قرأت في الميدان الشيوعية خبر تبرع جورج كلوني، النجم الهوليوودي الناشط في قضايا الهامش السوداني، بدخله من شركات الإعلان لتمويل محطة الأقمار على حدودنا بجنوب السودان ترصد تحركات قواتنا المسلحة المتهمة عنده بالوحشية في جبال النوبة. وهو التبرع الذي كتبت عنه بالأمس في هذا العمود موضحاً الطعن الأمريكي الأخلاقي على مصادره في سوق الإعلان المبتذل. كما أوضحت كيف أن شركة الشاي التي يعلن كلوني لها وظفت وقفته المشهودة مع "الأفارقة" لتعينه عضواً بمجلس إدارة شركة للشاي تستثمر في جنوب السودان. توقعت أن تنشر الميدان خبر كلوني. ففي اليسار هذا العشق لنجوم التقدم أصحاب القضايا الأكابر. بل كنت سأطلب منها في عمودي أن تأخذ خبر كلوني بشيء من الحيطة. فما كل يلمع من نجوم السينما نضالاً. ولكن قلت لنفسي أن أحسن الظن بها هذه المرة. فقد سبق لي أن اخذت عليها نشرها خبراً أيام ذائعة الرق في السودان عن أطفال مدرسة أولية في ولاية كلورادو الأمريكية سمعوا من مدرسهم بجهود تحرير الرقيق الأفارقة الجنوبيين من مسترقيهم العرب في السودان مقابل فدية تكفلت بها منظمة البارونة كوكس المسيحية. فأنفعل التلاميذ ووفروا قروش الفطور لعتق رقبة. والشيوعيون يستبيهم نضال ومن براءة الأطفال في عينيه. كنت قد كتبت من قبل أنصح أن لا ينجرف اليساريون في الترويج لذائعة الرق السوداني وفداء الأرقاء بغريزة المعارضة . . . لاغير. فالشكوك تحوم أصلاً حول خطة البارونة كوكس لفداء الرقيق بالمال حتى من بين اولئك الناشطين في ضد الرق السوداني. قلت في كلمتي القديمة إنني لا أدري إن كانت الميدان وغيرها معنية بمسالة فداء الأرقاء بصورة راتبة؟ أم هل تتخطفها هنا وهناك لغرض المعارضة ثم تزور عنها؟ وهل تعرف الآن إلى ما انتهت إليه تلك الذائعة؟ فقد سقطت عن فداء البارون كوكس للرقيق ورقة التوت وتكشف كأكذوبة بليغة. فقد التقى الإعلامي المهيب دان رازر في برنامج السي بي إس المسمى "60 دقيقة الثاني" (15 مايو 2002) برجل اسمه جوكبسون ممن كانوا ينظمون حملات فداء الأرقاء في الجنوب ضمن طاقم منظمة التضامن المسيحي المشهورة. واختلف الرجل مع المنظمة ودعته السي بي إس "ليفِتوا". قال الرجل لرارز إن كل تلك الحملات لفداء الأرقاء كان شاشة غشاشة: مجرد سيرك وعرض ومسرحية ولا فداء ولا يحزنون. وهنا احتد رازر: -لقد أذعنا حلقتين عن نبأ فداء الرقيق هذا! جوكبسون: بلحيل رازر: يعني اتلعب علينا؟ جوكبسون: لعب جد. رازر: يعني اتخمينا؟ جوكبسون: خم جد. وانحتر خبر الفداء وانبتر. ولا أضيف لهذه العبارة التي يختم بها الراوي الأحاجي. فباقيها محرج. ضربت الميدان بحسن نيتي عرض الحائط وتبنت مروءة أمريكية زائفة أخرى. وتذكرت طرفة سخيفة. قال لي أحدهم إنه كان يتونس مع صديقه أمام بيته الفاتح على شارع رئيسي. وانفجر شيء، إطار أو حاجة. ونظر صاحبي للرجل فإذا به قد صمت عن الحديث إليه وهو يسأله عن خبر الضجة. ورآه يحمل نعاله وينظر إلى باب بيته. وما أن خرجت زوجته تستطلع الخبر حتى قذف الحذاء نحوها. وقال: -عارفه خبّارة شَمشَارة. حكاية الرجل والحذاء والزوجة غير لائقة. ولكن ماذا نفعل للميدان شمشارة خبّارة في غير معترك. Ibrahim, Abdullahi A. [[email protected]]