هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنتوب الجميله .. سيرة العاملين كرام الرجال .. بقلم: الطيب السلاوي
نشر في سودانيل يوم 15 - 12 - 2014

حسن احمد آدم..اشتهر باسم "حسن حنتوب" اذ كان من رجال القرية الغر الميامين. نشأ وترعرع فيها وانضم الى كوكبة العاملين فى صرحها العظيم منذ صباه الباكر وعاصر فترة انشائه وساير تقدمه متنقلا بين قاعة الطعام وو ورشة الاصلاحات مساعدا للعم يحي طه الى حين انتقاله الى معامل العلوم قبل ان يترك العمل فى حنتوب جملة وتفصيلا اذ واتته الفرصة للالتحاق بقوات الشرطة التى تدرج في وطائفها الى ان وصل درجة النقيب..بفضل ما كان عليه من الاحساس بتقدير المسؤولية وحسن التصرف والنشاط الجم والحركة الدائبه وخروجه عن نفسه ووهبها للآخرين . كان من اكثر المشاركين لرفاقه العاملين وطلاب المدرسة فى مختلف المناشط الرياضية بما حباه الله قوة فى البدن الى جانب حبه وتعلقه الرياضه.. حفظه الله ومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه.
الشيخ حسب الله..كبير الطباخين .. صاحب لفافة التبغ التى لم تكن تفارق شفتيه الاعندما يشعل اخرى بسابقتها..الى قصر القامة كان الاقرب فى تماسك عضوى.على جبهته آثار جرح غائر نتيجة اصابته بشظية نارية طائشة جاءته "سلآخيه" شاء لها رب العباد الآ تنفذ الى داخل رأسه..كان الضاحك الممراح ولكنه لم يكن يخلواحيانا من حدة فى المزاج. كان شديد الحرص دواما على اداء كل اعماله فى مواقيتها بالدقيقة والثانية(كما يقولون)ما عرف عنه اى تقاعس او توان او تاجيل لأمر جاء اوان ادائه ولم يشهد سجل خدمته اى تاخير عن ساعات الدوام. كان شديد ألأهتمام بمتابعة ومراقبة اداء معاونيه يراقبهم مراقبة تامة بعين فاحصة والويل لمن يشاء له حظه العاثر ان تلحظه عين حسب الله متقاعسا عن اداء عمل اوكله اليه . رحم الله الشيخ حسب الله ومن كانوا يعملون الى جانبه ويعينونه على اعداد اشهى الوجبات مهما تباينت اذواق الطلاب ورغباتهم اواختلفت انواع الخضروات
.لا بد ان نذكر بكل التقدير والعرفان كل العاملين الذين توافروا الى تقديم خدماتهم للحنتوبيين فى كل زمان ومكان من ارجاء حنتوب الواسعه اعدادا الطعام وتقديمه داخل "السفرة".. نذكر الشيخ بشير احمد مرسال ومهدى عبدالله وفاشر مال مال,وابو عاقله حمد النيل ومحمد العليابى وعوض خير السيد ونواى زكريا والدومه عبدالله وغيرهم ممن لم تتمكن الذاكرة من الاحاطة بهم ولا يتسع المجال لتذكار اسمائهم وان كانت صورهم تتراءى امام العين من حين لآخرعلى الرغم من تقادم السنين.. رحم الله من انتقل منهم الى رحاب ربه ومد فى ايام من لا يزال ينتظر ونظل نحتفظ لهم بكل عرفان واجلال واكبارما دام فينا عرق ينبض بالحياة فقد كان دورهم فى حياتنا وتعليمنا وتربيتنا عظيما لا ينسى باى حال من الاحوال .
الميادين والحدائق.
