فجعت وأنا أطالع أخبار السودان عبر نافذتي سودانايل والراكوبة ، بنبأ رحيل الزميلة نادية عثمان مختار اثر حادث مروري بمنطقة الخوجلاببالخرطوم بحري بينما كانت تعبر الطريق وزميلتها الصحفية بالسوداني فاطمة خوجلي . تعود معرفتي للراحلة ، هذه الصحفية المجتهدة التي رسمت طريقها بكل قوة وجرأة في طريق الصحافة والإعلام ، الي مطلع التسعينات، كانت خطوتها الأولي في صحيفة الخرطوم في القاهرة ، قدمها لنا زميلنا الراحل زين العابدين أحمد محمد ، عليه الرحمة والذي كان يعمل وقتها في صحيفة الشرق الأوسط بمكتبها بالقاهرة ، وتولاها فيما بعد الأستاذ الموسوعي السر أحمد قدور ، متعه الله بالصحة والعافية، الذي أضاف لها الكثير من خلال اشرافه علي صفحة المنوعات ، مستفيدا من استعدادها الفطري ورغبتها الجادة في تطوير محصلتها الأكاديمية بخبرة عملية ، أثبت الواقع فيما بعد ، أنها أفادت منها كثيراً وحصنتها وعجمت عودها بمرور الأيام . ومن مهجري في الولاياتالمتحدةالأمريكية ظللت أتابع نشاط الراحلة عن بُعد عبر وسائل ووسائط الإعلام السودانية المختلفة ، التي استفادت من قدراتها ونشاطها ، فأيقنت بنضجها المهني وتألقها حيثما ذهبت بين الصحافة والعمل التلفزيوني. إننا إذ نترحم عليها ، لا ننسي أن نترحم أيضا علي من وقف يعضدها ويساندها في مشوارها الصحفي حتي شبت وعلا شأنها ، انه الراحل المقيم زين العابدين أحمد محمد الذي رحل عن الدنيا كما جاء اليها نقيا طاهر النفس ، غنيا بحب الناس . اللهم ارحم نادية وتقبلها عندك قبولا حسنا واجعل قبرها روضة من رياض الجنة وعوضها أهلا خيرا من أهلها ودارًا خيرا من دارها يا رحمن يا رحيم . اللهم اطرح البركة في صغيرتها إيمان وصبرها وأهلها في هذا الفقد الجلل. [email protected]