أعوام مضت من عمر شعب السودان وهو يهفو لحياة آمنة وكريمة ، شعب يبدأ يومه بحمد الله وذكره ويختم يومه بحمده الكريم ويتلقى وحده كل تبعات المعاناة والقهر والغلاء الطاحن وقد تكالبت عليه كل عناصر وعوامل البشر لتلقي به في غياهب المصير المجهول حرب أهلية ضروس في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وتخمد نيرانها في الشرق لتشتعل على مستوى السودان من معاناة أهل السودان وحصار جائر من القوى الغربية من عام 1998 وحتى الآن ، لتنعكس آثاره على الشعب السوداني وحده ، وقيادات نصبت نفسها بأنها الحامية للأغلبية الصامتة المغلوب على أمرها كمعارضة رافعة شعار اسقاط النظام لمدة 25 عاماً وجعلت من قضايا الهامش المشروعة وسيلة تتعايش بها في الخارج ليصبح النزوح والهجرة الطابع المميز لأبناء شعبنا ،معارضة تتربص لكل اشراقة أمل فقد كانت بالمرصاد لايقاف نزيف الحرب في دارفور من خلال عرقلتها لاتفاقية الدوحة للسلام وغيرها من محاولات الاتحاد الأفريقي. معارضة تتلاعب بعقول البشرفي تعالي ونقل نشاطها الى الخارج واختارت لنفسها عواصم الدول التي تضمن لها السياحة والاقامة الناعمة باريس _ القاهرة – لندن – جنيف – اثيوبيا وكل مكان يضمن لها المقر الآمن والحماية لأفرادها. تاركة الغالبية تئن من ويلات النزوح واللجوء والهجرة والحرمان حتى في المدن الكبيرة. نعم هذه المعارضة التي أخذت تتلاعب بمصير شعب السودان في مسرحيات هزلية وهي حانية الرأس لنظام الانقاذ باتفاقيات ثنائية تضمن لها منجزات زائلة أشبه بلعب الأطفال تمرح في وزارة أو وزارتين أوكرسي للاستشارة والمشورة التي حرمت منها طوال مدة بقائها فيها ومن خلال تحالف ضمن لها العودة للعاصمة برجالها وعتادها لتتطاول به في قلب العاصمة . هذه المعارضة التي لعبت الدور الأكبر لفصل الجنوب عن السودان الأم ونصب بعضهم اليوم قادة للمعارضة هذه المعارضة التي تقدس العمل الفردي وعدم الاعتراف بالآخر بعنتريات زائفة وفي باطنها غليان وتربص لبعضها البعض. نادى الناس برفع شعار الوحدة لقوى المعارضة بكل أطيافها أملاً في مستقبل مشرق لشعب السودان وأخيراً اجتمعوا في أديس أببا وأعلنوا تماسكهم في منظر رفع فيه المجتمعون أياديهم المترابطة وتعلوا وجوههم الابتسامات الصفراء وكأنها بشرى لشعبنا للتغير وانتصارهم على السلطة وخيل لهم أن هذا اللقاء كفيل بتدفق الجماهير الى الشوارع لاعلان الثورة الشعبية ونسوا أو تناسوا أن الجماهير قد خرجت في سبتمبر2013 رافعة الصوت عالياً للحرية والحياة الكريمة وتداروا هم جميعهم الذين شاركوا ولم يشاركوا من قادة في أديس أببا خلف الأسوار في استحياء كاستحياء الناس وتركوا الشباب ( أولاد الناس ) يلاقون مصيرهم في القتل والسجون ، ولا أقول بأنهم لو خرجوا في ذلك اليوم لانهار النظام فهم أعلى من ذلك وما لهم وثورة الجياع وهم قد تعودوا على المعارضة الناعمة. خرجت المعارضة من أديس أببا باعلان ( نداء السودان) ولا نود أن نناقش مضمون النداء ولكنه كان الشرارة التي ألهبت الساحة ولكنها توقعات محتملة :- 1-أرتال من الشباب ومن الجنسين سوف يزج بها في الحرب الأهلية وفي حرب لاتعرف الا لغة السلاح المتطور والتقنية العالية ليسقط آلاف الضحايا وسط حمامات الدم في أتون حرب تتطلب التدريب العالي والقادة امن الجانبين يغازل بعضهم بعضاً بالتصريحات النارية. 2- القوات المسلحة السودانية ( الجيش السوداني – قوة دفاع السودان - اللوء الأبيض ) بتاريخها البطولي الناصع ستواجه هجمة شرسة وباسلحة تم جمعها من الشامتين من الدول والمنظمات وتخوض حرباً ضروس ويسقط الالاف من ضباط وجنود القوات المسلحة في معركة ليست من دولة أجنبية ولكنها من قوى معارضة تركت قضايا الهامش المشروعة ، وأوحى لها خيالها الاستيلاء على السودان كله بقوة السلاح ومن هم هؤلاء الأشاوس الضباط والجنود اليسوا أبناء السودان ومهنتهم العسكرية وعقيدتهم الدفاع عن السودان وشرفه وشعبة ولكن ليس غريباً على قوى المعارضة أن تحزو حزو معارضة في دول عربية هدفها الأول والأخير تحطيم جيشها الوطني. 