بسم الله الرحمن الرحيم حزب الشعب البيان التأسيسي الحمد لله القائل ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) 25 الانفال منذ فجر الاستقلال تعاقبت على بلادنا السودان حكومات حزبية عديمة الرؤية ، ضعيفة الإرادة، متنازعة الولاء وعبثية الممارسة،و حكومات عسكرية شمولية الحكم ، عشوائية القرار ، همجية الإدارة و ديماغوجية الخطاب. بإستثناء حكومة الزعيم إسماعيل الازهري الاولي ، ساهمت جميع الحكومات في غياب المسلمات الوطنية ، طمس الهوية السودانية ، تعميق الخلافات ، توسيع بور النزاعات و الحروب و فشل التجربة الديمقراطية. الحكومات المتعاقبة بشقيها الحزبي و العسكري ، وفرت أرضية خصبة للاستبداد والاستفراد و إنهيار أجهزة الدولة و أستمراء التجارب الفاشلة. ما من نظام حكم السودان ، ديمقراطيا كان او عسكريا إلا كان امتدادا لسابقه في نهج الحكم الشمولي وهيمنة المحاسيب و اهل الولاء على اجهزة الدولة واستشراء الفساد والمحسوبية و خراب الذمم و بيع الضمائر ، و غياب العدل و الشفافية. ما من نظام حكم شعبنا إلا و حرم أبناء السودان من حقهم المشروع في التمتع بخيرات البلاد و عمق الفروق الاجتماعية ووطن الفقر في المجتمع. ما آلت اليها بلادنا من هزلية الممارسة السياسية و عبثية التعامل مع قضايا الدولة والامة شاركت فيها كل القوي السياسية السودانية دون إستثناء. هذا الضعف و الإهترار والتآكل المستمر لجهاز الدولة يتحمل مسؤوليته جميع ساسة السودان و ما شهدنا الا بما عملنا و كنا للغيب حافظين.حكومة الامة القومي و الاتحادي الأصل عام 86-89 برئاسة الامام الصادق المهدي غرقت في خلافاتها الحزبية و افرغت التجربة الديمقراطية من مضامينها و مهدت لإنقلاب الإنقاذ. الامة القومي و الاتحادي الاصل بقدر ما فشلا في الحكم فشلا في المعارضة و أشعلا نار الصراع العرقي و استنا العمل المسلح و حرضا دول الجوار و سوقا حق تقرير المصير . حزب الامة القومي و الاتحادي الاصل قادا اكبر تحالف معارضة في التاريخ السودان مكون من أحد عشرة حزبا و واحد و خمسون نقابة و رهنا هذا التحالف لاجندة الحركة الشعبية للتحرير السودان خلال ستة عشرة عاما من اكتوبر 1989 الي يناير 2005 تاريخ نيفاشا المشؤومة. الحزب الشيوعي و تحالف قوي الأجماع ليس إستثناء من مسيرة الإنبطاح لاجندة الحركة الشعبية و إدمان الفشل السياسي و إجترار الاخطاء المدمرة للوطن . ومازالت هذة القوي ترواح مكانها دعما و سندا لكل ما يفتت عضد الدولة و يزهق روح القومية السودانية.هذة القوي البائيسة بصمت علي نيفاشا وأعترفت بشرعية حكومة البشير و دخلت مؤسسات النظام و ظلت داخل هذة المؤسسات داعمة لاجندة الحركة الشعبية و ايدت قيام الانتخابات في موعدها المضروب في عام 2010 و ناضلت لقيام الاستفتاء 2011 ، بل كانت تحذر من مغبة تاجيل الانتخابات و الاستفتاء. هذة القوي الان تتنكر لذلك و تدعي عدم شرعية النظام و تحرض لمقاطعة الانتخابات و تعطل مسيرة الحوار بحجج واهية لانها لا تملك حلول ناجعة لقضايا امتنا و شعبنا. حزب الشعب إذ ينشط ذاكرة شعبنا عن الاخطاء الجسيمة للقوي السياسية لا يتغافل اخطاء حكومة الأنقاذ و خصوصا في سنواته الاولي ( سنوات شيخ حسن الكالحات ). الأنقاذ رهن الدولة للحزب للحاكم و جعل الحزب وكرا للمكر السياسي، عطل مسيرة التطور الديمقراطي ، أشعل نار الصراع الديني ، ايقظ فتنة الجهويات و القبليات، ذوب حزب الجبهة الاسلامية في جهاز الدولة و أنهي مهنية و قومية المؤسسات و قدم الولاء الحزبي علي الكفاءة و المعرفة مما ضعف الانتماء القومي و فتح الطريق امام سلطة القبيلة و التي تزحف بسحابته الداكنة لإبتلاع الدولة القومية. الإنقاذ أرتكب أخطاء مروعة خلال ربع قرن من الزمان لكننا نعترف أنه منذ غياب الشيخ 1999 ظل يوسع دائرة الحوار مع القوي السياسية و يقدم تنازلات و يظهر رغبة في الوصول الي حلول قومية و تراضي علي شراكات ضعيفة .غير أن هذا التحول كان سالبا إذ فتح شهية القوي السياسية للمحاصصة و تورم الجهاز السياسي بما لم يسبق له مثيل في تاريخ الامم حتي ان عدد الوزراء و الدستورين في السودان يفوق عددهم في دول الاتحاد الاوربي مجتمعة.