اولت ادارة المدرسه ميادين حنتوب وحدائقها واشجارها وكل زرع نبت فيها اهتماما منقطع النظير فى اطار توفير بيئة تربوية متكامله جعلت من الحياة فى حنتوب متعة لا تدانيها اخرى من متع الحياه.. افردت للعاملين فى مجال الحدائق وميادين الرياضة القدح المعلى من الوظائف فى درجاتها المختلفه عددا..كنا نراهم ينتشرون منذ الصباح الباكرفى كل ارجاء الارض الطيبة تحت اشراف العم الخليفه جعفر وهو يذرع ميادين الرياضه المخضرّة طوال العام جيئة وذهابا مراقبا وموجها اثناء ساعات النهار اعدادا لأقامة مباريات دورى كرة القدم الاسبوعية بين الداخليات عصرايام السبت ولتمكين الطلاب ممارسة تمارينهم عصارى ايام الاحد والثلاثاء وعصرية الآتنين المخصصة لتدريبات الفريق الاول والجمعيات المدرسيه المختلفه.. واعتبارا من صباح يوم التلاثاء والى ظهيرة الاربعاء كنا تشاهدعددا غفيرا من العاملين على ارض الميدان "نمره واحد" يجلسون القرفصاء على عرض ارضه مدققين الانظار على "النجيله" ويعملون على انتزاع كل ما هو من غير فصيلتها من الحشائش فضلاعن عملهم المتواصل فى تسوية ارضية الميدان بعد رشه بالماء وتجديد رسم ما كان عليه من الخطوط التى يحددها قانون اللعبة وذلك اعدادا لمباريات الفريق ألأول"الفيرست اليفن" كما كان يسميه هاشم افندى ضيف الله "طيب الله ثراه."والذى كان يتولى امره تدريبا واعدادا. و كثيرا ما كنا نرى هاشم افندى ضيف الله فى معية المستر براون وهما يتجولان مع العم الخليفه جعفر شيخ العاملين على ارض الميدان وما جاوره متفقدينها من حين لآخر.لم يقتصرالاهتمام بالميادين على ساحات كرة القدم فحسب بل كان ميدان"الحرازه"الذى كانت تقام منافسات العاب القوى بين الذاخليات وبين المدارس الثانوية الثلاث على ارضه يجد من المستربراون وعمال الجناين عظيم الاهتمام مثلما كانت الميادين صغيرة الحجم المنتشرة بين مربعات الفصول اوبين مكتب الناظر وقاعةالاجتماعات تجد نصيبها من الرعاية والتجميل والرى المنتظم. وكان عدد من العاملين ينتشرون فى ميادين الداخليات التى تتوسط عنابرها يوسعونها تجميلا وتنسيقا للشجيرات والازاهير والورود التى كان ساكنوالداخليات يتولون زراعتها.لن ننسى باى حال من لاحوال بين اولئك الكرام من الرجال- ألأعمام الشيخين الجليلين احمد امين والوسيله وبقية العقد الفريد من ألأخوان فضل محمد فضل وفضل آدم والخير ساتى وقسم الله وغيرهم ممن التحقوا بالعمل فى حنتوب في لاحق من الزمان . فقد ظلوا يسعون لأسعاد كل حنتوبي كان له بالارض الطيبة صلة معلما كان اوعاملا او طالبا .
صحة البيئة..