3- المعركة كما خطط لها ممتدة حتى في المدن وفي قلب العاصمة طالما الهدف ازهاق أرواح الآمنين من شعب السودان وحتى لو كانت حرب كر وفر أو حرب عصابات في ساحة مفتوحة لاصطياد الآمنين من الأسر السودانية والأفراد الذين لا يملكون السلاح للدفاع عن أنفسهم وهي بوابة مفتوحة للسلب والنهب واحلال الفوضى للمندسين والمفسدين. 4- الحرب تعني توقف الحياة تماماً وفي الماضي كان الناس يلجئون لخطوات احترازية بالتخزين لما يكفيهم أياماً عندما كانت الدنيا بخيرها ولكن اليوم انعدمت مصادر التخزين فهل هي المجاعات ؟ 5- قد يقول البعض أن طرفاً سوف تكون له الغلبة وهل سوف ينتهي الأمر بهذه البساطة والسذاجة وسوف تبدأ مرحلة جديدة من الصراع لجني الثمار فوضيون ينتشرون للسرقة والنهب وهتك الأعراض وقادة يتصارعون على سدة الحكم وجني ثمار سياحتهم الخارجية. 6- التركيبة السياسية السودانية أفرزت أفراد وصل بعضهم لموقع القيادة في أحزابهم ومنظماتهم وحتى على مستوى الحكم بطابع هو الأقرب بالداء اللعين بعدم الاعتراف بالقائد الأوفر مهنياً للقيادة لا عن طريق الصراع الديمقراطي ولكن للنيل منه وإلصاق التهم الكاذبة عليه للتقليل من شأنه حتى لو وضوعوا السم في العسل ولعلنا نورد بعض الأمثلة الحاضرة الرئيس اسماعيل الأزهري أبو الوطنية نالته سياط المرجفين بأساليب لا علاقة لها بشخصيته القيادية وريادتها التعليمية واعلانه لاستقلال السودان ومسيرته الوطنية بل لجأ البعض للنيل من شخصيته وممارساته الخاصة مع أسرته بصورة لا توصف الا (بالوقاحة) الحركات الدارفورية اعتلى قائد مهما اختلف الناس على أسلوب نضاله لتحقيق مطالب الهامش وهو خليل ابراهيم ولكن انقسموا عليه بحركات شتت قضية الهامش ولقى هو ربه مع الشهداء والصديقين. الرئيس الحالي المشير عمر البشير قد يختلف الناس مع النظام كله وممارساته من معارضين ولكن عندما يتعدى الأمر من القلة لأهل بيته فهو تطاول والأدهى وأمر من ذلك ما طفحت به الصحف يوم واجه مرضاً ككل الناس من تعليقات ومن أقرب الناس اليه بالبحث عن البديل بينهم بلا خجل والرجل يتعافي وفي شماتة حتى من أركان حزبه ويمكن الرجوع للصحف خلال تلك الفترة. مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يوم وقع مع جون كرنق اتفاقية كانت كفيلة بحل كل مشاكل السودان وضمنت بقاء الجنوب فتكالب عليه حلفاء الأمس الأمة والشعبى. السيد الامام الصادق المهدي صال وجال بين عواصم الدول وخط به الرحال في أديس أببا لجمع المعارضة فهل رضوا به كزعيم للمرحلة القادمة أو مرشح لرئاسة الجمهورية ؟ هذا هو حالنا وحال القادة اليوم في الخلاف الخلاف والفرقة . أما الاحتكام لصوت الحرب فهو الأمر المرفوض واذا أصر قادة المعارضة عليه فليتوافدوا في مقدمة الركب بعد أن دلت التجربة السابقة أنه فراق بين شعب السودان والمعارضة بأطيافها بل هو طلاق بائن و الطلاق البائن هو الذي لا يحق للزوج أن يرتجع المطلقة بعده إلا برضاها وبعقد جديد . فاذا أردتم رجوعكم لشعبكم فحكموا صوت العقل ولكل منك أفراداً وجماعات ذلة يمكن مواجهتكم بها. شهور تفصلنا عن مرحلة قادمة لانتخابات الرئاسة الجديدة فاما أن نقبل بالخوض فيها والصراع الديمقراطي الحر أو الدخول في الحرب المعلنة التي لا يستطيع أحد أن يتكهن بنتائجها ولكنها مستودع للضحايا من البشر وسط حماقات الساسة ،،، والحزب الحاكم أعلن عن مرشحعه للرئاسة المشير عمر أحمد البشير في غياب البرنامج الانتخابي حتى اليوم ولكن تم الاتفاق عليه بعد صراع داخلي ، فأما آن الآوان للمعارضة بكل أطيفاها في الداخل والخارج وحملة السلاح والواقفون خلف الأسوار للانقضاض على الكل أما آن الآوان لهم لاختيار الرجل الرشيد الذي يمثل الأمة السودانية والدخول في معركة انتخابية يضمن لها المجتمع الدولي النزاهة والشفافية وأهم من ذلك الاتفاق نعم الاتفاق على اسم رجل واحد يقبل به الناس وليس من المهم كل الناس طالما اتفقوا عليه ، ويعلنها الرئيس الحالي بقبول النتائج مهما كانت عواقبها طالما لجأ الجميع للحل السلمي والاحتكام لصوت الشعب وبالله التوفيق. [email protected]