ايضا هذا التحول النسبي نحو التعددية لم يفضي الي وفاق قومي لان بعض القوي السياسية المعارضة لا ترغب في حلول مع الانقاذ بل تتطلع لاسقاطه دون ان تملك آليات ذلك الحلم. حزب الشعب لا ينظر الي قضايا شعبنا كما المؤتمر الوطني بعين الرضي الكليلة عن كل عيب و لا بعين سخط المعارضة التي لا تري إلا المساؤي بل ينظر الي الاشياء بعين العقل التي تري الاشياء علي حقيقتها و يتعامل معها بالواقعية و الموضوعية لذا يحذر المعارضة و الحكومة من مغبة العبث و الاستهتار السياسي و المكائد التي قد تودي الي الانهيار الكلي للدولة السودانية .أمامنا ما آلت اليه من دمار و خراب دول قريبة منا عزيزة مثل العراق ، ليبيا ، مصر و سوريا و بالتالي الغرق في مستنقع الموت و اتون العنف المريع ليس ببعيد اذا لم نعجل بتدابير واعية مسؤولة و وطنية توقف وتيرة الانهيار. خوفا علي السودان و حرصا عليه ، حزب الشعب يدعو الي تعليق ما يسمي بالحوار الوطني و تاجيل الانتخابات حتي أبريل 2017 لضمان انتخابات نزيهة و شفافة و مراقبة دون محاصصة يكون فيها القول الفصل لشعب السودان. حزب الشعب ايضا يدعو الي إجراء تعديل دستوري يمد دورة رئيس الجمهورية حتي ابريل 2017. هذا يتبع بتواضع المؤتمر الوطني في المرحلة القادمة علي حكومة كفاءات وطنية مصغرة و فعالة تسمي حكومة بناء دولة الوطن وفق برنامج وطني قومي ملامحه: اولا: إعادة بناء مؤسسات الدولة السودانية ( الخدمة المدنية ، السلك الدبلوماسي ، القوات المسلحة ، اجهزة الامن ، الشرطة ، القضاء و التعليم العالي ) علي اساس المهنية و القومية و الرضي الوظيفي و الولاء المؤسسي و الانتماء للوطن. ثانيا: بناء إقتصاد وطني متين قائم علي مواردنا الحقيقية التي لا تنضب ولا ينافسنا فيها أحد و لايستغني عنها في الاسواق الاقليمية، اقتصاد يقوم علي الحيوان و الزراعة. ثالثا: إعادة النظر في النظام الاداري الاتحادي بما يقصر الظل الاداري ،يقلل الهياكل و يخفف الانفاق الحكومي ، و يحد من العرقيات و الجهويات و يساعد في بناء قومية سودانية متينة. رابعا: رسم سياسة خارجية واعية و مسؤولة تراعي مصالحنا و قيمنا و تبني علي اساس حسن الجوار و الفوز المشترك مع العالم و الفعالية الايجايية زاء قضايا العالم و الاقليم. خامسا: تحقيق سلام عادل و دائم يضع حدا للنزاعات و الاطماع. سلام متين أساسه الاعتراف و القبول و التعايش و المساواة و العدالة الاجتماعية سادسا: بناء نظام سياسي ديمقراطي تعددي قوامه احزاب حقيقة ذو ثقل جماهيري تنأئ عن المحاصصة . نظام سياسي قائم علي التبادل السلمي لسلطة الدولة و الحزب و حكم الاغلبية النيابية و ترسيخ حكم القانون واعادة هيبة و سلطان الدولة. سابعا: الترتيب الدقيق تنظيما و تمويلا لانتخابات برلمانية و رئاسية نزيهة و شفافة مراقبة دوليا و إقليميا مع تمكين القوي السياسية من حق و مقومات المنافسة الشريفة في جميع المستويات. حزب الشعب اذ يتقدم اليوم في ظل المساحة المتاحة من الممارسة سياسية و ان لم تكن رشيدة لن يألوا جهدا في الدفاع عن الحرية والحق والعدل كرامة شعب السودان. حزب الشعب يؤكد سعيه المضني من اجل بناء نظام سياسي ديمقراطي قائم علي التبادل السلمي لسلطة الدولة و الحزب و ترسيخ حكم القانون واعادة هيبة و سلطان الدولة . حزب الشعب يدعو الي إصلاح دستوري ،سياسي ، اجتماعي ،ثقافي وحزبي شامل يرسخ التجربة و يصحح المسار الديمقراطي و يمكن شعبنا من حقه في اختيار حكومة ديقراطية تحكم بالعدل و العقل ومعارضة رشيدة تصوب الاخطاء بالحكمة و توفر البديل الوطني حال فشل الحكومة المنتخبة . حزب الشعب يبتدر مسيرته في هذا المنعطف من تاريخ بلادنا و كله ثقة في الله ثم في قدرة شعبنا و همة شبابنا المبدع المجدد المؤهل لمواجهة التحديات و القادر علي تحقيق طموحاته المشروعة في العدالة والحرية والكرامة والاستقلال الوطني في ظل نظام سياسي مدني ديمقراطي. و علي الله قصد السبيل 19 فيراير 2015 أبو الوليد عصام خالد الخزرجي الناطق الرسمي للحزب الشعب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.