إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق أمريكية عن ثورة أكتوبر (8): الصادق المهدي .. واشنطن: محمد علي صالح
نشر في سودانيل يوم 18 - 10 - 2014


"فوجئ القادة السياسيون بثورة الشارع"
"الشيوعيون غابوا في بداية الثورة، ثم استغلوها"
"خاف الشيوعيون من انتخابات حرة ونزيهة تكشف قلة عددهم"
"دستور قبل انتخابات؟ او انتخابات قبل دستور؟"
"خلافات داخل القوات المسلحة تهدد بمواجهات ومصادمات"
-------------------------
هذه هي الحلقة الثامنة من هذا الجزء الاخير من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي:
الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956).
الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958).
النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964).
النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها).
هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 20 حلقة تقريبا.
وهذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي:
-- هجوم على السفارة الامريكية في الخرطوم
-- عبود يستقيل لاستحالة التحالف بين العسكريين والمدنيين
-- مظاهرات واحتجاجات ضد المصريين تجعل التاريخ يعيد نفسه
-- يرفض السودان استعلاء مصر، وترفض مصر التخلى عن الاستعلاء
-- راي محمد حسنين هيكل: "ثم ماذا بعد في السودان؟"
---------------------------
السفير والصادق المهدي:
18-11-1964
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: الصادق المهدي
" ... بسبب دوره الهام والمتزايد في التطورات الاخيرة في السودان، تحدثت، ليلة امس، لفترة طويلة مع الصادق المهدي ...
قال ان احدا لم يتوقع السقوط السريع لنظام الفريق عبود. وانه، وزعماء سياسيين اخرين، كانوا يعتقدون بان النظام سيواجه مشاكل داخلية، لكنه سيسير قدما في مشروع وضع دستور جديد للسودان. وانهم يمكنهم ان يمارسوا ضغوطا ليكون الدستور الجديد فرصة لاشراك مزيد من المدنيين في الحكم. ثم، تدريجيا، يتولون الحكم.
لكن، تطورت الاحداث بسبب عوامل لم تكن متوقعة، وهي، كما قال:
اولا: العنف الذي استعملته الشرطة في مواجهة طلاب جامعة الخرطوم. خاصة ليلة 21 اكتوبر. وغضب الجماهير لما حدث، وتحديها لهذا العنف.
ثانيا: استمرار عنف الشرطة بعد ان انضم اخرون الى الطلاب. وخاصة مواجهة الشرطة لموكب القضاة والمحامين.
ثالثا: الانشقاق داخل القوات المسلحة. خاصة حول طرق التعامل مع هذه التطورات.
رابعا: دور ضباط الصف الثاني في القوات المسلحة، الذين رفضوا استعمال العنف العسكري ضد المواطنين، وطلبوا التفاوض مع قادة الثورة ...
وقال المهدي انه، بمجرد ان احس القادة السياسيون باشتعال الثورة الشعبية، والذي كان مفاجأة بالنسبة لهم، وسماعهم وجود انشقاق داخل القوات المسلحة، قرروا التحرك الى الامام بصورة فعالة. وايضا، نجاح الاضراب السياسي، والذي كان هؤلاء القادة السياسيون يعتقدون انه لن ينجح بسبب تجارب فاشلة في الماضي ..."
غياب الشيوعيين:
" ... وقال المهدي ان الشيوعيين، داخل جامعة الخرطوم وخارجها، عارضوا الندوات والاجتماعات داخل الجامعة. وتقريبا، لم يلعبوا اي دور في مراحل الثورة الاولى. لكنهم، في وقت لاحق، ومثل بقية القادة السياسيين، وجدوها فرصة. ولعبوا دورا اكبر، بسبب قوة فعالية قادتهم ("فيري ايفكتيف ليدرز") في تنظيم الشارع. وبسبب قدرتهم على التاثير على الغوغاء ("موبز").
وقال المهدي انه، لهذا، عندما تجمعت كل القوى السياسية في جبهة وطنية، زادت قوة الشيوعيين عن حجمهم الحقيقي، وذلك لانهم كانوا تغلغلوا في قيادات المنظمات المهنية، والعمالية، والثقافية. ولهذا، عندما جاء وقت المفاوضات لتقسيم الغنائم، حصلوا على مقاعد وزارية كثيرة.
وقال المهدي ان الشيوعيين حققوا هذه النجاحات ليس لانهم شيوعيين، ولكن لانهم صاروا قادة وناطقين باسماء كثير من المنظمات والهيئات التي حققت الثورة ...
