بتاريخ 6/3/2015، شاهدت حلقة تلفزيونية من برنامج ساعة شباب في الفضائية القومية السودانية ، البرنامج كان عكس البرامج الحوارية ، فقد كرس وجهة نظر أحادية ، فمقدم البرنامج والضيوف الثلاثة ، وهما رجل وشاب وصبية ، وكل أصحاب الاتصالات الهاتفية قد أجمعوا على رفض ظاهرة الهجيج والغناء الهابط والأغاني الغربية والأجنبية في حفلات التخريج التي يقيمها بعض السودانيين للخريجين في كل المراحل العمرية ، ابتداءاً بحفلات تخريج أطفال الحضانات وروضات الأطفال مروراً بتخريجات المراحل الثانوية وإنتهاءاً بحفلات التخريج الجامعية والتي يتم في بعضها القيام بطقوس الجرتق وتخضيب الايادي بالحنة السودانية ويؤدي فيها الخريجون والخريجات رقصات حبشية وأجنبية! وقال بعضهم إن ذلك دليل على وجود سقطات أخلاقية وغلطات تربوية وأن ذلك يعمق الفوارق الطبقية ويعقد الخريجين الذين يتم تخريجهم في حفلات التخريج الجامعية وكأنهم عرسان في عروس جماعية ، بينما يتم نشر فيديوهات الخريجين والخريجات أصحاب الخلفيات البرجوازية ويكتسبون شهرة محلية وعالمية وطالب بعضهم بسن قوانين عقابية وتمكين البعض من فتح بلاغات هجيج ضد حفلات التخريج وإصدار غرامات جنائية على صالات استضافة الحفلات التخريجية! تعليق من عندنا: أولاً: من الناحية العملية ، يُعتبر الخريجون غير خاضعين إداريا للجامعات التي يتخرجون منها بعد حصولهم على الشهادات وفك البيرق ومغادرة البوابات الرئيسية، وبإمكانهم أن يحضروا حفلات تخريج منضبطة ورسمية داخل الجامعات السودانية ثم يذهبوا إلى بيوتهم أو للصالات الاحتفالية ويقوموا بخم رماد التخريج بطريقة فوضوية تعبر عن حالتهم النفسية وفرحتهم بالتخلص من صداع المذاكرة اليومية والشعور بالدخول إلى عوالم الحرية! وكل من زار اليوتيوب وكتب (حفلات تخريج سودانية) سيشاهد عشرات الفيديوهات الراقصة على الأنغام الأجنبية والسودانية والحبشية والمصرية والتي تنتشر بعد ذلك انتشار النار في الهشيم بفضل الجوالات الواتسابية ووسائل التواصل الاجتماعية علماً بأن البعض قد كتب عدة مقالات إسفيرية هاجم فيها بعض حفلات التخريج الجامعية الرسمية وقيام الطلبة بالتلوي والهزهزة على الطريقة الحبشية على أنغام موسيقية أمام المدرسين والعمداء والمشرفين عند استلام شهاداتهم التخريجية وسط ابتسامات وضحكات ترحيبية وتشجيعية من أولياء الأمور ومن هيئات التدريس الجامعية! ثانياً: ليس هناك نص شرعي قطعي يحرم الغناء والرقص، وكل القبائل السودانية لديها أغاني ورقصات شعبية ومنها على سبيل المثال رقصة السيوف الهدندوية، والعرضة الجعلية والكمبلا النوباوية وليس هناك مقياس محدد لقياس الهبوط الغنائي مع العلم أن معظم ألحان المدائح النبوية السودانية الحالية مسروقة من أغاني هجيج بناتية بل أن هناك كثير من الفنانين الرجال صاروا يغنون بالدلوكة وعلى أنغام وألحان شبه حريمية! ثالثاً : كان من الممكن لمقدم برنامج الهجيج في حفلات التخريج أن يقدم البرنامج بنفسه فقط دون استضافة أي شخص فليس هناك أي منطق في أن ينحاز هو وضيوفه والمتصلين به لوجهة نظر أحادية ولا تتم استضافة أي شخص معارض أو حتى متحفظ في هذه القضية الهجيجية! رابعاً وأخيراً : إذا كان رأس المشروع الحضاري السوداني ، الرئيس عمر البشير لديه فيديو راقص في اليوتيوب يرقص فيه بحماس مع إحدى زوجاته وفيه حركات هجيجية ولم يقم تلفزيون السودان بانتقاده فلماذا يتم انتقاد حفلات التخريج الشبابية؟! وهل الرقص والهجيج حلال على أصحاب المشاريع الحضارية وحرام على خريجي الجامعات السودانية؟! فيصل الدابي/المحامي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.