دعت الأممالمتحدة عام 2003، قادة المجتمع الدولي لاوسع مؤتمر عرفته أروقة المنظمة الدولية منذ ناشتها عام 1945. الأجندة الهامة لتلك التظاهرة الدولية كانت ( تحقيق العدالة , الرفاهية الاجتماعية , الاهتمام بصحة الإنسان و البئية و المساواة الإنسانية. . المجتمع الدولي أعتبر هذه القضايا أولايات العمل المشترك الذي يفضي لتحقيق التنمية العادلة و السلام و الاستقرار العالمي . المجتمع الدولي أدرك إن الفقر الذي يجتاح نصف الكرة الأرضية في عصر العولمة و التكنولوجيا يشكل عار حقيقا للبشرية و يقف شاهدا علي غياب إرادة دولية ذات بعد إنساني قادرة علي ردم الهوة السحيقة بين الجوع و التخمة .في ذلك الإجتماع ، أجمع قادة العالم علي ثمانية أجندة باعتبارها أهدافها الألفية الثالثة من أجل مجتمع دولي خالي من الحروب و الغبن و الإستغلال . الأهداف التي اتفق عليها و مازالت عالقة هي:مدافعة الفقر و الجوع , توفير التعليم الأساسي, المساواة بين الجنسين في الحقوق المدنية , الاقتصادية و السياسية , و تمكين المرأة, تخفيف وفيات المواليد, الحافظ علي حياة و صحة الأمهات, محاربة الإمراض الفتاكة , الحفاظ علي البيئة و الشراكة العالمية للتنمية. هذه الأهداف ما زالت تراوح مكانها دونما اختراق حقيقي يبرهن جدية و فعالية المجتمع الدولي للإيفاء بالتزاماته تجاه الشعوب التي تعاني مشاكل جسمية تكاد تصيبها بالشلل التام. العالم الأول كان معنيا بدفع هذه الأهداف باعتبار إمكانياته الاقتصادية و التقنية و تقدمه الاجتماعي و السياسي ، غير ان سياساته منذ 2003 عطلت هذه الأجندة. غزو العراق ، أفغانستان و ليبيا الفوضي الشاملة التي حدثت من جراء ذلك،عجز المجتمع الدولي إزاء الجرائم الإنسانية في سوريا، و فلسطين. المحاولات المستمرة لزعزعة الأوضاع في السودان ,باكستان , مصر, إيران, فنزويلا و معظم دول العالم الثالث, كل هذه المشاكل , تزيد معدلات الفقر , تعطل عجلة التعليم , تهدد حياة الأطفال و صحة الأمهات و توقف عجلة التنمية الاقتصادية و المجتمعية ، تعطل برامج تمكين المرأة و المساواة في الحقوق المدنية و السياسية و الاقتصادية و تفرخ الإرهاب و تهدد السلام العالمي . في ظل الراهن الدولي، يستحيل تحقيق أهداف الألفية من خلال إرادة دولية فاعلة و بالتالي تبقي مسئؤلة كل دولة وطنية واعية راعية لمواطنيها بما يرضي الله و الناس العمل الجاد لتحقيق هذه الأهداف النبيلة و التي تشكل حجر الزاوية للسلام الاجتماعي و الاستقرار السياسي لكل دولة. السودان وضع هذه الأهداف ضمن خططه الإستراتجية منذ تواضع المجتمع الدولي عليها لكن ليس هنالك برامج حقيقة في إتجاه تنفيذها علي ارض الواقع.لو أراد السودان سلاما واستقرارا و امنا و تراضيا وطنيا، يبقي لزاما علي الحكومة الاتحادية و حكومات الولايات في السودان العمل الجاد لجعل هذه الأهداف واقعا ملموسا يخفف الفقر ، يجفف البطالة ، يوفر التعليم ,الصحة , الأمن , الرفاهية , يحافظ علي صحة إلام و الطفل و البيئة و يعزز المرأة في المجتمع و بالتالي يرسي قواعد دولة عصرية مسؤولة متوافقة الإرادة تشكل إضافة قوية لإقليميها و المجتمع الدولي و تسهم وافرا في عمارة الأرض و سعادة مواطنيها. [email protected]