بسم الله الرحمن الرحيم خطاب إلي السيد / الأخ رئيس الجمهورية : عمر حسن أحمد البشير- حفظه الله ووفقه السلام عليكم ورحمة الله الموضوع: (الجفلن خلّهن أقرع الواقفات) وبعد فإني كنت قد أعطيت بعض الإخوان مذكرة لإيصالها لكم، وكان ذلك عام 2004م فيما أذكر، ومما كان فيها هو الاهتمام بتنمية دارفور بما يوجه للجنوب من أموال بغرض جعل الوحدة هي خيار الجنوبيين، باعتبار أن القواسم المشتركة بيننا والجنوبيين غير متوفرة، ولن تكون هناك وحدة أبدا بسسبب تلك الأموال التي ضخت في الجنوب، وأن توجيه تلك الأموال لتنمية دارفور هو الأصلح لكثرة القواسم المشتركة بين بقية أجزاء السودان ودارفور، ولكن لم ير ذلك الكلام النور ومن ثم دخلنا في الظلمات التي لم نخرج منها بعد، وقد رأيت هذه المرة أن أبعث بهذه الرسالة والله أسأل أن تجد طريقها إليكم، وتملوا بما فيها من مقترحات . هذا العنوان ( الجفلن خلهن، أقرع الواقفات) هو عنوان معبر جدا، وإذا أردنا تأصيله ، قلنا هو عملية حجر صحي، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 5396 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال سمعت إبراهيم بن سعد قال سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ) . فقلت أنت سمعته يحدث سعدا ولا ينكره ؟ قال نعم (صحيح البخاري ط ابن كثير (5/ 2163). ولا شك أن الطاعون الذي أريد الحديث عنه هنا يجمع بينه وبين الطاعون المرض وجه الشبه الذي هو الموت والخراب والخسار والبوار وكل المعاني السالبه. الطاعون الأول: إهمال التعليم العام أنت تعلمون أخي الرئيس خلال ثقافتكم الدينية التي ما توفرت لأي رئيس سبقكم، أن العلم هو العتبة الأولى لمن أراد النجاح الدنيوي وهو كذلك أول درج السلم الأخروي وهذه المعلومة ليست بخافية عليكم، وحال بعض الدول التي لا تعرف بعض شعارتنا مثل (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه) أكبر دليل على أثر العلم، وهي أمور لا محاباة فيها، فمن اهتم بالتعليم وجد ثماره عاجلا وآجلا، وحال التعليم العام في البلاد عموما أمر معروف ، وخاصة في دار فور التي لا أزال فيها منذ 1999م ، أستاذا بجامعة زالنجى ثم جامعة نيالا حاليا، فالمعلمون لا يصرفون رواتبهم شهور عديدة، ومن بعض مما حكاه لي بعض الإخوان أن معتمدا أو غيره أخذ رواتب المعلمين وذهب مع حاشيته ليحضر احتفالا في دولة مجاورة ، ولما سئل عن ذلك قال إن التعليم ليس أولوية عنده!!! ، ولماذا الذهاب بعيدا، فقد كانت سياسة السيد الأخ والي ولاية جنوب دارفور تقول لا أولوية تقدم على الأمن، ولكن الأمن هذا سلعة غالية ولا يريد أحد شراءها، وقد ذكر أهل السير والتاريخ أن عمر رضي الله عنه طلب منه أحد ولاته ميزانية من بيت المال لتحصين مدينته ، فرد عليه أن يحصنها بالعدل، ولعلها رسالة لا تحتاج إلي شرح. إن ما يسخر من أموال لجلب الأمن لو سخر في التعليم لما كان هناك من يكدر صفو الناس ليلا أو نهارا، فنحن نحارب ثمار إهمالنا التعليم العام، فعدم الاهتمام بالتعليم هو الحاضنة الولود لكل المصائب التي تصيب المجتمعات خاصة في دارفور، وإن من جفلوا وسببوا لنا المتاعب، فهؤلاء عندما نجعل كل همنا أن نرضيهم ونعيدهم دون الاهتمام بالحاضنة التي تفرخ أمثالهم، فعندما يعودوا ستخرج معارضة أخرى وهكذا دواليك ، وهو الواقع الذي لا يحتاج إلي دليل وليس يصح في الأفهام شيئ *** إذا احتاج النهار إلي دليل الطاعون الثاني: التعليم العالي ولعل هذا هو الباعث لكتابة هذه النصيحة ، فكل من سألت عنه من إخواني الأساتذة في جامعة نيالا قيل لي إنه ذهب للمعاينة بالخرطوم لجامعة كذا وكذا ولا غرابة في فإن مديرنا الأسبق نفسه قد وجد فرصة فترك الجامعة. أقول يا أخي الرئيس إن من جفل من هؤلاء لا يمكن أن يعود ولكن أرجو ثم أرجو الاهتمام بالباقين ، وقد حدثني بعضهم أن رواتبهم إذا بلغت ماهو مقترح ؛ فإنه لن يخرج من البلد، رغم أن هذا يمثل ربما ثلث ما يجده هناك، وأقول لك يا أخي الرئيس إن التاريخ سيسجل عليكم أن عددا ضخما من الأساتذة غادروا في عهدكم ، وهذا منقصة كبيرة في حقكم، فأنتم جئتم إنقاذا كما هو مرفوع في الشعارات،فأرجو تطبيق ما هو مقترح بحقنا،ولعلنا لو نظرنا للأمر بمفهوم أحد وزراء المالية السابقين بأنهم يصدرون المنتجات الزراعية ومن ضمنها الأساتذة!!! حتى بهذا المفهوم فأنت محتاج للاهتمام بالأرض التى تعطيك ما تصدره ، ولو لم تفعل لن تجد ما تصدره، وهذا يعني توقف هذا المورد العذب بعد ذهاب كل الخبرات التي تنبت الأساتذة الذين يصدرون. الطاعون الثالث: غياب الخدمات خاصة الكهرباء في مدينة نيالا أنا موجود في مدينة نيالا منذ 2011 وقبلها في زالنجى، فالكهرباء لا تعرف نهارا أبدا وفي الليل لساعات معدودة، بل أحيانا يوما كاملا لا تراها، وهذا من الأمور التي تجعل الكثير من الشباب- إضافة إلي عوامل أخرى- يفكرون في ظلام التمرد بدلا من ظلام المدينة، ففي ظلام التمرد ربما يجاء بك يوما نائبا للرئيس ! فأرجو الاهتمام بأمر الكهرباء في مدينة نيالا، فإننا نهدر وقتا كان يمكن أن يستفاد منه. وهناك الكثير من الطواعين ، ولكني أكتفي بما ذكرت ، ولعل فيه ما يؤدي الغرض ويشفي المرض بإذن الله، وقد قيل خير الكلام ما قل ودل والله ولي التوفيق د. عبد الحكم عبد الهادي أحمد العجب جامعة نيالا – كلية التربية – ت 0124815815 – عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.