عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. (1) دشن الشاعر كامل عبدالماجد مجموعته الشعرية الجديدة: حدّها متين الحرابة... برعاية منظمة مسارب للتنمية والثقافة والابداع وبنك المال المتحد، وذلك في قاعة الصداقة ، يوم الإثنين الموافق 16 فبراير 2015. . كان "سيد الإسم" إسماً أطلقه الشاعر في عصره الرومانسي الأول، على محبوبته. . غير أننا ارتضينا أن نطلقه على صديقنا الشاعر المجيد كامل عبدالماجد. ."سيد الإسم" . . ولكن "سيد الإسم" هذه المرّة ، هو إسمُ الاستحقاقِ لوطنٍ أحببناه إلى أقصى درجات الجُرحِ، عشقناهُ إلى عمقٍ لم تبلغه أبداً أزماته. . توحّدنا معه حتى بلغنا عتبات التباعد. . تآلفنا فيهِ إلى حدودِ الانشطار. . (2) كامل.. شاعرنا الكبير، لن يبتسم هذه المرّة ، فدنياهُ كادت أن تنقسم ، وملامحُهُ كادتْ أن تتبدل.. إذ النزفُ لم يتوقف عند محطة، أو يتبدّد عند وسيط، أو حتى ينزاح عند اتفاق. كلا. . ! إنهُ نزفٌ مستدام، كأنهُ بلا نهايات.. فامتلأتْ دنيا الشاعرِ دموعاً، ووجدانه حزنا ، ثم نظر إلينا وحدّث، ثم قال: "حدّها متين الحرابة" . . ؟ كامل شاعرنا الكبير، ينطق بقلبٍ وطنيٍّ صادق ، وليس بلسان شاعر مُجيدٍ فحسب. تسمعه يستلهم من رواسخ الشعر الشعبي، من شيخهِ الحردلو الكبير : الشم خوّخت والغيم ربَط وانشرّا والوابل هطل والكان يباب اخضرّا الصيْد في (كَفوت) 1 الليله مارق برّا وشوف عيني الحًمَام عاد ليك بعد ما فرّا ××× الوادي انسرف شارف نيالا ومرّا وفي الجبل القريب والبرتكان إحمرّا ازدانتْ ( قلول) والسوق تنامَى وشرّا وفي دارفور عموم توب السلام انشرّا أيّ بكائية نظمت ، أخي كامل. . ؟ أيّ شعر نظمت في مجموعتك الشعرية : "حدّها متين الحرابة. . " ؟ (3) عرفنا كامل آخر عهده في جامعة الخرطوم، ونحن أوّل عهدنا بها. نتحلّق حول عِقدِ الشعراءِ الشباب أوانذاك، المُلهَمين لجعلِ القصيدة بلسماً لأدواءِ الوطن : علي عبدالقيوم. عبدالباسط سبدرات. مبارك بشير، ولفيف من أصدقاء القصيدة من طلاب الجامعة في تلكم الأيام البهية. كتبوها بالفصحى كما بالعامية. "بسيماتك" من نظم علي عبدالقيوم ويموسقها العملاق وردي. "رجعنالك" من سبدرات الشاعر الوزير، تداعب أوتار بشير عباس، فتطربنا بها بلابل طلسم. "عويناتك ترع لولي وبحار ياقوت" من مبارك بشير، يخلب ألبابنا بها المطرب الموسيقار محمد الأمين. أما كامل، فهو واسطة العقد الشعري، وإن نظم الفصيح لكنه شقّ طريقَهُ فسيحاً، بعاميةٍ تفرّد بها قاموسه الشعري، منذ رائعته الأولى : "تقول أهلاً..". عند الراحل أحمد الجابري، خلدتْ "سيد الإسم"، وعند الرائع دوماً حمد الريح، هيَ النسائمُ تعبث بِ "تايه الخصل". ولكامل غير هاتين القصيدتين الرائعتين، العديدُ مِن قصائدِ الشعرِ الغنائي بالعاميةِ الرصينةِ، لكن هاتين القصيدتين بقيتا رايتين تعلقتا على قمة شعر كامل ، بل هما منارتان تدلان على شاعر رقيق الشمائل، بديع النظم، جميل المعاني. وإذ ينزف الوطن من خاصرةِ دارفور، أقول ل"سيد الإسم" ول"تايه الخصل" : قفا نبكِ يا حسناوين مع كامل عبدالماجد. . قِفَا نَبكِ مِن ذكْرَى بِلادٍ ومَنزَلِ بطرفِ الجِنيْنةِ أو بِدينارِها عَلي ترَى أثرَ اليوناميدِ في عَرَصاتِها وقيعانِها كأنّهُ سُمّ حَنظلِ فالذي أبكى امرأ القيس، قد أبكى شاعرنا كامل: ذكر ديار صارت بلقعاً، وردد فيها الموت أغانيه. . تلك هي دارفور. هي الجرح الذي ألهم شاعرنا قصائد حزنه الكبير: "حدّها متين الحرابة..؟". وظني أن المبدع الصادق لن تغيب عن وجدانه الجراحات تنزف دماً حوله، ثم لا يحرك قلمه يسهم بأقل بلسم، أقل ترياق وأقل دواء، لينبه إلى أن الحياة ممكنة دون اقتتال، وأن سبل الحوار بالحجة والمنطق أدعى لحل معضلات الوطن، من الركون إلى الرشاشات وحاملات القاذفات . هنيئاً لنا بكَ، أخي كامل شاعراً مجيدا صادقا. حزنّا معكَ مثلما فرحنا بك، فأنتَ في الوجدان : "كامل" الدّسم . . الخرطوم- 25 فبراير 2015 /////////