عمرو بن عبدالعزيز الخليفة النابه للمسلمين في وقت الإزدهار الإسلامي .. جاء مبعوثاً من أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه أميرا وحاكماً لمصر .. أرض الكنانة ، وبعد مضي وقت علي قيامة بإعباء الحكم خبر أهلها يقيناً .. قيمهم وثقافتهم وتقاليدهم وسلوكهم ، ما يفرحهم وما يبكيهم .. ما يوترهم وما يجعلهم معتدلي المزاج والوجدان ..!! ، فوصفهم وصفاً دقيقاً ، يمكن لأي شخص أن يتحقق من ذلك بعد التعامل مع أهل مصر .. فذكر أن أهل مصر (قوم يجمعهم المزمار ويفرقهم الصوط .. الكرباج كما يقول المصريين) ، وهو مايفسر حالة التصديق (الجمعي) لما يقوله نجوم المجتمع المصري فيتم تصديقة جملة حتي ولو كان خيالياً ، لا يتحقق أحد مما يقال ، فيأخذونه حقيقة كاملة غير قابلة للنفي وهذا الراى الجمعي كما ذكرت يفسره ذلك الوصف للخليفة (عمر بن عبدالعزيز) .. الغناء يجمع كل الناس من دون تباين في الرأي ، والكرباج يفرق كل الناس دون ان يتصدي له أحد ..!! ، هذه الخلفية لتحسين المشاهدة والإستماع لما يروج له أشقائنا بشمال الوادي عن ما وجدوه عقب مباراتهم مع الجزائر .. فقد تابعت القنوات المصرية منذ الصباح الباكر كعادتي منذ أن أعلن عن المباراة (الفيصل) بالخرطوم ، ظللت متابعاً لقنوات .. الحياة الأولي والثانية والمحور والقناة الرئيسية والنيل الرياضية ودريم الأولي والثانية .. وهالني ماسمعت حقيقة ، تلك التلفزيونات أجرت مقابلات عقب وصول الطائرة الأولي لمطار القاهرة لأخذ إفادات حول ما حدث بالخرطوم عقب المباراة وكان من أبرز المتحدثين لقناة الحياة حسب ماذكره المذيع .. محمد فؤاد (فنان كبير) و(فنان) آخر لا أذكره ..!! ، ومحمد فؤاد قال : ان الأمن السوداني كان متواطئاً مع الجزائريين وظلوا يشاهدون تهجم الجمهور الجزائري علينا دون ان يتدخل ، وأكثر من ذلك إنهم إحتموا بمكاتب (شركة طارق نور للدعاية والإعلان) فتم تكسيرها تماما وأن مكاتبها لا تصلح للعمل مرة أخري أبداً .. أبداً والأمن يشاهد دون أن ينبس ببنت شفة ..!! ، وبالهاتف من الخرطوم تحدث الفنان (إيهاب توفيق) صاحب أوبريت (مصر المؤمنة .. للشيخ عبدالرحيم البرعي) بقوله (أنهم دخلوا في مهزلة كبيرة جدا كأنهم في حرب مش مباراة كرة قدم) ، وأن السلطات السودانية أدخلتهم لداخل الطائرة منذ الواحدة صباحا وحتي هذه اللحظة (الثامنة والنصف صباحا) من غير أن يسمح لهم بالخروج أو دفع الطائرة للمدرج الرئيسي لتغادر..وكل ذلك الوقت من دون طعام أو شراب..!! ، مستوي من الكذب غير معهود .. ولئن أراد الإخوة (مازلنا نقولها .. إنهم إخوة لنا) في مصر يودون تبرير هزيمتهم في مباراة الإنتقال لجنوب أفريقيا يجب ان لا يكون علي حسابنا ، يجب الإعتراف بتقصير لاعبيهم الذين لم يتمكنوا من الوصول لمرمي الفريق الجزائري .. والكل شاهد ذلك بوضوح ..!! ، الرياضة يجب فيها الإعتراف بالخطأ لتصحيح المسار لا تعليق الإخفاق علي الآخرين ..!! ، نحن هنا بالسودان يعيش بيننا أكثر من مليون مصري في كل مدننا .. يعملون بكل المهن التي يعمل بها العامل السوداني لم يتضجر أحد .. هم معنا في مواصلاتنا العامة وبمساجدنا ومطاعمنا ، لم يتعرض مصرياً لأذي من سوداني ، هم إخوتنا .. نحن نعتبرهم كذلك ..!! ، غير أنهم سيذهبون لتبرير تلك الهزيمة ولو كانت آليات تحقيقها بالكذب الصريح ومن نجوم المجتمع المصري الكبار ، يبدو أن الإخوة في مصر ليس لهم حدود في التبرير للهزيمة التي هي في المعيار الرياضي عاديه ، فليس منطقياً أن لا يكون هناك منتصراً وآخر مهزوم ، فلماذا لا يتم تقبل الهزيمة بذات روح الإنتصار ..؟! ، لماذا يكذب أهل مصر هكذا ..؟! ، لماذا يفتئتون علي ماقوبلوا به من كرم وترحيب .. لماذا هذه الإساءه للإحسان .؟؟! ، فبعد متابعتي لقنوات مصر (الشقيقة) .. ذهبت فوراً لشركة (طارق نور .. للدعاية والإعلان) ولم أجد فيها شيئاً مما قاله فنان مصر الكبير (محمد فؤاد) بأن الشركة تهشمت ولم يبقي منها شيئاً .. لماذا يانجم ياكبير .. لماذا الكذب ..؟! ، ألم تسمع بأن المؤمن لا يكذب .. لا أظنك سمعت ..!!