كانت صحة كل المقيمين فى حنتوب بطبيعة الحال فى مقدمة اهتمامات ادارة المدرسه فقد فطن المؤسسون للصرح الكبيرالى ما كان يحتاجه المواطنين للعيش فى صحة جيدة بمنطقة الجزيرة الكبرى وبمنطقة حنتوب على وجه الخصوص من المتطابات للحفاظ على صحة كل المقيمين فى المكان الطيب فقد سعوا الى تعيين نفر كريم من العاملين فى مجال الصحة صقلوا بالمعرفة والعلم فى مجال اعدادهم وتدريبهم وبحسن الادراك والتعامل مع مرؤوسيهم فى سعيهم الدؤوب لان تبقى وتظل حنتوب دواما فى اعلى درجات النظافة. شهدنا ابان فترة دراستنا الاخ الكريم ابن العيلفون عبدالحميد محمد الامين - ملاحظ الصحة - وهو شقيق لرفيق دربنا احمد محمد الامين.. كنا نراه طوال ساعات الدوام سائرا متفقدا وموجها ومرشدا للعاملين فى ذلك المرفق الهام الى جانب اهتمامه بتوفيركل احتياجات صحة البيئة والناس والاشراف التام على حسن استخدامها
ونسبة لأتساع رقعة حنتوب وتعدد مرافقها كان لا بد من توزيع العاملين فيما بينها ليصبح من العسير على شخصى الضعيف من ألالمام باسماء العاملين فى كل منحى ومرفق. العتبى لمن لم اتمكن من تذكاراسمه من اولئك الكرام من الرجال الذين سعدنا بلقائهم الا من كنا نلقاهم فى مواقع كان لها من ارتيادنا لها نصيب اوفى .. مثل بعض الداخليات التى كانت تجد من زياراتنا لساكنيها من الاصدقاء او بعض العاملين ممن كان لهم ظهور بائن فى حنتوب اقوالا وافعالا مما يجذب اليهم الانظار لمشاركتهم فى رياضة كرة القدم اوكرة السلة او شد الحبل او فى مضمار اختراق الضاحيه.
العاملون فى الداخليات
..كانوا ثمانية من كرام الرجال الذين تم اختيارهم بعد تمحيص دقيق من الاستاذ عبدالمنعم فهمى (عليه الرحمة)– امين المدرسة ومساعده المرحوم سعيد محمد نور(مراقب عام الكشافة فى السودان فى لواحق من الزمان) فكانوا عند حسن ادارة المدرسة بما قدموا من خدمات جليلة مقدرة لساكنى الداخليات و"للهاوس ماسترز" طوال ساعات اليوم واثناء عطلات نهاية الاسبوع اذ كانوا الحارسون لممتلكات الطلاب والدوله صباحا وعصرا ومساء.وهم من تولوا تنظيف العنابر وغرقة الاستاذ المقيم ورؤساء الداخليه والردهات وهم الحادبون على صحة البيئه برش "الفليت" داخل العنابر والتأكد كل حين من اغلاق ابواب النمليه فضلا عن جلب مياء الشرب النقيه وتعبئة الازيار مع تولى مهمة القيام بحمل ملابس الطلاب المتسخه الى موقع غسلها شمالى داخلية ابوعنجه وغربى مبانى المدرسه واعادتها بعد غسلها وكيّها مقابل مبالغ زهيدة من المال.كما كان عليهم حمل الطعام المحصص "للهاوس ماسترز"من قاعة الطعام الى غرفهم فى الداخليات او الى حيث يتناولون طعامهم فى جماعات مع زملائههم غير المتزوجين فى المنازل المخصصة لهم
داخلية ابى لكيلك.. بين البدرى يوسف وعلى الطاهر
ارتبطت اسماء البعض من هؤلاء الرجال.الاوفياء بالداخليات التى عملوا فيها ردحا من الوقت وان تم انتقال نفر منهم الى مواقع اخرى فى اوقات متباعدة ولظروف واسباب قاهره.. فى "ابى لكيلك" اقمنا اثناء سنوات الدراسة الاربع وقد كانت احدى الداخليتين الجديدتين (ابى لكيلك وعلى دينار) اللتين جعلا عدد الداخليات يرتفع الى ثمان فى يناير1949وحيث اقمنا طوال الاربعة اعوام بقى المرحوم على الطاهر(جالى) ثلاثة منها الى ان تم انتقاله الى قاعة الطعام ليخلفه البدرى يوسف قبل انتقاله من حنتوب فى عام 1956 رئيسا للعاملين فى مدرسة امدرمان الثانوية التجاريه. بقى على جالى فى حنتوب اكثر من خمسة وعشرين عاما حينما لقيته فى 1970 يتولى شؤون داخلية النجومى. بينما كان المحوم مكى احمد بابكر يرعى شرون طلاب داخلية ابى لكيلك عام العيد الفضى. ما لمس ساكنو ابى لكيلك اوالنجومى من الرجلين الا الخروج دواماعن نفسيهما وتقديمها هبة للاخرين سواء ابان عملهما فى الداخلية او فى قاعة الطعام. حبا الله الرجلين (المرحوم على جالى والبدرى – مد الله فى ايامه ومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه) قوة الجسم وسريان مياه الشباب على خديهما مع ارتفاع قامة البدرى وقصرها عند على جالى..الى جانب ما على وجهيهما على الدوام من انفراج اساريرى متكامل.ولم نرمن كليهما ومن غيرهما من العاملين فى الداخليات الا كل عفة فى اليد واللسان ..وتعاملا انسانيا منقطع النظير. وظل الرجلان على الدوام يشاركان زملاءهماوطلاب حنتوب فى ضروب الرياضة المتعددة ركضا على مضمار اختراق الضاحيه وشد الحبل مع تميز البدرى بحضوره الواسع فى ميادين كرة القدم وكرة السله.. رحم الله على جالى ومكى وحفظ الله البدرى ومد فى ايامه ومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه..