لكن، عاد المهدي وقال انه يوجد شيوعي حقيقي("ريال") واحد في الوزارة، وهو احمد سليمان. ويوجد ثلاثة اخرون يقول بعض الناس انهم شيوعيين، لكنهم ليسوا شيوعيين. بل يتبعون، بصورة عامة، الخط الشيوعي. وهم، في المكان الاول، وطنيون سودانيون ...
(تعليق: لا توجد في الوثيقة اسماء هؤلاء الثلاثة. ربما يقصد المهدي ثلاثة من هؤلاء:
-- عبد الكريم ميرغني، وزير التجارة.
-- عبد الرحمن العاقب: وزير الاشغال.
-- الامين محمد الامين: وزير الصحة.
-- عابدين اسماعيل: وزير الحكومات المحلية.
-- الشفيع احمد الشيخ: وزير شئون الرئاسة).
"اخطر كثيرا جدا":
" ... وقال المهدي انه يوجد شيوعيون خارج الوزارة اخطر كثيرا جدا ("فار مور دينجرس") من الشيوعيين الذين داخل الوزارة ...
وتحدث المهدي عن احداث ليلة 19 نوفمبر ("ليلة المتاريس"، عندم قاد المحامي الشيوعي فاروق ابو عيسي نفيرا من اذاعة امدرمان عن محاولة انقلاب عسكري ضد الثورة, وهبت الجماهير، ووضعت المتاريس امام الكباري ومبنى الاذاعة لمواجهة الدبابات والمصفحات. فعل ابو عيسى ذلك بدون اذن خلف الله بابكر، وزير الاعلام، والمسئول عن الاذاعة. والذي، في وقت لاحق، ذهب الى الاذاعة، واعلن عدم وجود محاولة انقلاب عسكري).
وقال المهدي ان الشيوعيين، في تلك الليلة، بالغوا في استعراض قوتهم. وان ذلك لفت الانظار الى انهم يمكن ان يشكلوا خطرا على البلاد اكبر مما كان يعتقد ... وان طائفة الانصار، بصورة خاصة، رفعت علامة الخطر. وسارعت وجندت ألافا من اتباعها، خرجوا في مظاهرات دعت الى وقف الفوضي، وتهدئة الوضع، لتقدر الحكومة الجديدة على الحكم.
وقال المهدي ان الانصار يجب ان يكونوا مصممين ومستعدين، في المستقبل، لمواجهة هذا الخطر الشيوعي. وان الشيوعيين، عندما يتاكدون من هذا التصميم ومن هذا الاستعداد، سيفكرون مائة مرة قبل ان يحاولوا السيطرة على الشارع.
وقال المهدي، لكن، تظل الاخطار متوقعة في المستقبل. واشار الى خطرين:
اولا:
اولا: توقع ضغط الشيوعيين لتأجيل الانتخابات العامة.
ثانيا: توقع انقلاب عسكري لاعادة الحكم العسكري، يصورة او اخرى ..."
شيوعيون وجنوبيون:
" ... عن الانتخابات العامة، قال المهدي انها يجب ان تكون حرة ونزيهة. وطبعا، يعرف الشيوعيون انهم لن يقدروا على منافسة الاحزاب التقليدية في مثل هذه الانتخابات. لهذا، سيبذلون كل ما يقدرون عليه لتأجيلها.
وقال المهدي ان الخطة الشيوعية تعتمد على اقناع زعماء الجنوبيين بالمطالبة بتاجيل الانتخابات العامة حتى يتم وضع دستور جديد. وذلك اعتمادا على العوامل الآتية:
اولا: استغلال شكاوي الجنوبيين من الشماليين بسبب استمرار القتال في جنوب السودان.
(رأى زعماء جنوبيون هذا القتال بانه حرب اسلمة دينية، وحرب ابادة عرقية. خاصة بسبب سياسة الارض المحترقة التي سار عليها نظام عبود العسكري. بقيادة اللواء حسن بشير نصر، نائب عبود، الذي اشترى دبابات بريطانية لاخضاع الجنوبيين، عرفت باسم "دبابات حسن بشير").
ثانيا: يريد الشيوعيون اقناع قادة الجنوبيين بصحة منطق وضع الدستور قبل اجراء الانتخابات. ويشيرون الى امثلة في دول شهدت ثورات، ثم كتبت دساتيرها، ثم اجرت الانتخابات على هذا الاساس.
