الامم الناجحة والحضارات تتعلم من تاريخها كما يقولون. من الملاحظ فيما يكتب من مقالات السودانيين في المواضيع السياسية هو أن ما يكتب من تجارب سياسية في تاريخ السودان يأخذ الطابع الشخصي وتوجيه اللوم لهذا أو ذالك وكأن موضوع البلد ومآسيه موضوع صراع أفراد في موضوع زهيد. ما اتمناه هو النقد البناء لتلكم التجارب للوصول لحلول للمعضلة السودانية من تدهور لحال البلد والمواطن البسيط والذي اتمني أن يكون هْمّ الجميع بدلاً من جدل أفنديه يجلسون في مكاتبهم الفارهة في بلاد الغربه أو داخل السودان وعلي النت . اتمني أن يمدنا أحدهم عن عدد السودانيين الذين يمكنهم مطالعة ما يكتبون ,لان حسب علمي أن عدد هؤلاء اكثر ما يقال عنه انه وضيع جداً. الكتابه عن مشاكل الشعوب والاوطان وآلامها أكبر بكثير جداً من أن يتحول حديثنا ذلك الترفي لصراع وخلافات أفراد وتوجيه تهم لا تثمن ولا تغني من جوع وعطش وجهل وفقر وتشرد وطياع وطن ينزف لعقود من فشل النخبه السودانية التي أدمنت الفشل كما كتب الدكتور منصور خالد في كتابه بل صار الإدمان في إجترار ما نظن أن هذا أو ذاك هو السبب والساقيه لسع مدوره وأتمني أن تتوقف الي الأبد في هذا المقام وما أعظمه بمقام وأشرفه عندما يكون مقام بلدنا ذلك الحبيب. وكما قال شاعر الشعب مهذب أمامك يكون الكلام. وأنا أقول يجب أن يكون الكلام مهذب وبوقار وتجله وإحترام وبدون هرجله وهرطقه. فمن لا يريد أن يلتزم بذلك أماك وطن الشموخ فلا مكان له في وجدان وتاريخ البلد. (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ )-قرآن كريم. وفي هذا المقام كذلك أقول أن حال البلد صار لا يحتمل إلا أن يقال فيه : من أراد أن يقول شيئاً فليقل خيراً أو ليصمت . فالجرح عميق والنزيف شديد والأمر جلل فإما أن نكون أو لا نكون. أستحلفكم بالله أن يكون السودان في خلجات عيونكم وقلوبكم حينما تكتبون عنه.
وكما يقول إخوتنا المصريون الله يلعن الكان السبب. أظن انه آن الأوان لهذه النخبه أن تبدأ في علاج إدمانها لان الوطن ينادي وكأني اسمع صوته يئن من الالم ولا أكاد اسمع أنينه من ضعفه لان قواه خارت وكأني أسمعه ينطق بالشهادتين . فلقد أوصلناه جميعاً لحاله أقرب ما يقال عنها بأنها الموت أو النزعات الاخيرة قبل الموت. فهل لنا أن نترجل من جواد الفشل لنركب جواداً يسير بِنَا جميعاً لنبني البلد الذي قتلناه مِآت المرات لولا صبر اهلنا البسطاء في الإبقاء عليه حياً وصبرهم عليه. ألم نهرب منه لعوالم أخري ومن بقي منا في السودان لا يجد من ضنك العيش مثل ما يجده أهلنا البسطاء؟!. فهؤلاء هم أصحاب الحق. ونحن من إدعي زمام القياده فتركوها لنا بطيب خاطر وبساطة أهلنا لانهم كانو يرجون الخير منا لقلم وكراسه حملناها ولم تسعفهم الظرف بحملها. فأدمنا الفشل وما ذلنا. وسيبقي السودان بنا وبغيرنا نحن قبيلة ما يسمون أنفسهم متعلمين وصفوه وخريجين وضباط وعساكر من أقصي اليمين إلي اقصر اليسار وحتي داخل غابات وجبال بلادي. خيبنا ظنهم. فهل لنا من إعتراف ولو مره بأحقية هؤلاء لانهم الاصل والعود والساس ونحن الفرع. هل نحن أم هم النبت الغريب والمستغرب والمستشرق ؟؟!!!. هذا تعليقي لموضوع العم وهو فعلاً عمي_ (شقيق والدي) _د.أحمد الأسد "التأميم والمصادرة ردي علي البطل". ولقد اطلعت وفرحت جداً بالمهنية في رد البطل فوجدته فعلاً بطلاً في رده الراقي للعم احمد الأسد. وكما يقولون إثارة الغبار قد تكون علامة لنزول الغيث. الغيث أتي في رد د.احمد الأسد والذي بيّن فيه تأريخ وتوثيق لمرحله تاريخيه من حياة شعبنا يجهلها غالبية المثقفين وبالضرورة بسطاء بلدي وهم من يهمهم الامر. لقد كان المقال فعلا غيثاً واتمني ان يكون اول الغيث وكذلك اتمني من الله ومن العم احمد الأسد ان يواصل ويتابع معنا في كتابة الجزء او الاجزاء القادمة لنتنور جميعاً في موضوع ومرحله ابسط ما يقال عنها انها مرحله حساسه للغايه في تاريخ شعبنا,والتي يوجد حولها كثير من الضبابية وعدم الوضوح. لقد أتي الجزء الاول موضحاً لبدايات تلكم الحقبة من شخص كان في موقع يمكنه ان يملكنا حقائق غائبة عنا جميعاً. أكرر شكري للغبار الذي اثير وللأسد والبطل لبداية حوار وسرد لحقائق اتمني ان تفيد بلدنا الجريح. وللعم احمد اهديه هذا البيت: وَيُرهَبُ نابُ اللَيثِ وَاللَيثُ وَحدَهُ ** فَكَيفَ إِذا كانَ اللُيوثُ لَهُ صَحبا وللبطل اهدي هذا البيت : عَن ذا الَّذي منع اللُيوثُ كَمالَهُ ** يُنسي الفَريسَةَ خَوفَهُ بِجَمالِهِ وأخيراً أقول للجميع من أهل بلادي: وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق. عثمان مصطفي الاسد طبيب-الولاياتالمتحدة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.