داخلية على دينار.. ومحمد نور ادريس
كان ارتباط محمد نورادريس بداخلية على دينارارتباط السوار بالمعصم من"ديى ون"فى يناير1949 فقد ظل الرجل مقيما فيها يتولى خدمة طلابها على مدارخمسة وعشرين عاما..ربما كان محمد نورهوالوحيد من العاملين فى الداخليات من شارك العم مصطفى حران البقاء فى موقغ واحد(حران مع "المك نمر") ومحمد نور مع "على دينار".عندعودتى الى الصرح الشامخ بعدثمانى عشرة سنة من اكمالى الدراسة الثانوية فيه عام 1952وجدت محمد نورلا يزال هوهو محمد "النور"حميد الخصال.طيب النفس.حسن المعشرلآ يزال فى ابتسامته المشرقة الدائمة على محياه الصبوح يسعدالتابعين من الاجيال من ساكنى داخلية على دينارببقائه فيها متوليا خدمة طلابها ويرعى شؤونهم..كثيرون منهم كانوا على قناعة ان محمد نورادريس هبة من الله تنزلت على المختارين من طلاب الداخليات الاخرى للعيش فى على دينارمتزامنة مع هبة ربانية اخرى جاءتهم باختيار المرحوم عثمان النور رئيسا اولا للداخلية فى عامها الاول فقد كان الرجلان يفيضان بشرا وانسانية تخفف عنهم ما يصيبهم من كدركلما حل المسترهولت(التيوتر) بينهم فى ساعات القيلولة او بعد العشاء. ورغم ذلك فقد كان محمد نور من العجبين بالمسترهولت لحزمه وانضباطه لقناعته بان تاثيرهما لا محالة سيكون ايجابيا على طلاب على دينار فى مستقبل الزمان.
محمد نور رغم ما حباه الله بسطة فى الجسم الآ انه مثلما كان خفيف روح كان خفبف حركة وسريع مشية متماسك الاطراف مما جعله السند الاكبروالمرتكزالاقوى لزملائه العاملين فى رياضة شد الحبل والمنافس للكثيرين من رماة الجله من الطلاب الاشاوس .. صمويل سبت قاو وحنا يسّا البياض.. محمد نور كان موضع ثقة طلاب الداخلية على مر السنين فقد تعاملوا معه وكانه واحد منهم. بادلوه مودة بمودة واخاء باخاء حتى بعد تخرجهم ومغادرتهم حنتوب تجلى ذلك عند عودتهم للاحتفاء بالعيد الفضى.فاضت دموع الكثيرين حالما وقعت عيونهم عليه وهو يتلقاهم ببشاشته المعهودة وبحديثه وسخريته اللاذعه التى اعادت فى تلك الساعات القصارالى نفوسهم عمق مشاعره الدفاقه والحنين الى ماضى الايام الوافرة الاشراق .. محمد نور – رحمه الله فى الفردوس الاعلى – اصيل فى مظهره وفى مخبره لم يتغير ولم يتبدل لا شكلا ولا موضوعا عبر السنوات.. ذاكرته ظلت تختزن الكثير من احداث حنتوب ويذكرالكثيرين ممن عاصرهم من ابناء على دينار وطفرت الدمعة عينيه عند تذكاره سيرة القدامى من ساكنى"على دينار" ثلاثة من رؤساء الداخليه - المرحومين عبدالبديع على كرار(1950) والصادق محمد الحسن وعبدالحميد عبد الماجد(1952) .. رحم الله محمد نور ادريس فى اعلى عليين وجعل الفردوس الاعلى مقرا ومقاما له بين الشهداء والصديقين.
