ليت لي يامريا ازميل ( فدياس) وروح عبقريه ..وامامي تل مرمر.. لنحت الفتنه الهوجاء في نفس مقياسك تمثال مكبر... وجعلت الشعر كالشلال بعض يلزم الكتف وبعض يتبعثر...انها من كلمات صلاح محمد ابراهيم وزاعت في زمن جميل يستمد جماله من جمال الناس انذاك ورغم ان القصيده كان مسرحها بلاد الاغريق الا ان جموح الخيال فيها يشكل معالم واضحه لجيل وثاب ومتطلع للحياه فقد وضع بصماته في تاريخ النضال الوطني وعمق الاحساس بالحريه والتفاعل مع الشعوب الاخري والتواصل علي الصعيد الانساني ودعم حركات التحرر العالميه من الكنغو الي الجزاير ومن افريقيا الي اسيا واوربا الشرقيه كان السودان قاروره عطر في طريق الابديه. اجل الشاعر كان يجمح ان يجعل شعر مريا كالشلال لكن نساءنا ماكنا كاشفات شعورهن فطره ...انما مدلول الكلمات تنم عن الجموح في الاطلاق والتفاعل مع الجمال وهي سمه كانت غالبه عندنا ولاتزال.. وان قله امكانيه التعبير لما شاب نفوسنا من انحراف عن حركه الناموس الكوني ومجانبه الفطره التي شوهتها متطلبات عصر الاتصال ربما ..وربما لعدم التحامنا مع تداعيات الثورات الحقيقيه التي فجرها شعبنا من قبل ذلك ان التوازن النفسي والتفاعل الحي مع المحسوسات عنده كان اكبر بصلته مع الروح او ان الماده ما كانت الا رمز تجسيدي لانفعالات الروح لذلك كانت قياداتنا السياسيه ملهمه وزعماء العشاير لهم مكانه وشيوخ الطرق الصوفيه لهم مواضع قدسيه وللطلاب ما للازاهر من عبير... وللعوايل اسماء كبيره وللاسر احترام وللكبير عندنا مهابه وللاستاذ هاله يملا بها الطريق ان مر فلا يزاحمه فيها الا ضياوه كما ان للكلمات ايقاع حتي وان كان قليل راي بعين الشهود ماقاله الشعراء في هيامهم او قاله المتاوله في شطحاتهم ان ابيات صلاح احمد ابراهيم كانت من ضمن كماليات عصر مزدحم بالمشاعر الانسانيه تجعل من( فدياس )وهو نحات يوناني من ضمن امنيات شاعر سوداني لينحت الجمال ويجسده من دواخله ليكون امام الجميع تمثال مكبر.. لا وثن كالاوثان التي نقيمها الان للساسه والطواغيت المعزولين عن ضمير شعوبهم وقضايا امتهم الذين احتكرو السلطه واكتنزو المال واضاعو الوطن...ليتني في قمه الاولمب جالس هكذا استمرت تفاعلات مريا انه لايرضي بغير القمم قمه جبال الاولمب في مشهد متكامل يعبر عن اطلاق الروح في رمزيه لها دلالات صوفيه واشارات في علم الباطن اكثر من ظاهر الاشياء...احتسي خمر( باخوس) النقيه حتي اذا ماسرت النشوه فيا.. اتداعي.. يابنات نقرو القيثار في رفق.. هاتو الاغنيات... لمريا.انا لا انقل ابيات القصيده من باب النقد الفني انما اتفاعل مع لوحه حياه كامله بتصوراتها واحاسيسها لمجتمع وشعب بكافه جوانبه التي صنعت اوليك الرجال في الاعلام والاقتصاد والسياسه فعندما كان حمد الريح يضع اللحن الشجي لهذه القصيده كانت وابورات السكه حديد تربط اجزاء السودان في حركه دووبه تنقل الحياه وتربط اطرافه الشاسعه وكانت عطبره تسمي عاصمه الحديد والنار وكانت الحركه الوطنيه في عنفوانها وقيادت رشيده تحمل اسم السودان في المحافل الدوليه بوصفها موهله من شعب جدير بالاحترام شعب متسامح كريم وكانت المشاريع الزراعيه الضخمه والصغيره تسمي( البلاد) وكان مشروع الجزيره والقطن طويل التيله وسودانير تسمي الناقل الوطني وكانت قواتنا المسلحه مرهوبه الجانب لضباطها وجنودها هيبه وهي تنتشر علي اصقاع البلاد فلا يجرو احد او تسول له نفسه بالمساس بامن واستقرار السودان بل كانت قواتنا ترابض في قنال السويس في مواجهه العدو الصهيوني وتحمي المرافق الاستراتيجيه من ضمن قوات الاممالمتحده في كثير من بلدان العالم ولقد خرجت حتي النساء والاطفال وهم يلوحون بالاعلام السودانيه في بيروت عند وصول القوات السودانيه واختلطت اصواتهم مع هدير مدرعاتنا التي اعادت الامن والاستقرار الي لبنان في يوم من الايام بينما كان رئيس السودان يدخل بكل جساره الي خطوط النار في الاردن ليحقن الدم الفلسطيني... ختم الشاعر قصيدته بقوله قد لا نلتقي بعد هذا يامريا فتعالي وقعي اسمك بالنار علي شفتيا..... هل ياتري تدري تلكم الحسناء اليونانيه مريا ان اسمها يتردد علي السنه جيل كامل من السودانيين وعصر كانت جزء من ملامحه ووجدانه وانها صارت اغنيه اين هي الان هل لاتزال علي قيد الحياه ام مضت فيها سنه الحياه كشاعرنا صلاح( رحمه الله) ام اذري بها الدهر كحالنا....اين انتي يامريا. Osama Siraj