مذ بدأت الكتابة في هذه الصحيفة الالكترونية (الرائدة) كان همي وهدفي وكعادتي دائما أن اكتب لصالح وفائدة القارئ السوداني الذكي، الوفي، الفطن، الواعي، المطلع، الذي له معياره الخاص بتقييم الأمور. وكانت (سودانايل) ولا تزال ملتقى، كما يبدو لي، للأقلام الواعية المطبوعة على حب الوطن وحب السودان والسودانيين، وهي بفضل الله ثم بفضل حنكة وحكمة ادارتها الرشيدة تمكنت سفينتها من الابحار في بحر لجي عالى الموج، كثير الضباب والأنواء وتمكنت من استقطاب غير قليل من الأقلام الواعية الواعدة الملتزمة. وتمكنت (سودانايل) من الصمود والسير قدما وقد التزمت العديد من الضوابط التي امنت مسيرتها حتى وصلت الى ما هي عليه من مستوى أغرى العديد من الجهات أن يسلكوا الطريق (الالكتروني) وينبذون الطريق (الورقي). وكثير من المواقع الالكترونية اخذت تجد نفسها (مفلسة) مما اضطرها الى الاستعانة ببعض المقالات المنشورة في صحف ومواقع الكترونية اخرى برضاء وقبول اصحاب اقلامها وكتابها. ولكن بعض المواقع الالكترونية تتجاوز التعامل والأعراف الصحفية فتنشر العديد من المقالات بشكل غير احترافي ومهني ضاربة عرض الحائط بكل المقاييس والقيم المتعارف عليها في الاوساط الصحفية والاعلامية. والباعث على تحرير وكتابة هذه السطور هو أن احد أقربائي لفت انتباهي الاسبوع الماضي الى صحيفة سودانية (مرموقة) ورقية تصدر في الخرطوم، أعادت نشر واحدة من مقالاتي التي نشرت أصلا باسمي في صحيفة سودانايل، وتحققت من الأمر بنفسي اذ احضر لي الصحيفة الورقية ووجدت انهم بالفعل أعادوا نشر ما كتبت في سودانايل دون الرجوع الى شخصيا واستئذاني لنشرها، وهو أسلوب، بالطبع مرفوض، لا ينسجم ولا يأخذ بأبسط القواعد المرعية في هذا المجال ولا يندرج تحت مسمى سوي مسمى (القرصنة الصحفية)، انا لا أطالب بأي حق سوى حقي الأدبي، فلو طلبوا عدم ممانعتي على النشر لكان ردي بقبول النشر على الفور دون المطالبة بأي شئ آخر. ولكنهم خرقوا كل الأعراف والقيم الصحفية وتعدوا واعتدوا على ملكية (فكرية) اصبح لها قانونا وشرعا ومحاكم وحقوقا، والقضية في نظري كانت تكون في غاية البساطة، كما يفعل الكثيرون، هناك عنوان بريدي الالكتروني الذي ينشر في ذات الصفحة التي ينشر لي فيها المقال، فكان الاسلوب الحضاري المهني هو الاستئذان باعادة نشر المادة في صحيفتهم، ولكن اللجوء لذلك الاسلوب مرفوض ومستهجن وقبيح من صحيفة، مهما كان مستواها ومقدار انتشارها. فهي بذلك قد لجأت الى اسلوب يفقدها مصداقيتها أمام قرائها، الذين هم عملائها ومصدر قوة انتشارها وقاعدتها التي تعتمد عليها في الانتشار. وأنا جد متأكد أن هذا الأسلوب الرخيص لم يمارس معي أنا فقط ولكن بعض الأخوة الصحفيين يشتكون منه كثيرا، فهو لا يشبه اخلاقنا ولا قيمنا السودانية الأصيلة ولا تصرفاتنا ، ومن هذه الناحية كان الموضوع بالنسبة لي بمثابة الشئ الخطير الذي يجب ان ينوه له لكيلا يكون اسلوبا ونهجا سهلا تنتهجه صحافة (الهمج) ، ولا اعتقد ان قانون نقابة الصحفيين أو ميثاق الشرف الصحفي قد أغفل هذه القضية الحساسة المتعلقة بما اسميته (القرصنة الصحفية). وأضم صوتي الى الذين ينادون بوضع حد لمثل تلك الفوضى (فوضى النشر) ومحاربة تلك الممارسات جملة وتفصيلا واللجوء الى السبل والوسائل التي شرعتها ضوابط وقيم ومعايير النشر المتعلق بمثل هذه الممارسات غير الأخلاقية وذلك لبتر ذلك السلوك المشين واستئصاله من مجتمع الصحافة السودانية، الكترونية كانت ام ورقية والله المستعان. [email protected]