مصطفى حران و"المك نمر" .. وبين هذا التجمع الانسانى الكبير من العاملين فى صرحنا التربوى يظهرالشيخ الجليل القصيرالقامه العالى المقام الذى سيظل اسمه منقوشا فى ذاكرة كل من كان له نصيب فى العيش او الدراسة فى حنتوب الفيجاء على مر الزمان..لعلى اشرت الى الرجل فى بدايات هذه الذكريات من خلال تذكارى لأحداث اليوم الأول من العام الدراسى فى الثانى من فبراير1949ونحن فى طريقنا لأول مرة الى المدرسة لنبدأ مسار تعليمنا الثانوى فى ارجاء حنتوب الواسعة. لفت انتباهنا صوته ألأجش وهويصيح فى حرقة محذرا ومؤنبا احد الطلاب المنظلق كالسهم من الداخلية نحو المدرسه تاركا باب احدى النمليات فى داخلية "ألمك نمر" مفتوحا على مصراعيه.. ماهى الا ساعة من الزمان الا وتبين لنا من خلال ثورة الرجل قصير القامة ذاك ومن تحذيرالمستربراون فى الاجتماع الصباحى ان ترك باب النملية فى اى وقت اثناء الربعة وعشرين ساعه مفتوحا عن قصد اوعن غيرقصد لهو جرم عظيم لا يغتفر..ولما وجدنا الرجل ينفجروسيل من تحذيراته يتبع الطالب وهويتردد بين مواصلة انطلاقه الى المدرسه اوالتوقف حالما وصلت الى مسامعه كلمات الرجل محذرا من مغبة فعلته فى دنياه وفى آخراه .. " لما تسيب النمليه فاتحه يدخل الناموس. تضربك الملاريا.. موش حتقدر تروح المدرسه .. زملاتك يفوتوك ويتفوقو عليك.. وبعدين لما تروح تقابل ربنا حيحاسبك لآنك اتسببت فى مرض اخوانك.. احسن ترجع تقفل النمليه. انا بقولّك اهو!!" عاد الطالب ادراجه واغلق باب النمليه وقدم كلمات الاعتذارمؤكدا عدم عودته الى ارتكاب ذلك الجرم ثانية سألنا مرافقينا ن قدامى الطلاب عمن يكون الرجل وجاءتنا الافاده انه العم مصطفى حران.شيخ عمال الداخليات والمسؤول عن داخليةالمك نمر التى كان وظل العم حران على مرالسنين والى ان توفاه الله على قناعة تامة ان كل طلاب حنتوب و"بتوعين" مك نمرخاصة هم بمثابة ابناؤه وان الذاخلية وحنتوب هى دياره وبيته ودنياه..
