن يتنج عن أمراض جهاز المناعة التي تضر كثيرا الشعيرات الدموية الدقيقة داخل الكلي فتموت وحدات التصفية الدقيقة الحجم . وبعض مثل تلك الإلتهابات يمتد ضررها ليشمل الكليتين والرئتين معاً. هذه الحالات يتم علاجها بغسيل الدم إضافة الي تبديل البلازما مع العلاج الكيميائ
يكون المرضي بهذه الحالات معرضين بسهولة لاكتساب العدوي الجرثومية أوالفيروسية
(3) مرض المايلوما: هو سرطاني النوع يصيب خلايا النخاع الشوكي Multiple Myeloma
هذا المرض يجتاح النخاع الشوكي الذي يصنع كرويات الدم الحمراء الهامة لنقل الدم والبيضاء التي تمثل جنود جيش المناعة الذي يكافح الامراض والعدوات الجرثومية .لذلك نجد ان الكرويات التي تتكون أثناء المرض ليست طبيعية بل سرطانية النوع وكذلك نجد العظام تتأثر وتتكسر مع ظهور إرتفاع في معدل الكالسيوم في الدم وظهور بروتين غير عادي في الدم والبول هو عبارة عن أجسام مختلفة الشكل تؤثر سلباً علي الكلي وتؤدي إلي تلفها خاصة القنوات الدقيقة جداً. هذا البروتين يفرز في البول بكميات كبيرة. يتم التشخيص بتحليل نوع البروتين المستخرج في البول والصور الإشعاعية أو المغنطيسية وعينة من النخاع الشوكي.أهم أعراض هذا المرض فتور وفقر دم وآلام في العظام خاصة عظام الظهر التي قد توجد متكسرة في الحالات المتقدمة.العلاج الكيميائي هو الأمثل وبعض الحالات تحتاج الي زراعة خلايا جذعية النخاع الشوكي. هذا المرض قد يظهر في شكل ضرر حاد ويعالج وقد يظهر أيضاً في شكل ضرر مزمن مما يحتاج الي الغسيل الدائم
(4) تكيس الكلي Polycystic Kidneys
يكثر هذا المرض الوراثي في أروبا وخاصة في الدول الإسكندنافية . هذا المرض ينتهي بالمريض الي العلاج بالغسيل الدائم ولكن بعد سنين طويلة من المتابعة. شكل الكلية عندما تتضخم قد يشبة حزمة العنب. ينتج عن التكيس بالتدريج تلف الاجزاء الفعالة وفي بعض الأحيان تلتهب هذه الأكياس أو تنزف دماً وتسبب آلاماً إضافة لوزنها الثقيل وكبر حجم البطن الذي يؤثر سلباً علي نفسية المريض
(5) أدوية التهابات المفاصل
مثل البروفين والفولتارين والنابروكسين كلها تؤدي الي الضرر المزمن لتأثيرها المباشر علي الكلي إذا استعملت لفترة طويلة من الزمن فيجب تفاديها
(6) تصلب الأوعية الدموية
خاصة التي تغذي مباشرة الكلية بالدم وقد يتم ضيق مجراها ويعالج هذا الخلل بتركيب دعامات كالتي تستعمل في علاج شراين القلب الضيقة. هذه الحالة تشاهد عند بعض مرضي السكري أو الذين يعانون من إرتفاع معدل الكوليسترول أو الذين يدمنون التدخين
(7) انسداد مجري البول أو رجوع البول المزمن بسبب قصور صمامات تلك المجاري يسبب تقرحات مزمنة وتلف دائم
أيضاً من أسباب الإنسداد وجود حصاوي الكلي او المجاري ، تضخم البروتستاتا عند الرجال، أو أي نوع من أنواع السرطان التي تؤثر علي الكلي ومجاري البول
(8) مرض الإيدز . كثيرون من مرضي الإيدز يحتاجون الي الغسيل الدموي نتيجة حدوث تلف داخل الكلية بسبب المرض ولا يمكن علاجه
(9) بعض المخدرات مثل الهيروين
(10) إصابات العمل المزمنة
مثلا التعرض المزمن للرصاص والكادميوم عند الذين تحتم مهنتهم التعرض لهذه المواد مثلاً عبر الطلاءات والألوان أو شرب المياه الملوثة بهذه المعادن وأشياء أخري كالسيليكون
(11) التهاب البول المزمن والذي يصعد الي الكلي ويسبب بطول الزمن تلف دائم داخل الكلي
التشخيص
(1) تحليل البول للبروتين والدم وعلامات أي إلتهاب أو وجود رمل ...... الخ
