مراجعة أخرى لكتاب "غزو كردفان: استيعاب الأطراف والتحول الاجتماعي في مناطق أفريقيا المسلمة" Kordofan Invaded: Peripheral Incorporation and Social Transformation in Islamic Africa: A Book Review Professor Robert S. Kramer بروفيسورروبرت كرامر ترجمة بدر الدين حامد الهاشمي نشرت مراجعة بروفيسور روبرت كرامر (أستاذ تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا بكلية سانت نوربينت بولاية وسيكنسون الأمريكية، والمجيد للعربية)للكتاب الذي أشرف على تحريره اندريه ستانسين ومايكل كيفان"غزو كردفان: استيعاب الأطراف والتحول الاجتماعي في مناطق افريقيا المسلمة" في مجلة Sudanic Africa، العدد 11 والصادرة عام 2000م. وهذا الكتاب (والذي نشرته دار نشر بريل الهولندية الشهيرة عام 1998م) هو مجموعة من المقالات المتنوعة عن التطورات الاقتصادية والسياسات المحلية وعمليات الأسلمة في واحدة من أكبر أقاليم السودان هي كردفان. المترجم ******** ***** ********* في الوقت الذي تقف فيه كثير من الدول الإفريقية (والسودان من بينها) على شفا جرف التمزق والتشرذم والذوبان، يصبح من المهم إعادة البحث في كيفية بناء الدول والأوطان. ويستطيع المرء أن يفهم سبب اعتبار الخبراء لهياكل الدولة أهم محور للتحليل في عملية البناء تلك. وهذا، كما يزعم محررا هذا الكتاب الذي نحن بصدد مراجعته، من شأنه أن "يدخل الدولة كعنصر من عناصر المجتمع، ويصورها كشيء ضروري وكاف ولا مفر منه" ويقدم لنا محررا الكتاب دراسة متعددة الجوانب لكردفان، والتي وصفاها بأنها "إحدى أكبر المناطق الهامشية / الطرفية في أفريقيا المسلمة"، ويبحثا في الطرق العديدة والمتباينة التي تفاعل بها وتداخل المركز والهامش، والولاية والدولة عبر السنين. ويتكون الكتاب من 11 فصلا تترابط كلها بصورة مدهشة، وتركز على قضايا بالغة الأهمية مثل القبائل والطرق (الصوفية) والاتحادات والنقابات وتجار الشتات (trade diaspora) والهويات العرقية، وجميعها مكتوبة بشكل جيد. وركز كتاب مقالات هذا المؤلف على العمليات الديناميكية المعقدة والمتعددة التي شكلت ماضي كردفان وحاضر السودان ككل. وصاغ المحرران بعناية فائقة مقدمة لهذه الدراسات ووضعاها في إطار الثقافة المعاصرة حول السودان وأفريقيا، قبل أن ينتقلا إلى "الغزوات" والتي غيرت وشكلت كردفان خلال القرون الأربعة الماضية. وبدأت أول غزوة عسكرية ضد كردفان في القرن الثامن عشر، حين غزت سلطنتي كيرا (في دارفور) والفونج (في سنار) كردفان، واستمرت تلك الغزوات في بعض سنوات عهود التركية والمهدية والحكم الثنائي (البريطاني – المصري) والاستقلال والحكم الإسلامي (حيث انتهجت الحكومة سياسة "التهدئة/ إعادة السلام pacification" بجبال النوبة. وجاء "الغزو الثقافي" الثلاثي المكون من عناصر الدين والدولة والقبيلة، والتي تضافرت سويا لتغيير الهويات، وجذب كردفان نحو ثقافة وادي النيل. وتمثل الطرق (الصوفية) هناالدين الإسلامي و"تجاوزها للواقع المحلي" (صفحة 23)، بينما أكد المحرران على الديناميكية