العم مصطفى حران-عليه فيض من رحمة الله- كانت له ذاكرة قوية اختزنت الكثيرمن تاريخ حنتوب. قدراته التنظيميه ظلت تلازمه الى ان وهن العظم منه فى بداية السبعينات حينما داهمه داء عضال عجّل بانتقاله الى دار الخلود والقراربعد ان سعد بلقاء ابنائه الخريجين ابان احتفالات اليوبيل الفضى مخلفا وراءه سيرة عطرة يتناقلهاالحنتوبيون عبر الاجيال .. من بين ذكريات العيد الفضى ظل بعض الخريجين يروون عن لقائهم بمضطفى حران فى الداخليه فى نهار ذلك اليوم حينما اجتمع نفرمن قدامى الخريجين من ساكنى داخلية المك نمر فى داخليتهم وبدأوا يستعيدون ذكريات سوابق الايام المشرقه مع عمهم حران الذى ظل يخاطب كل واحد منهم باسمه ويقول له:"انت كنت فى العنبر اللى جنب الكومون روم وما كنتش بتفرّش البطانيه..وانت يا فلان كنت فى العنبر اللى جنب اودة الرؤساء وانت (ايوا) كنت واحد من الرؤساء وقبل ما يعملوك رئيس كنت فى العنبرالملاصق للمزيره. وهكذا ظل يذكر للكثيرين منهم مواقعهم فى سابق الايام وبينما الفرحة تغمرهم.فاجأهم احد رفاقهم لما جاءهم يحمل دفترا اخذ يقلّب صفحاته طالبا ممن لا تزال عليهم مبالغ مالية مستحقة للعم حران ان يقوموا بتسديدها قبل ان يقرأ اسماءهم فالاسماء لا تزال مدرجة فى ذلك الدفترالذى كان بين يديه ملوحا به امام جمعهم ذاك. استشاط العم حران غضبا وخاطب حامل الدفتر"انت جبت الدفتردا من فين؟ايه اللى دخلك ألأوده بتاعتى وتفتش اسرارى. دا دفتر انا محتفظ بيهوذكرى.. يذكرنى بيكم بس انا موش عاوزفلوس من حد فيكم"وما كان منه الاان خطف الدفترمن يد حامله ووقف بينهم خطيبا ودموعه تبلل جلبابه وهو يردد :"الحمد لله اللى مد فى ايامى لحد ما لاقيتكم مرة تانيه.انا كفايه علىّ انى لاقيتكم ومليت عيونى بشوفتكم .اناعفيت ليكم من زمان كل مليم نسيتو تدفعوهالى. كفايه علىّ نجاحكم والحمد لله انتو ماشاء الله لسّ بصحه وعافيه والله يرحم من فاتوا وخلّوا الدنيا الفنيه وسبقونا.. " وكاد الرجل يسقط ارضا من فرط الانفعال.. ورفض رفضا باتا ان يستلم المبلغ الكبير الذى جمعه ابناء "المك نمر" وحاولوا اهداءه اليه وتركهم فى مكانهم واسرع الى داخل غرفته التى تتوسط غرفتى الهاوسماستر والرؤساء واغلقها من الداخل فترة من الوقت .. وهو يردد من داخلها "كفايه علىّ انى شفتكم.. الحمدلله.. كفايه شوفتكم".. رحم الله الشيخ مصطفى حران فى الفردزس الاعلى. بين الشهداء والصديقين فقد كان فريد نهجه فى كل اقواله وافعاله.
فى ختام حديث الذكريات عن اولئك الكرام من الرجال الذين كان لهم نصيب فى تربية وتعليم الحنتوبيين جنبا الى جنب مع معلميهم ارجو ان اعتذر لمن لم ترد اسماؤهم بين من اسعفتنى الذاكرة بشىء مما اختزنته من سيرهم واخبارهم فلهم العتبى حتى يرضون. وليسمح لى اخى استاذ الاجيال الطيب على ان اسدى له من الشكر اجزله ومن التقديراوفره لما قام به وبذله من جهد عظيم فى ذكراسماء الكثيرين من العاملين الذين ساهموا باقداروفيرة من الجهد فى اثراء حياتنا فى ذلك المكان الطيب طلابا كنا اومعلمين واعنى جموع الاخوة الكرام الذين عملوا فى تجرد ونكران ذات فى ارجاء حنتوب الفسيحه.. رحم الله من انتقل الى رحاب ربه يجنى الخلد والاجر من رب غفور كريم وحفظ ومد فى ايام من لا يزال ينتظر.. ا
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.