(2) تحديد نسبة صلاحية ترشيح المواد السامة
(3) فحص الدم العمومي بما في ذلك وظائف الكلي وهورمون الباراثورمون
(4) فحص الكلي بالموجات فوق الصوتية او الأشعة المقطعية والرنين المغنطيسي. في بعض الحالات يتطلب الفحص مسح كل الجسم بالأشعة المقطعية
(5) أخذ عينة من الكلية للفحص المجهري لتحديد نوع الضرر ومدي درجة تطوره ولتحديد نوع العلاج المناسب
(6) أشعة للصدر ورسم القلب وفحصه بموجات القلب فوق الصوتية
العلاج
(1) العلاج الوقائي لمنع استمرار التدهور
اهم شئ في العلاج هو قبول المريض واقع حال المرض الذي سيلازمه إلي ما لا نهاية ومن ثم الإلتزام بالمتابعة مع الطبيب المعالج والإنتظام في تعاطي الأدوية والامتناع عن المنهيات وكل ذلك يتم حسب الخطة التي يحددها الطبيب لكل حالة بمفردها. الهدف الذي نسعي ونجاهد لتحقيقه هو إيقاف تدهور ما تبقي من تلك النسبة المئوية من وظائف الكلي لكي تكفي المريض شر الوقوع السريع في برنامج غسيل الكلي المنهك جسمياً ونفسياً ومادياً. غسلة الكلي الواحدة تأخذ من الإنسان ساعتين من الوقت للترحيل وثلاثة الي أربعة ساعات رقاد تحت ماكينة الغسيل يعني مجمل الوقت خمسة عشر أو أربعة وعشرين ساعة أسبوعياً. هذا بدون شك ضياع وقت للشخص المنتج الذي يعمل أو يدرس. أيضاً للغسيل مضاعفات أهمها هبوط ضغط الدم أثناء أو عند نهاية الغسيل وآلام مبرحة عند تركيب إبر الغسيل وآلام في الرجلين عند سحب الماء الزائد من الجسم أيضاً ربما يحدث نزف دم يصعب السيطرة عليه من مجري الدم عند نهاية الغسيل. أيضاً ربما تتعرض الفيستولا لمشاكل كالجلطات الداخلية التي تعطلها تماماً عن العمل حتي أن بعض المرضي قد يصلوا الي مرحلة انعدام كل الفرص لترتيب فيستولا جديدة. علية يتم تعويض الفيستولا بتركيب أنبوب داخل القلب عن طريق الأوعية العليا في الرقبة أو الصدر. بعض التركيبات الإصطناعية قد جربناها لكنها لا تخلوا من مشاكل حدوث الجلطات أو التلوث ببكتيريا الجسم المحيط.
تغيير نمط روتين الحياة السابق
أولاً النظافة من الإيمان وأعني النظافة والهايجين العام في كل مناحي الحياة اليومية. ثانياً بالإضافة إلي متابعة الطبيب المتخصص في أمراض وعلاج الكلي يجب متابعة أخصائي التغذية الذي يحدد وينصح بتناول الوجبات المناسبة لكل حالة مثلاً الإمتناع من الأكلات أو الفواكه التي ترفع معدلات الفوسفات أو البوتاسيوم في الدم. أما الذين يعانون من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم فيجب تغيير أسلوب حياتهم بالإقلاع عن التدخين وتفادي السمنة واعتماد الرياضة وتنظيم الأكل والشرب السليم والإلتزام بالمحافظة علي مستويات سكري الدم الطبيعية وضغط الدم الطبيعية التي ينصح بها الطبيب المعالج المتابع. اجتناب كل أمر أو فعل يؤدي الي تهلكة. الحيطة والحذر من الجفاف ومن تعاطي الأدوية بجميع أنواعها من غير وصفة من طبيب يعرف بالضبط حالة وحاجة كل مريض التي في غالب الأحيان تختلف من شخص لآخر. تفادي الإسراف في الأكل خاصة الاكلات الدسمة وتقليل ملح الطعام وتفادي العلاج بالأعشاب الغير مرخص بها لأن كثيراً منها قد يضر بوظائف الكلي خاصة الأعشاب الصينية. اي مريض يحتاج الي فحص الدم للتأكد من خلوه من إصابته وحمل فيروسات الكبد بي وسي وفي بعض الحالات لابد من تحصين المريض ضد هذه الفيروسات إذا لم تكن عنده مناعة ولازم يتم ذلك قبل أن يبدأ برنامج الغسيل مهما كان نوعه.