الحادثة بين الممارسة الدينية ومصالح الدولة والتنافس على الموارد. ويمكن ملاحظة دور الدولة في الغزو الثقافي في إصرارها على قيام مجتمع وحيد (غالبا ما يكون المجتمع الإسلامي)، لا نظير له ولا منازع، وفي مؤسساتها (مثل كلية غردون) والتي دعت وشجعت بعض مظاهر الحداثة بالبلاد. وحظيت قضية دور القبائل في تغيير الهويات - ومناورة وتلاعب الحكومة بهذه الهوية - بمناقشة عميقة في كثير من مقالات هذا الكتاب. فكتب المحرران في إيجاز عن "إعادة معالجة الهوية العرقية" (صفحة 31)، وأشارافي هذا الجانب إلى فصل بديع في الكتاب عن الشنابلة/ الحمر في غضون سنوات المهدية والاستعمار الثنائي. وأخيرا يتناول الكتاب أمر "غزو السوق" في كردفان، وينتقد النماذج المهيمنة (dominant paradigms) للتحليل الاقتصادي، ويدعو لاقتصاد يتميز أكثر بالاستمرارية (continuities) أكثر من التشويش والبعثرة والتقطعات(dislocations). وذكر المحرران في مقدمتهما أن تجارة الصمغ العربي في القرنين التاسع عشر والعشرين كانت هي محور نقاشات الكتاب عند مناقشة قضية "غزو السوق". وفي ختام المقدمة تناول المحرران كيف أن عدم الاستقرار المؤسسي وما صاحبه من ركود اقتصادي قد أضر بكردفان، وضرب لذلك بأمثلة منها إخفاق "أسلمة "الصناعة المصرفية، والآثار الضارة التي وقعت بسبب التعبير عن "الهوية الوطنية" على المستوى المحلي. وفي ختام المقدمة، وفي نبرة حزينة وتقييم متشائم لخيارات السودان ومستقبله يلخص المحرران معظم ما جاء به كتاب فصول الكتاب عن الكيفية التي شكلت بها غزوات المركز مجتمع كردفان، وأيضا (وربما بأهمية أكبر) كيف ساهمت كردفان نفسها في تكوين السودان. ويمثل مقالي جيي اسبولدينق وكيرت بيك دفتي هذه المقالات. فقد كتب اسبولدينق عن تاريخ كردفان القديم، وتتبع تاريخها منذ الزمن القديم وحتى سقوط مملكة كير عام 1821م، واستعرض الوثائق المتوفرة والأدلة اللغوية والأثرية المؤيدة لنظريته. وكانت الفكرة الأساس (theme) في الفصل الذي كتبه اسبولدينق (وكما هو معتاد في غالب كتاباته) هي التغيرات الاجتماعية – الاقتصادية والسياسية التي حدثت نتيجة لظهور طبقة وسطى من التجار في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وفي هذا الفصل عبر اسبولدينق عن فكرته بأسلوب واضح وثقة تنتزع الاعجاب. وواصل كيرت بيك في ذات فكرة اسبولدينق الأساس (والتي طورها آخرون فيما بعد) وكتب عن هيمنة ثقافة وادي النيل والتي استوعبت معظم كردفان، بعد أن استعرض الموروثات الثقافية لجلابة العهد المصري – التركي، ولسياسات المهدية الاجتماعية. وتوسع كيرت بيك في ذكر تفاصيل كثيرة عن "المشروع الحضاري" للنظام الحاكم المدعوم من الجبهة الإسلامية القومية، وعمليات "أسلمة الحياة اليومية في كل جوانبها" (صفحة 257) من قبيل الملبس والكلام والأكل والعادات الشخصية وغيرها. وبالنظر إلى التكلفة الاقتصادية اللازمة لمقاومة هذا "المشروع الحضاري" وعمليات "الأسلمة"، إضافة إلى نجاح الجبهة الإسلامية القومية في سَوْق(توجيه/ قيادة) الخطاب