وفي يوم 12/10/2009 كتب الزميل (ضياء) أيضا مقالا بعنوان ( الاستهزاء بالسودانيين .. بدون زعل !!!) .. ومما جاء فيه : الخليجيون كذلك أصبحوا يستضيفون الشخصية السودانية في درامتهم الناشئة في أدوار بسيطة، ولكنها ترميزية تختزل السوداني في نمط سلوكي وتعبيري محرج . في المسلسلات التراجيدية يتم اختيارهم لأدوار سمتها الاساسية البساطة والتواضع المفضي(للوضاعة)..فهناك فرق كبير بين ان تكون «متواضعا»ً باختيارك وأن تصبح و»ضيعاً» بإرادة الآخرين..! وفي الاعمال الكوميدية، اذا كان المصريون يعقدون المفارقات على لون البشرة، فان الخليجيين يعقدونها على غرابة اللهجة، وما تحوي من تعبيرات صياغية غير مألوفة بالنسبة لهم ،لكن من الواضح ان دلالتها البصرية تجعلها قريبة جداً من صفات السذاجة والعبط الممزوج بالحماقة الرعناء. أخي بلال : ان ماتفضلت به هنا هو نتاج طبيعي لا بل ووجع آخر من جملة أوجاعنا نحن معشر السودانيين في الخارج حيث الوقع أشد !!!.. وأنتم - بالداخل - مغيبون تماما وترزحون في وطن مسيج ( بضم الميم وتشديد الياء مع فتحها ) وضيق ( بفتح الضاد وتشديد الياء مع كسرها) الأفق اعلاميا رغم الفضاءات المفتوحة على هذا العالم الفسيح !!!. ويقول بلال : نعم الدوحة أصبحت ملاذ المبدعين والمثقفين، في زمن ضاقت عليهم فيه مسارات السودان ومساربه وصعب الرزق وشح التقدير. وهل هي كذلك يا(ضياء) ؟.. وماهي الأسس التي ارتكزت عليها في هذا الكلام ؟؟.. ولكنك - عموما - ربما كنت صادقا في أن مسارات السودان ومساربه قد ضاقت عليهم وصعب الزرق في بلد كل رزق وخير قبل أن تستأثر به عصابة سرقت أحلام شعب وضحكات أطفال بعد أن سرقت ارادته ذات ليل أسود !!!. ان مارأيته _ أخي ضياء - خلال تلك زيارتك القصيرة زمناوالموجعة مشهدا !! كان في الواقع غيض من فيض اجمالا .. ولكنه في هذه الجزئية لا يخرج عن كونه مجهود لأفراد -رغم قلتهم - هم محسوبون على الانقاذ شاؤوا أم أبوا !!.. فأنت لو طال بك المقام - في هذه الدوحة التي زرت - لرأيت العجب العجاب في هذا السياق !!!.. حيث كل عمل اجتماعي أو ثقافي كان أو غيره هنا هو اما بايعاز من سفارة الانقاذ أو هي نفسها طرف أصيل فيه حتى لو من طرف خفي !!!. وهؤلاء الذين تتحدث عنهم هنا ومن موصفتهم بالمثقفين ما هم - في معظمهم ان لم يكن كلهم - الا واجهة من واجهات سفارة الانقاذ هنا حتى لو ادعوا خلاف ذلك وهذا ما يقولونه كلما التقيت واحدا منهم !!!.. انهم يطرزون لك ثوبا أنيقا ولكن بخيوط انقاذية!!.. فيجب أن يكون مرضي عنك والا تجاهلوك حتى لو كنت نجما أوقمرا ساطعا في أي مجال أنت فيه !!!. الواقع أن الدوحة ليست كما ذكرت فقط وانما هي أيضا العاصمة العربية الوحيدة التي تفتح أحضانها لأهل الانقاذ سواء من جماعة هذا المشير المطارد دوليا أو ذلك الشيخ أس البلاء والمحن في ( سودان اليوم !!!).. يزورها أي واحد منهما وهو مطمئن !!!. ويقول بلال أيضا : من جانبي كنت اتوقع ان يتحدث السني عن تجربته الشخصية في الدراما العربية، ان كان ذلك في (الكباب والارهاب) او المسلسل الخليجي الذي بث في رمضان الماضي . وكنت أود ان استمع لتقييم السني ان كانت مساهمته تلك تدعم خط التنميط أم تقاومه..! للاسف - ومع احترامي الشديد لشخصه - فأنا لا أرى في الأخ ( السني ) أي اضافة أو خروج عن تنميط للشخصية السودانية .. فباعتقادي أن للرجل امكانات محدودة وليست بحجم ذلك التحدي الذي تواجهه الشخصية السودانية في الدراما العربية .. خاصةاذا ما نظرنا للادوار التي قام - ويقوم بها - من حين لآخر سواء في مسلسل درامي خليجي أو عربي هي من (الهبل والعبط) ما يمكن أن يبعث على الضحك ليس لدى تلك الجنسيات ولكن حتى في مجالسنا نحن السودانيين حينما يكون الحديث عن صورة السوداني في الدراما العربية أو الخليجية !!!. اننا - في ذات السياق ياضياء - نحتاج من يعرف قدرنا ويرفض أن يكون مجرد (أرجوز في حبكة( !!.. ولكنك ربما كنت - يا عزيز ضياء - أكثر صدقا حينما قلت : في زياراتي المتعددة للدول العربية وقفت على حقيقة مؤلمة، وهى أنك في كثير من الاحيان تقيّم (مالياً واعتبارياً ) بوزن الدولة التي تنتمي اليها، لا بما تحمل أنت من مؤهلات وصفات مميزة... ووزن وصورة دولتك تحددها الاخبار التي تنقل عنها، والنكات التي تروى عن مواطنيها، والصور التي تعرض عن منتسبيها في المهاجر ودول الاغتراب! تحياتي لك وللجميع ..