(2) علاج فقر الدم المصاحب
فحص الدم أولاً لانه لابد لنا من التأكد أن مخازن الحديد في جسم المريض تحتوي علي رصيد كافي من المعدل الطبيعي للحديد وإلا لابد من تعويض المريض بالحديد أولاً بالفم إن كان النقص قليلاً أو بحقنه مباشرة عن طريق الوريد. ربما يكفي هذا العلاج في بعض من الحالات فيتحسن معدل الهيموغلوبين. أما الحالات التي لا تتحسن فلابد من علاجها بحقن هرمون الكلي الاريثروبويتون تحت الجلد أسبوعياً حسب تعليمات أخصائي مرض الكلي
(3) علاج ارتفاع معدلات البوتاسيوم والفوسفات
(4) علاج ارتفاع معدل هورمون الباراثورمون
(5) علاج ارتفاع ضغط الدم ومعدل الكوليسترول وهشاشة العظام وأيضاً الإكتئاب النفسي خاصة لدي كبار السن بواسطة أخصائي الأمراض النفسية
(6) العلاج بالغسيل الدموي
أهم الحالات التي تحتاج الي غسيل علي وجه السرعة هي التي يعاني فيها المريض من ضيق في التنفس نتيجة السوائل الزائدة، ارتفاع البوتاسيوم أو الكالسيوم أو البولينا والكرياتنين أو التدهور السريع في الحالة العامة أو ظهور إشارات غيبوبة أو تشنجات
الغسيل الدموي هو الغالب في علاج مثل تلك الحالات ووحدات الغسيل تتواجد في معظم المستشفيات أو في مراكز معينة تحددها الدولة في كل مدينة حسب كثافة السكان. النوع الآخر من وسيلة العلاج هو الغسيل البريتوني وقد سبق ذكره في الجزء الأول. غسيل الدم يحتاج إلي تحضير المريض قبل زمن كافي بالفيستولا التي يتم عن طريقها نقل الدم من وإلي المريض عبر الكلية الصناعية أو تركيب انبوب داخل البطن لتلقي العلاج في حالة اختيار الغسيل البريتوني. الغسيل البريتوني أسهل تحملاً من غسيل الدم لكن المشكلة الكبري إذا لا قدر الله ان يحدث انتقال العدوي بدخول الباكتيريا إلي داخل البطن هذا يسبب التهاباً خطيراً في الغشاء البريتوني والأمعاء مما يستوجب الرقاد الآزم داخل المستشفي لتلقي العلاج بالمضادات الحيوية
(7) زراعة الكلي: انه الحل والعلاج الأمثل ان توفرت كل إمكانيات الزراعة. (هذا سيكون ان شاء الله موضوع الجزء الثالث والاخير الذي سيأتي في المرة القادمة بإذن الله. )
حالة اتتني من السودان:
قبل أعوام اتصل بي شخص من الأقارب (مهندس) حضر من السودان الي لندن لإجراء فحوصات عامة تتضمن وظائف الكلي لانه علم من الأطباء ان كليتيه تعملان بنسبة اقل من أربعين في المئة. مشكلته يعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن لكن بحكم انه يدير عملاً خاصاً ناجحاً فقد قصر في الاهتمام بصحته وعلاج ضغط الدم. هذه المعلومة واخريات قد توصلت إليها من تاريخ المرض. قلت له بالأسف انت أتيت في مرحلة متأخرة وفحوصاتك هنا تبين انك ربما تحتاج الي الغسيل علي الأكثر قبل ان تكمل سنة من الان لان كليتاك تعملان بنسبة 18٪ . قلت له مشكلتك كلها سببها الاول والرئيسي ارتفاع ضغط الدم المزمن وعدم المتابعة مع طبيب راتب ولكي نبرهن ذالك ونصل الي تشخيص السبب الجازم لا بد من أخذ عينة من الكلي. وقد تم ذالك بعد موافقته وجاءت النتيجة مطابقة بان السبب هو ضرر مزمن وتغيرات دائمة نتيجة ارتفاع ضغط الدم المزمن. حمل المريض حاله مع العلاجات اللازمة والنصائح الغالية وعاد الي الوطن علي امل أن يتصل باحد الأخصائيين في أمراض الكلي للمتابعة . لكن لشد ما حزنت عليه عندما أتاني يوماً نعيه قبل أن يكمل العشر اشهر منذ أن غادر لندن. كان رجلاً طيباً سمحاً ، قال لي انني أودّ أداء فريضة الحج في العام القادم فلم يتمكن . عليه رحمة الله.
وقاكم الله وشفاكم وكل عام وانتم بخير
عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
أستاذ مشارك، كلية الطب، جامعة أوبسالا ، السويد
إستشاري باطنية وأمراض الكلي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.