[email protected] أنهي المخرج وجدي كامل عمليات المونتاج لفيلمه الجديد جراح الحرية والذي قام بتصويره بجنوب أفريقيا عن مذبحة ماريكانا- المذبحة التي نفذتها شرطة جنوب أفريقيا بعد التحول الديمقراطي في حوالي أربعة وثلاثين من عمال مناجم مصنع لونمين البريطاني الأصل يوم السادس عشر من أغسطس عام 2012. وفي اتصال هاتفي مع المخرج أوضح كامل بأن الدافع الرئيسي وراء إختيار الموضوع هو المحاولة لتقصي حقائق الواقع الجنوب أفريقي بعد مرور حوالي العشرين عاما علي تجربة الحقيقة والمصالحة وعما إذا كانت التجربة قد قادت الي تحقيق النتائج المرجوة منها علي أرض الواقع. وحسب وجدي فإن مرحلة البحث قد أوصلتهم الي هذه الكارثة الوطنية الكبيرة والتي تتقاطع مع مذبحة شافيل عام 1960 والتي نفذها حكم نظام التمييز العنصري آنذاك. غير أن حدوث مذبحة كتلك في اوقات تولي السود زمام الحكم قد أودت بالبحث إلي تصميم فكرة الفيلم عليها ومحاولة قراءة الواقع الآني علي ظلالها لما أنتجته من خيبة أمل ضخمة في أوساط السود والطبقة العاملة الجنوب أفريقية، خاصة وأن غالبية الذين قاموا بالعملية كانوا من الشرطيين السود. أما الآمرين فكانوا أيضا من أثرياء السود ورموز حركة النضال التحرري. حاولنا والكلام للمخرج أن ننظر في ظاهرة الخيانة التي تتم تاريخيا وحاليا للحرية من قبل الذين حاربوا من أجل نيلها- تلك نكبة كبيرة – نكبة عندما يتحول المحررون والثوار إلي قتلة وسارقين لثروات بلادهم وإنسانهم الشعبي البسيط الذين صعدوا علي أكتافه ومغازلة أمنياته بالتحرر. غير ان الفيلم في معالجته يعمل علي الإحتفاظ ببورتريه نيلسون مانديلا ورفاقه الذين حافظوا علي قدر عالي من النبل والاصالة الاخلاقية والقيم العليا. وهنا فقد إستضاف الفيلم جورج بيوس الصديق الشخصي ومحامي ماتنديلا ومجموعة من الاكاديمين والنقاد السياسيين بالإضافة لاسر الضحايا وأقاربهم. الفيلم الذي تبثه الجزيرة الإخبارية يوم 26 الموافق الخميس القادم في الساعة الخامسة وخمس دقائق عصرا ستقوم كذلك القناة الإنجليزية لشبكة الجزيرة ببثه بعد النجاح الكبير الذي كان قد حققه الفيلم السابق لوجدي كامل بعد البث بالقناتين. شارك في التصوير مصورون من جنوب افريقيا وساعدت في الإنتاج والإخراج الروائية السودانية ليلي صلاح.