الوطني إلى لغة الإسلام، لا يسع المرء إلا أن يفترض أن نجاح تلك العمليات سيكون مضمونا. وأتت المقالات التسعة الباقيةعلى وجه التقريب بحسب الترتيب الزمني. فكتب استيانسن عن "تجارة الصمغ العربي في كردفان"، ودرس التغيرات التي حدثت في انتاج الصمغ وتجارته في القرن التاسع عشر، وميز بحرص ودقة بينفِعال الحكومة المصرية من جهة، وبين الاستغلال الذي كان يمارسه التجار من جهة أخرى(وسماه الإمبريالية "الرسمية" و"غير الرسمية"). ويعير مقال استيانسن، كغيره من مقالات الكتاب، اهتماما خاصا بتعقيدات قضية حيازة الأراضي. وهنالك مقال مصاحب لمقال استيانسن عن حيازة الأرض بكردفان في بدايات القرن العشرين بقلم مصطفى بابكر عنوانه: "حيازة الأرض في كردفان: الصراع بين جماعية الإداريين المستعمرين وفردية الحمر". وانتقد مصطفى النظريات الاكاديمية عن حيازة الأرض عند المستعمر، وقدم دراستي حالة وضحت حقائق الاستيطان والتنظيم وإنتاج الصمغ في دار حمر. ومقال مصطفى مثله مثل مقال دالي، يقدم دررا ثمينة حول الأفكار البريطانية العنصرية، وولع المستعمر باختراع التقليد(inventing tradition). وتناول مقال ديفيد ف. ديكر عن "الإناث والدولة بكردفان في عهد المهدية" قضية تدخل الدولة المهدية في شئون كردفان الاجتماعية، وتطرق لمحاولات الدولة المهدية لتقسيم النساء بحسب وضعهن القانوني (ملك يمينchattel، وميرم حرة ‘captive free' mayram، وزوجات)، وضرب مثلا لتدخل الدولة عندما زعم بأن الخليفة قام في 1890م فيما يبدو بضم نساء حُرَّات(freeborn wives)لنصيب الدولة من الغنائم التي توزع على الجنود في أمدرمان. كانت تلك فكرة الخليفة، ولا ندري إن كانت قد نفذت بالفعل. وكذلك أشار ديكر إلى أن الخليفة كان يحدد حتى مَنْمِنالأفراد أو الجماعاتيمكنه/ يمكنها الزواج، ومتى يطلق/ تطلق (صفحة 99). ولطف بابكر بدري في مذكراته في الجزء الأول (صفحتي 213 – 214) من ما جاء في مقال ديكر عن نيةالخليفة توزيع نساء حُرَّاتكغنائم حرب (سبايا) بعد مجزرة المتمة في 1897م غير أنه تخلى عن تلك الفكرة لخطورتها السياسية. وكنت قد قمت (هنا يتحدث مراجع الكتاب عن نفسه. المترجم) من قبل بالكتابة عن محاولات الخليفة الفاشلة لتزويج أفراد مختلف القبائل من بعضها. ومهما يكن من أمر فالثابت من كثير من الوثائق أن دولة الخليفة عبد اللهكانت قد أوغلت في التدخل بالشئون الشخصية للأفراد العاديين. ويجب القول أيضا أنه بينما كان الخليفة يقوم استراتيجيا بإسكان الكثير من أتباعه في وادي النيل، كانت كثير من المجتمعات الكردفانية تقيم لها أحياء في أمدرمان، وتحافظ على ترابطها الاجتماعي القديم، متجاوزة الخطوط الدينية والعرقية. أما مقال مارتن دالي عن ماكمايكل، والذي سماه "الزعيم القبلي الأبيض العظيم" وقبائل كردفان، فهو ضربة قاصمة لفكرة وجود "قبيلة" سودانية حصرية وثابتة (ونذكر هنا نتائج الدراسة العلمية الشهيرة لبروفيسور منتصر إبراهيم الطيب مع آخرين، والتي أكدت انتفاء النقاء العرقي تماماً في السودان. المترجم) . وفي مناقشته