(حدث هذا في دول في شرق اروبا، سيطرت عليها الاقلية الشيوعية، بدعم من القوات الروسية المحتلة. ثم وضعت دساتير لضمان سيطرة الحزب الشيوعي. ثم اجرت انتخابات غير ديمقراطية ضمتت هذه السيطرة، لعشرات السنين).
ثالثا: يرفع الشيوعيون شعار "الحكم الذاتي" الذي يمارس في الاتحاد السوفيتي. ويقولون للجنوبيين انهم يقدرون على الحصول على الحكم الذاتي، ولكن، مسبقا. وذلك بوضع مواد عنه في الدستور، وليس بانتظار حتى بعد الانتخابات ..."
راي المهدي:
" ... بعد ان اوضح المهدي هذه النقاط عن خطة الشيوعيين، رد بهذه النقاط من جانبه:
اولا: لا تملك الحكومة الجديدة، حكومة الثورة، تفويضا للدعوة لمؤتمر يكتب الدستور.
ثانيا: قضية الجنوب قضية سودانية قومية. لهذا، يجب ان يقرر فيها الممثلون الشرعيون للشعب السوداني.
ثالثا: بدون الانتخابات العامة، سيكون صعبا اختيار اعضاء اللجنة التي ستكتب الدستور. (مثلما تغلغل الشيوعيون في قيادة الثورة، وفي وزارة الثورة، يقدرون على التغلغل في لجنة كتابة الدستور) ...
وقال المهدي ان حزب الامة يخطط لاختيار ممثلين يقابلون قادة الجنوبيين، داخل وخارج السودان، لاقناعهم باهمية الانتخابات قبل الدستور ...
واضاف ان حزب الامة مصمم على ان الحكومة الحالية، حكومة الثورة، يجب ان ينتهي اجلها في مارس، اجريت انتخابات، او لم تجرى ..."
انقلاب عسكري؟:
" ... وتحدث المهدي عن خطر آخر يواجه الثورة، وهو خطر انقلاب يعيد الحكم العسكري، بصورة او اخرى. وقال ان المعلومات التي عنده توضح وجود "قلق كبير" داخل القوات المسلحة. وان مجموعات من الضباط تطالب بعزل، او اعتقال، او محاكمة، مجموعات اخرى من الضباط. وذلك على النحو الأتي:
في جانب، يطالب الضباط متوسطو الرتب، وصغار الرتب، اعتقال ومحاكمة كبار الضباط الذين اشتركوا في حكم السودان (وزراء، وحكام محافظات، ومسئولين كبار)، الذين افسدوا واثروا خلال سنوات الحكم العسكري.
في الجانب الآخر، يطالب كبار الضباط تاديب الضباط متوسطي الرتب وصغار الرتب الذين اشتركوا، مؤخرا، في "نشاطات سياسية". (الذين ضغطوا على الفريق عبود ليتفاوض مع الثوار، ولا يحصدهم بالدبابات) ...
واشار المهدي الى اعتقال الضباط السبعة (بينهم جعفر نميري) حسب اوامر اصدرها الفريق عبود (قبل استقالته، حسب طلب الثوار). وبضغط من نائبه اللواء حسن بشير نصر، واعضاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة (قبل اعتقالهم، حسب طلب الثوار).
وقال المهدي ان قادة الاحزاب وحكومة الثورة الجديدة يجرون اتصالات مع قادة القوات المسلحة لحل هذه المشاكل، قبل ان ينفجر الوضع، ويتحول الى مواجهات ومصادمات وسط العسكريين ... "
اللواء الطاهر المقبول:
" ... واشار المهدي الى خبر بان اللواء الطاهر المقبول، القائد الجديد للقيادة الشرقية في القضارف حاول التحرك بدباباته ومصفحاته الى الخرطوم، لاعادة النظام العسكري. وقال المهدي ان المقبول، نفسه، فوجى بالخبر وسريعا، اتصل بعدد من قادة الاحزاب والحكومة في الخرطوم، ونفى الخبر ...
وقال المهدي ان هذا مثال على عدم الاستقرار وسط العسكريين. وانه يخشى ان الشيوعيين سيستغلون ذلك. وعندما سالته كيف سيحدث ذلك، لم يقدر على ان يقدم دليلا. واكتفى بالقول انه متاكد بعدم وجود ضباط هامين موالين للشيوعية داخل القوات المسلحة ..."
-------------------
(تعليق: هل غاب الشيوعيون في بداية الثورة؟)
(قال الصادق المهدي للسفير الاميركي ان الشيوعيين غابوا عن الثورة خلال الايام الاولي، ثم تحركوا لاستغلالها لصالحهم. وانهم، قبيل الثورة، عارضوا الندوات التي اقامها طلاب جامعة الخرطوم، والتي كانت الشرارة التي اشعلت الثورة.
