الولاء للوطن شعور و إحساس رائع لا يضاهيه أى شعور او إحساس لأن الولاء هو أن يكون للإنسان إنتماء لوطن يعتز به و يفاخر به و يتباهى به. فما أتعس الإنسان الذى يفقد هذا الولاء و هذا الإنتماء. هنالك ولاءات و إنتماءات تختلف بإختلاف الأشخاص و مدى حبهم لوطنهم. أولاُ، الولاء للوطن حيث يكون الجميع فى متحدين فى أن المصلحة العامة فوق كل شئ مثل المجتمع، البيئة، و القيم الأخلاقية و منها يكون العطاء للوطن بلا حدود و يفديه الجميع بكل ما هو نفيس و غالى. ثانياً، الولاء للكيانات مثل الأحزاب و الجماعات التى دائماً ما تتحيز لطبقات و أيديولجيات معينة و محددة. ثالثاً، الولاء للعائلة، القبيلة، و المنطقة. و يجمع الكثيرون أن الولاء الأول هو الولاء الذى يفترض أن يكون هم كل السودانين بكل أطيافه و فئاته من نساء و رجال، كبار و صغأر، و فقراء و أغنياء. (2) الولاء فى السودان أصبح يصب فى الولاء الثانى و الثالث حيث عمدت الأنظمة الحاكمة عامةً و نظام الإنقاذ خاصةً يربون الأجيال على الولاء للحزب الواحد و الأيديولوجية الواحدة فإنحصرت هذه الأجيال فى ولاء واحد و بالتأكيد هو ولاء ليس للوطن. فأصبح المواطنين و المؤسسات بأقسامها الثلاث (التنفيذية-بالطبع- التشريعية و القضائية) و الوطن يعملون فى خدمة هذه الأنظمة و ليس العكس كما هو مفترض. نتيجة لذلك ظهرت الطبقات الإجتماعية و هى طبقة الفقراء المعدمين و طبقة الأغنياء الفاحشة و نتج عن ذلك إختفاء ما بينهما من طبقات. لذلك أصبح الولاء للسلطة فقط و لا مكان لآخيرين معهم سوى الإنصياع لهم او الإبعاد القسرى. (3) معظم الفلاسفة الكبار مثل سقراط، أفلاطون، توماس هابز، ميكافيللى، نيتشه، و كانط ذكروا أن القيم الأخلاقية هى من مقومات الدولة القوية و المتماسكة. لأن الأخلاق الصالحة هى التى ستننصر على الأخلاق الفاسدة و أكدوا على إتباع إسلوب الديمقراطية، العدالة، و الحرية. أما سوداننا فقد عانى الكثير بسبب الفتن و عدم الثقة و التفرد بالسلطة. كما إستخدمت السلطة كل صلاحياتها لتصخير الكل بما فيهم الوطن لخدمة أجندتهم و مصلحتهم التى لها الأولية قبل الوطن و الشعب كما عملت على تقسيم البلاد من أجل بقائها دون أخد رأى هذا الشعب الذى كافح على مدى السنين لحماية وحدة البلاد. (4) من أهم ما يؤخر تقدم المصلحة العليا للسودان هو أن الولاء بين المواطنين مقسم لعدة جهات كما ذكرت أعلاه. رغم أنى لا أعترض على إختلاف الرأى لأن إختلاف الرأى من متطلبات الحياة و لكن يجب أن يكون هذا الإختلاف من أجل الإرتقاء بمصلحة الوطن كما يجب أن يسع هذا الإختلاف البناء جميع أطياف المجتمع السودانى مهما كان إتجاهم المتعصب و المعتدل، الدينى و العلمانى. و الإختلاف البيئ و الإجتماعى، القروى و الحضرى، الفقير و الغنى. علينا أن نتخيل إذا عمل الجميع لخدمة بعضهم البعض ليصل الجميع فى النهاية للغاية المرجوة و العمل على أساس نمو إجتماعى أفقى بدلاً عن أساس نمو إجتماعى رأسى لا يفرق بين هذا و ذاك. و لكن حين نفشل السلطة فى تحقيق ذلك سينهار الوطن و سوف يسقط فى مستنقع الثورات و التمرد و الحروب الأهلية. الولاء و الإنتماء للوطن ليس مجرد هتافات و شعارات بل هو فعل و ممارسة. فليعش سوداننا علماً بين الأمم. و الله المستعان و متواصلين. 4/10/2013م [email protected]