الفاحصة لكتابي ماكمايكل "قبائل شمال ووسط كردفان" والصادر عام 1912م و"تاريخ العرب في السودان" والصادر في 1922م أشار مارتن دالي كيف أن قبائل كردفان كانت دوما في حالة تغيير مستمر (flux)، وهي النتيجة التي وصل إليها بعض كتاب فصول هذا الكتاب. وربما كان من المثير للانتباه أن نذكر أنه من المفارقات في أعمال ماكمايكل أن مناصرو سياسة "الحكم اللامباشر/ غير المباشر" كانوا يستشهدون بها لتبرير سياسة من شأنها تمكين قبائل سودانية تليدة (established)! ووصف دالي في بلاغة ساخرة أعمال ماكمايكل بأنها "وجدت قبولا حارا، رغم سوء فهم البعض لها، وربما محدودية عدد من قرأها فعلا!" (صفحة 110). ولعل هذا الفصل بقلم مارتن دالي عن الحياة الاجتماعية للبريطانيين بالسودان في عهد الحكم الثنائي هو من أفضل المقالات الأكاديمية القليلة التي يتمنى المرء قراءتها بصوت عال. وتقارب المقالات الخمسة الباقية مسألة الهوية بدرجات متفاوتة. فمقال أحمد إبراهيم أبو شوك المعنون "كردفان: من قبائل لنظارات" يتناول سياسات وعملية الحكم اللامباشر، ويناقش قضيةالصراعات بين قادة قبائل كردفان من جهة و"أفندية" الخرطوم من جهة أخرى. وضرب أبو شوك لحالة السيولة (عدم التحديد)في أوساط قبائل كردفان بمثال عن الحمر والبديرية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. غير أن القيمة الحقيقية للمقال تكمن في مناقشته لاستخدام الأنظمة المتعاقبة بدْءَابالحكم الاستعماري الثنائي، ثم عهود الحكومات الوطنية، للإدارة الأهلية. وتناول مقال عوض السيد الكرسني الذي كان عنوانه "الدين والعرق والطبقة: دور الطريقة التجانية في مدينة النهود" أمر استيعاب كردفان في الثقافة النيلية، وقيام مجتمع موجه للسوق فيها. وهو أول بحث يجرى حول تأثير طريقة صوفية على الاقتصاد. ويدور بحث كرسني أيضا حول تحكم الطريقة التجانية في (مفاصل) اقتصاد غرب كردفان، وما ترتب على ذلك من نتائج، وأيضا عن فشل تلك الطريقة في أن تتطور وتغدو "منظمة وطنية". وتحدث الكرسني أيضا في مقاله عن خلق التجانية لما سماه هوية فوق العرقية (supra –ethnic identity) (صفحة 192) تضم عددا من القبائل. ولا يذكر الكاتب في روايته تفصيلا لكيفية وصول ثلاثة من التجار من أتباع الطريقة (لم يذكر اسمائهم) لمراكز عليا في إدارة شئون الطريقة الداخلية والخارجية في غرب السودان (صفحة 185)، رغم أنهقدم عرضا موجزا وممتازا لتاريخ الطريقة التجانية في كردفان. وتناولت استافني بيزويك ومارثا سافاديرا تجربة قبيلتين غير عربيتين في كردفان. فشرحت الباحثة الأولى في مقالها "دينكا انجوك: قيام وسقوط دولة نيلية في جنوب غرب كردفان"، مستعينة بمصادر شفهية عديدة، الظروف التي قام فيها، في القرنين التاسع عشر والعشرين، أفراد مجتمع لا دولة له بتقوية أنفسهم والتوحد سياسيا، واستعرضت العلاقات المعقدة بين الدينكا وجيرانهم البقارة. وهنالك عامل آخر في تلك القضية هو الزعم الشائع عند الدينكا – بحسب الكاتبة في صفحة 153 – بأن لزوجة المهدي مقبولة (والدة السيد عبد