مناظير الخميس 22 أغسطس، 2013 [email protected] www.facebook.com/zoheir.alsaraj * لا استبعد اطلاقا أبدا ان يُجر أى حكم او لاعب او مشجع أو اى شخص آخر من الميدان الى قسم الشرطة بتهمة الإلحاد او العلمانية او الشيوعية أو الجاسوسية او أية تهمة من الجرائم الموجهة ضد الدولة، ما دام الحكام صاروا يُجرون الى اقسام الشرطة بتهمة السُكر وهم أبرياء، ثم يحولون الى المستشفيات باورنيك ( 8) للكشف عليهم وتوضيح ما إذا كانوا سكارى ام لا .. مثل ما حدث أول امس للحكم الذى أدار مباراة أهلى شندى وفريق النسور التابع (لقوة نظامية) فى منافسة الدورى الممتاز، فعندما وصلت النتيجة الى 3 صفر لصالح الاهلى ما كان من فريق النسورالا وان افتعلوا مشكلة ثم اتهموا الحكم بالسُكر، وجروه الى القسم برفقة ( لواء) ثم الى المستشفى باورنيك ( 8 ) ليكشفوا عليه، والحمدلله ان الطبيب كان مستقلا وعادلا فقرر انه فى قمة الوعى ولا تبدو عليه أعراض سُكر ولا تفوح منه رائحة خمر، فأُطلق سراح الحكم البرئ ..!! * ترتب عن ذلك رفع مذكرة من هيئة التحكيم المركزية الى الاتحاد العام تطالب بالتحقيق مع الفريق صاحب المشكلة ومعاقبته وإلا فان الحكام سيمتنعون عن ادارة المباريات .. وهو أقل ما يجب ان يفعلوه لمواجهة هذه المهزلة الكبرى والسابقة الاولى فى تاريخ السودان والمصيبة التى ستقود الى مصائب أعظم فى المجتمع الرياضى الملئ اصلا بالمصائب والدخلاء والمتطفلين والطفيليين وسارقى اموال الشعب !! * أقول، لا استبعد ان نرى بعد تلك الحادثة الغريبة أشياء أكثر غرابة وذلك بعد إغتيال أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية بالسماح للمؤسسات الحكومية بمختلف أنواعها بالتنافس مع الفرق الأهلية فى الدورى السودانى، فصرنا نرى فرقا تتبع لمؤسسات (نظامية) ذات نفوذ كبير وسلطات واسعة يخشاها الجميع، تلاعب الفرق الأهلية التى لا سلطات ولا نفوذ لها ..!! * المشكلة فى ذلك ان تستغل تلك المؤسسات الرسمية ما لديها من سلطات ونفوذ وتؤثر بشكل او بآخر على مسيرة الحركة الرياضية سواء بالتلاعب بالنتائج او التأثير على لجان المسابقات او فرض قوانين وقرارات لا تتماشى مع أهلية الرياضة أو اتخاذ مواقف مثل ما حدث فى مبارة الاهلى والنسور، وربما نرى غدا جر الاداريين واللاعبين والمشجعين الى السجون والمعتقلات بتهم مختلفة لا علاقة لها بالرياضة ..إلخ، وأشياء من هذا النوع، فتفقد الرياضة كل قيمة لها وتصبح خاضعة لمزاج صاحب السلطة، وهو أمر حادث الان ولكن الى (حد ما)، وكمثال على ذلك ما حدث فى انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم الأخيرة وما قبل الأخيرة من تدخل واضح لنصر جهة على الأخرى، وعندما تدخل أجهزة الدولة النافذة بكل قواها فى التنافس على المسابقات الرياضية الأهلية فليس بعيدا ان يحدث غدا ما هو أفظع، لذلك يجب ان تكون الرياضة بمعزل تماما عن الجهات الرسمية التى يجب ان تكون لها قوانينها الخاصة واتحاداتها ومنافساتها المستقلة كما يحدث فى كل انحاء العالم ..!! * لقد كان ما حدث نتيجة طبيعية لتدخل السلطة فى الرياضة وفرض أشخاص بعينهم على ادارات الاندية والاتحادات، ووصل الأمر الآن الى استخدام النفوذ لجرالرياضيين الى المعتقلات بتهم لا علاقة لها بالرياضة، وما سيحدث غدا سيكون أسوأ وافظع ..!!