هل هذا صحيح؟
هذان رايان: الاول اسلامي، والثاني شيوعي:
الاول:
هذا راي المهندس انور الهادي عبد الرحمن، الذي كان، باسم الاتجاه الاسلامي، نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم للشئون الثقافية (صحيفة "الصحافة" يوم 21-10-2008):
" ... كانت هناك ندوات قبل ندوة 21 أكتوبر ... وكانت هناك بعض التنظيمات الطلابية اتخذوا موقفاً من حكومة عبود. وبعضهم رأى التعاون، ودخول الحكومة، والمعارضة من الداخل. وهناك آخرون كان خطهم أن لا نتعاون. لكن، الإتجاه الإسلامي كان خطه واضحاً، وهو عدم التعاون، ولا أى نوع من التقارب. وهذه من الأشياء التى ذكرت في الندوات، ومن ضمنها ندوة 10 اكتوبر، التى تحدث فيها الدكتور الترابي. وبدأ فيها نوع من التحدي لتثبيت إستقلالية الجامعة، وحرية الرأى. وأن يكون لنا دور في حل القضايا الوطنية ...
موضوع الندوة، والتحدث عن مشكلة الجنوب كان عرض على مؤسسات الإتحاد. ولم يمر. وفي النهاية، رأينا في الإتجاه الاسلامي أن نقدمه كعمل ثقافي من قبل مكتب الشؤون الثقافية بإعتباري نائباً للرئيس، ومهمتى هي الشئون الثقافية. فاقتنع أعضاء المكتب السياسي. وكان حينها برئاسة حاج نور. إقتنعوا بما إقترحت، وبدأت العمل ...
كان (رفض الندوات) يقوم على أساس أن بعض الطلاب يرون أنه لا داعي للمواجهة مع السلطة. وبدأوا يتعاونون فعلاً مع السلطة.
وكان أكثر تنظيم داعم لهذا الخط هو الجبهة الديمقراطية كإمتداد ومحور للشيوعيين. تعاونوا مع الجهات الحكومية بحجة المعارضة من الداخل، وكانوا يقولون لنا إن الندوة هي إجهاض لكل مكتسبات الطلاب. وحينما نسألهم عن تلك المكتسبات، لا يجيبون ...)
------------------------
الثاني:
هذا راي د. عبد الله على ابراهيم، الذي كان عضوا في المجلس الاربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم عن الجبهة الديمقراطية ("سوادنايل: 24-10-2010):
" ... وقع اختيار السيد أنور الهادي عبد الرحمن، السكرتير الثقافي لاتحاد الطلبة وعضو الاتجاه الإسلامي، وكان هذا الاتجاه الأكثر حماساً لقيام الندوة، علىّ لأسجل وقائع الندوة. وكنت وقتها عضواً بالمجلس الأربعيني للاتحاد عن الجبهة الديمقراطية ...
لم نكن في الجبهة الديمقراطية ممن تحمسوا للندوة. كان من رأينا أن لا نعطي الحكومة ذريعة لإغلاق الجامعة. فقد استفزتها ندوات الجنوب. فندمت على أنها كانت البادي بطرح الموضوع للنقاش وقررت اخماد جذوته بأعجل ما يكون.
فقد كنا اعتقدنا نحن الشيوعيين أن النظام قد تورط في أزمته الثورية. وهي في تعريفنا أنه لم يعد مسخوطاً عليه من الشعب فحسب، بل أصبح هو نفسه غير قادر على الحكم... ولذا اقترحنا بديلاً للندوة أن نخرج في مظاهرة حسنة التحضير شاملة لطلاب العاصمة. وصوت الطلاب في الداخليات على مقترح عقد ندوة أخرى، وقد تبناه الإتجاه الإسلامي بصورة رئيسية، فأيدوه.
ولم يروا رأينا عن الأزمة الثورية. فسقط اقتراح المظاهرة.
لعل ما ساءني جداً ما روجه الأخوان المسلمون وخصوم آخرون بآخرة بأننا عارضنا ثورة اكتوبر لمجرد خلاف في التكتيك حسمته الجمعية العمومية بإجراء ديمقراطي معتمد في أداء الاتحاد ..."
==================
الاسبوع القادم: وزير الخارجية: قلقون من سيطرة الشيوعيين على السودان
[email protected] mailto:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.