إمام محمد إمام يظن البعض وفي كثير من الأحايين، يكون بعض هذا الظن إثمًا، من ذلك أن الفوضوية في ظنهم الآثم؛ وسيلة ناجعة من الوسائل التي تُكسبهم شعبية وبطولة؛ وتُحدث لأحاديثهم صدى وإثارة. وقد تكون هذه الفوضوية جزءاً مهماً في عملية سعي البعض إلى الشهرة الزائفة والإثارة الرخيصة، فلذلك تجد بعضهم يحسب هذا النوع من السلوك الفوضوي الشائن نوعًا من أنواع البطولات، ولكن للأسف هذا الفعل الفوضوي الشخصي لا تقتصر تداعياته وآثاره السالبة على الشخص نفسه، بل تمتد إلى أكثر من ذلك. عليه من الضروري العمل على إدانة مثل هذه السلوكيات التي تُفقد الصحافي مهنيته ويُصبح أقرب إلى شخص فوضوي غير مسؤول، تترتب على فوضويته ولا مسؤوليته أضرار تلحق بالمهنة بأسرها. وأحسب أن الصحافي في المؤتمرات الصحافية ينبغي أن يكون سلاحه لمواجهة المسؤول المنطق والحجة والعقلانية؛ بحثاً عن إجابات شافية لأسئلة مهنية؛ تقع في دائرة اهتمام قرائه وقارئاته؛ ومن ثم يجاهد في تشكيل رأي عام مقنع يُحدث مضاغطة سياسية فاعلة، تتطلب من المسؤول مراجعة القرارات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وذلك من خلال إثبات أنها لم يحالفها التوفيق ولم تحظَ بتوافق مجتمعي عند صدورها. وفي حال لم تُحدث تلكم المضاغطة السياسية أثراً فاعلاً في مراجعة تلكم القرارات السياسية والاقتصادية، وذلك بالبحث الجاد في معالجة الآثار السالبة والتداعيات المترتبة على تلكم القرارات أو السياسات سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية. كما يمكن للصحافي المهني المسؤول من خلال هذه المضاغطات العمل على إقناع المسؤول بالبحث عن تخفيف الأضرار الناجمة عن تلك القرارات والتي قد تكون أثقلت وتثقل شرائح مجتمعية ضعيفة، وذلك بدفعه إلى تبني القاعدة الأصولية المتعلقة ب"أخف الضررين"، إن كان ذلك أمراً لازماً لمعالجة ذلك الشأن. وأحسب أن هذا من أولى المهام التي يأمل القراء من الصحافي المهني المسؤول، أن ينافح عن حقوقهم بالحجة والمجادلة بالحسنى. ومن الضروري أن أبسط القول في ملحظ مهم لحظته في المؤتمرات الصحافية بالسودان، على الرغم من أن أخاً عزيزاً وصديقاً حميماً؛ حذرني من إبداء أية ملاحيظ عن هذه المؤتمرات، ولكن من المهم أن أذكر أن كثيرًا من الصحافيين تختلط عندهم مفاهيم المؤتمرات الصحافية واللقاءات التفاكرية؛ إذ تجد بعضهم يتصدى لطرح الأسئلة المرتقبة، فتصبح مداخلة؛ يتحدث فيها بلسان السياسي أكثر من الصحافي، فمن هنا لا يدري المتابع السائل من المسؤول، عليه من الضروري أن تحسم هذا الأمر الجهات المعنية بتنظيم المؤتمرات الصحافية مستقبلاً؛ أن يحصر ذلك في الصحافيين والإعلاميين وليس غيرهم؛ كما أن المؤتمرات الصحافية في كثير من بلدان العالم المتقدم تكون تلكم الجهات المنظمة حددت مجموعة من الصحافيين لطرح أسئلتهم والمبادأة بطرح قضايا بعينها، تشكل محوراً مهماً من محاور المؤتمرات الصحافية. imam imam [[email protected]]