الرحمن المهدي) أصلا دينكاويا، بينما يعتبرها الكل – عدا دينكا نجوك- من الفور. (للعجب لم أقرأ لفرنسيس دينق في أي من كتبه ومقالاته أي شيء عن هذا الزعم). وليس هنالك من الشواهد التاريخية ما يؤكد أو ينفي هذا الزعم. وتشرح مارثا سافاديرا في مقالها المعنون: "العرق والموارد والدولة المركزية: السياسة في جبال النوبة بين عام 1950 وسنوات التسعينيات" ما معنى أن تكون "نوباويا" في سياق السياسة الوطنية والإنتاج الزراعي. وناقشت الكاتبة أيضا في فصلها بالكتاب تاريخ الهوية العرقية للنوبة، وتكوينها من خلال الاتصال مع البقارة الحوازمة والمزراعين الجلابة. ولخصت أيضا نشاط النوبة السياسي منذ أخريات العهد الاستعماري، وتأثير الأنظمة العسكرية لمايو والإنقاذ على الاقتصاد السياسي في المنطقة. وتحذر مارثا سافاديرا في ختام مقالها من خطورة "تصلب الهويات hardening identities"في عملية سلام وتطور جبال النوبة. ويختلف مقال هيزر شاركي، والمعنون "الأدب العربي والخيال الوطني في كردفان" عن بقية مقالات الكتاب في أنه يبحث فيمكان/ مكانة كردفان (أو بالأحرى مكان/ مكانة فكرة كرفان) في عملية خلق هوية قومية سودانية. ووصفت هيزر شاركي، مستعينة بأعمال أربعة من الكتاب الاستيعاب الأدبي لكردفان (صفحة 166) والطرق التي قام بها التراث العربي الكردفاني ومشهده الرومانسي من تعزيزلثقافة وادي النيل. ولا يحتاج المرء ليكون "خواجية" ليكتب التالي: "وهنالك اكتشفت عالما جديدا وساحرا. وفي وسط هؤلاء الرحل البسطاء عرفت الطهر والجمال والنبل. حسن نجلية، من "ملامح من المجتمع السوداني" 1964م، صفحة 305). ولا غرابة في أن الكردفانيين أنفسهم لا يشاركون هذا المؤلف مشاعره تلك. وفي الختام لا بد من القول بأن هذا المؤلف الجيد التحرير يحوي للأسف بعض الهنات. فالصور التوضيحية الثلاث التي وضعت في هذا الكتاب – رغم أنها قد تكون مثيرة للانتباه- غير مفيدة تماما، وكان يجب أن تزال أو أن يضاف إليها ما يجعلها مفيدة للكتاب والقارئ. كذلك ينقص الكتاب خريطة تفصيلية لتوضيح الخصائص الطبيعية لكردفان. وهنالك أيضا العديد من الأخطاء الطباعية والتي يصعب التسامح فيها، غير أن هذه مسئولية وخطأ الناشر. وقد يلاحظ بعض القراء القليل من الأخطاء في الحقائق: فعلى سبيل المثال لم يقم المهدي مدينة أمدرمان عاصمة له (صفحة 18)، والفريق إبراهيم عبود كان عمره 58 سنة فقط عندما استلم (سُلِّمَ ؟ المترجم) السلطة، ولم يكن شيخا هرما كما زعم أحد كتاب المقالات في الكتاب (صفحة 238). إلا أن كل ذلك لا يقلل البتة من قيمةالكتاب، فهو من أهم الكتب التي تناولت قضية الهوية، ويصلح ليكون "مثالا model" ممتازا للدراسات الإقليمية. ويتمنى المرء أن يغدو هذا الكتاب من القراءات الواجبة على كل متخصص (أو راغب بالتخصص) في الدراسات السودانية، وربما لدارسين آخرين في مجالات أخرى. ويتمنى المرء أن تتم ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية وأن يوزع في السودان، حيث تزداد الحاجة لمناقشات وحوارات واسعة حول "الغزوات".