تترى علينا القرارات الدولية وتقارير المنظمات العالمية و الإقليمية وتقارير منظمات العمل الانساني متساقطة بهدير داوي وبضربات موجعة في أعماق النفس السودانية حتى يظن الناس أنها الاعصار والسونامي الذي يحرك الساكن لأركان الدولة وأجهزتها المختلفة ، ولكن سرعان ما تهدأ العاصفة وكأن شيئاً لم يكن فماذا حدث لنا وما هي المناعة التي اكتسبناها ونحن نواجه هذا الطوفان بهدوء الأعصاب بل قل بلامبالاة مهما كانت النتائج ، وتقرير الخارجية الأمريكية واحد من هذه الصيحات الداوية التي أوصلتنا لدرجة الاتجار بالبشر وعودة عابرة لأحداث الأمس القريب لنستخلص التالي:- 1-قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي حرك القيادات وكلٌ وفق مصالحة الشخصية ، فالواقعة لا تحتاج لدليل دامغ فقد حدث القتل الجماعي والتشريد والاغتصاب في حرب شاركت فيها أطراف عدة وبسميات مختلفة أحزاب أشعلت نيرانها وقيادات غير مسؤولة حمت الوطيس لحرب أهلية طاحنة لا تزال نيرانها مشتعلة وكان من الممكن تداركها بالسعي لإيقاف الحرب التي كان الخاسر الأكبر فيها أبناء دارفور والشعب السوداني ، ولكن كان المشهد حزيناً وساحة للخلاف فبدلاً من محاسبة النفس لجأنا للمكابرة الزائفة فاختلف الناس حتى رجال القانون تشتتوا بين صلاحية المحكة أو عدم قانونيتها فكان منظراً تشمئز منه النفس خاصةً للذين يعلمون أن المرجعية لإنشاء الأجهزة العدلية في دول الخليج واليمن كانت للسودانيين فلماذا لم يتجمعوا على كلمة سواء ، اما أهل السياسة وتجارها فوجدوا مجالهم للتغني لأمانيهم حتى المقربون من رئيس الدولة أصابتهم حمى السلطة والتسلط وطفحت أجهزة الاعلام بالذين وجدوا الوقت مناسب لميراث مضمون خاصةً ,ان صادفت تلك الأيام مرض الرئيس شفاه الله وسعوا للميراث وهو حي يرزق فكان عليه أن يحاسب النفس وايقاف ألة الحرب بكل الوسائل ومحاسبة الذين تعمدوا القتل والتشريد في دارفور مهما كانت مراكزهم السلطوية الزائلة . 2- الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية والشعبية الأخيرة لغلاء الأسعار حيث كانت مسرحاً للسخرية على قادة الدولة فمنهم من وصفها بأنها صوراً منقولة من مصر وغيرها بعد أن ظهرت في الفضائيات ، وغيرها من التصريحات الهزلية وكان من الممكن لقيادة الدولة أن تحاسب هؤلاء أولاً وتعترف بحق التظاهر بعد حكم 24 عاماً لا اللجوء للتعديل الوزاري فقط بل يستمر الوضع حتى اليوم في كبت الحريات الصحفية والمزيد من المحاكمات للقصر والأطفال ، فتضيع القضية كما ضاعت قضايا الفساد التي كونت لها لجنة عليا لا تزال تناطح السحاب الذي لن تتساقط مياهه الدافئة. وصرفنا النظر عن الإدانات الدولية. 3- ربما يظن البعض أن الشجب والإدانة من المنظمات الدولية والإقليمية والحقوقية لا تتضمن الحقيقة كاملة فماذا عن الاعتداء المباشر داخل الأرض السودانية في قلب مدينة بورتسودان بل في قلب الخرطوم وفي مصنع حربي هو مصنع اليرموك ، وكان الرد الوحيد بأننا سنرد في الوقت المناسب فأين ألأمن والأمان وهل بدأت الطفرة العلمية بتطوير واستجلاب أحدث أجهزة الرادار ؟ وأين الشفافية التي يحتاج الشعب السوداني ليعرف مصادر العدوان وأسبابه ؟ وإذا كانت دولة الصهاينة هي المعتدية فما الذي يمنع استفسارها ولو عن طريق وسطاء إذ ربما يقود هذا لمعرفة تقنياتهم المتطورة وأهل القضية في وفاق معها. 4- عندما يصل الأمر للإتجار بالبشر فيعنى هذا الوصول للهاوية السحيقة الرجال بهيبتهم والنساء السودانيات بعافهن والأطفال فلذة الأكباد تسرق منهم الطفولة والكرامة فلا بد من المراجعة بشجاعة دون استكبار فربما تكن الأسباب والأفة الحقيقية هي الحرب وهذه الحرب الطاحنة الممتدة من دارفور الى جنوب كردفان وحتى النيل الأزرق بين من ؟ أهي موجهة لجيش البلاد وقواتنا المسلحة أم للزج بها في حرب لا تعرف القوانين والاعراف ؟ وهل سوف تستمر على نفس الطريق الذي سارت عليه الحرب مع جنوب السودان بلا نهاية محسوبة ؟ فربما تكون من ضمن الحلول المطروحة التفاوض المباشر بين أصحاب الوجيعة ( وأهل مكة أدرى بشعابها) وليكن التفاوض خالصاً بين العسكريين فهم وحدهم القادرون على حسم الحرب عسكرياً أو الوصول لاتفاق سلام دائم وليكن التفاوض بين حملة السلاح وقادة القوات المسلحة مباشرةً ، اما السياسيون إذا أصروا على الحرب فسوف نوفر لهم ساحة تكون مقاماً وملاذاً لهم . فالحرب هي مصدر الاتجار بالبشر . [email protected]