moaney [[email protected]] كثير من الإشارات خبأها حسين خوجلي في كلماته المتقاطعة ، مقاله الأول بعد الغياب والعودة . العدد الأول من صحيفته المساء كان بالفعل عبارة عن كلمات متقاطعة بل كلمات مثقلة بهوامش التاريخ وتفصيلات الحاضر وهموم المستقبل .الإشارة الوحيدة المعلنة والتي لا يقبل فيها صاحب "المساء" أي تفسيرات مغايرة لما أعلنه ابتداء هي اختيار صدورها في يوم الأربعاء 21 أكتوبر. زول النصيحة كانت تدل على مقاصده كتاباته مثل برنامجه ، مثل نصيحته التي تقودك إلى الفضاء الواسع في وطن يكتنفه الاغتراب. الآن يمكننا وببساطة العثور على رابط علني بين سيرة الشهيد الحسين بن علي التي اختتم بقرائتها مقاله وبين مرجعيته الموغلة في نسف المحظورات التي ترى في الثوابت التي لم توجد بعد مركزاً لها .كثيرون معجبون بمدرسة حسين خوجلي الصحفية وآخرون معجبون بكتاباته رغم اعترافهم بأنهم لا يكادوا يفهمونها ، وكثيرون تعلموا قول الحق بين يديه ولكنهم تنكروا للخير وعميت أبصارهم عن رؤية الجمال بغياب "ألوان" ....وآخرون صرخوا ما جدوى الكتابة ما دام العمل الصحفي معبأ بغيلان تأكل رؤوسها صفحاتهم في ملحمة دموية ، وغيرهم لم تزل تظلهم ظلال المساء الذي ينتظر فجره . غير الفرحة التي عمت الوسط الصحفي بعودة حسين خوجلي للكتابة ، فإن انضمام "المساء" لمجموعة الصحف الموجودة أمامنا صبيحة 21 أكتوبر ، جعلنا نتفكر قليلاً نحن ثلة من الصحفيين من مؤسسات مختلفة ولكن داخل جريدة الأحداث في البصمة الخاصة التي يتركها الصحفي كاتباً أو ناشراً أو صحفياً على كتابته أو مطبوعته أو عمله الصحفيي أياً كان.فالشاهد أمامنا كان بصمة حسين خوجلي على المساء ، حروفه وأسماء مؤسساته ومطبوعاته التي لا يقبل التنازل عنها كما لا يجرؤ أحد على انتحال أي اسم من انتاجه هو في أيام اعتكافه كما يوم خروجه على الناس .وبالنظر إلى النماذج الحية بين أيدينا تمكنا من قراءة سريعة قاد دفتها صحفيون مخضرمون قضوا سني حياتهم بين حبر المطابع وحرارة ورقها، اختلفوا في الإجابة على سؤال هل يمكن تسمية كل ما يُكتب ويُطبع ويُوزع باسم صحافة .ولكنهم اجتمعوا على أن أكثر الصحف رسوخاً في العمل لم تستطع مجاراة ظروف التحولات التي حدثت على مر تاريخ الصحافة السودانية ، والثبات الوحيد الموجود كان في عدم الثبات والالتزام بلون واحد وتلونها خلال فترة زمنية قصيرة بأكثر من لون سواء أكان خطاً سياسياً أو سياسة تحريرية فبعض الصحف انتقلت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار أو العكس ، كما أن بعضاً منها لم تلتزم بالسياسة التحريرية التي تعلنها لجمهور القراء وتتقافز بهذه السياسة إلى أن يتلاشى شكل التحرير فيها وتصبح عبارة عن ناقل أعمال وناقل ترجمات . ما يؤرق الوسط الصحفي أن القضية ليست قضية حسين خوجلي الذي يصر رغم غياب الألوان على المضي في تحديه الصامت مسبقاً وتجديفه المستمر في يم الصحافة المتلاطم الأمواج بِرهانه على شعاره الفلسفي ، وذلك لأن الصحفيين باتوا هم الأكثر شكاً بين العالمين في تحقيق الشعارات الفلسفية وأولها الحق وثمنه .وبهذه الرؤية فإنهم كما القراء يحسبونه في رحلتهم بين صفحات مسائه الجديد سندباداً ولكن هذه المرة يطرح بساطه ليس بعيداً عما يجري على الأرض . نعم للمساء الآن أكثر من حكاية ، هي ليست وليدة الصدفة ولم تتكرر عشوائياً في منجز حسين خوجلي الصحفي بل مشروعاً إعلامياً جاداً بدأه بتجربة المساء للانتاج الإعلامي ، وضع بهذه البداية وغيرها الشركات والمراكز الإعلامية الأخرى أمام تجربة فريدة من نوعها ، فهي ليست للانتاج الإعلاني الذي يسمى تجاوزاً بالإعلامي ولكنها لإنتاج الألحان والألوان و....المساء. عن صحيفة "الأحداث"