يعرف مشروع الفيل الأبيض بأنه المشروع غير المجدي الذي تشكل حيازته عبئا أكبر من الفائدة العائدة منه. وقد كان الفيل الأبيض من الحيوانات المقدسة في تايلاند وبلدان آسيوية أخرى في أزمنة ماضية. كانت تربية الفيل الأبيض عملا مكلفا للغاية لأنه يتعين على مالك الفيل أن يوفر له أغذية خاصة ويتيح في نفس الوقت الفرصة للناس الراغبين في عبادة الفيل. وكان ملك تايلند إذا غضب من أحد رعاياه يقوم بإهدائه فيلا أبيض وكثيرا ما تعود هذه الهدية بالخراب الاقتصادي على متلقيها.شاع استخدام مصطلح الفيل الأبيض أو مشاريع الأفيال البيضاء لوصف المشاريع الخاسرة عديمة الجدوى الاقتصادية والتي كثيرا ما تتصف بالضخامة والتكلفة المرتفعة، ويكون وجودها طريقا للمزيد من الخسائر المادية واستحالة تصحيح وضعها. وأول استخدام مجازي لمصطلح الفيل الأبيض ورد في أواخر القرن التاسع عشر حينما وصف كاتب إنجليزي خدمات معينه بأنها "مثل كثير من الأفيال البيضاء التي لا يمكن أن يستفيد منها أحد" ، ومن ثم شاع استعمال المصطلح. وتنتشر مشاريع الأفيال البيضاء في القطاعين العام والخاص رغم أن القطاع الخاص بحكم منهجيته الربحية أقل عرضة للوقوع في مطب مثل هذه المشاريع.تظهر مشاريع الأفيال البيضاء للوجود نتيجة لسوء التخطيط أو للتفرد باتخاذ القرار أو للبحث عن المجد الشخصي والرضاء عن الذات أو لتحقيق منافع أخرى. أحد مشاريع الأفيال البيضاء التي أتوقف عندها أحيانا مبنى كبير في مدينة خليجية يتوسط سوق الخضار اقامته شركة زراعية خاصة لعرض وبيع منتجاتها من الخضروات. المبنى بطابقيه المرتفعين وواجهته الأنيقة وديكوره الفخم وإضاءته الجميلة كان يشكل إضافة جمالية كبيرة لسوق الخضار ولكن فات على من أصر على إنشائه رغم أنف الناصحين أن زبائن سوق الخضار يبحثون عن الخيارات المتعددة والجودة والأسعار الأقل فيجدون بغيتهم في المظلات الضخمة التي يتنافس تحتها عشرات ومئات الباعة في نفس السوق دونما حاجة لدخول مبنى الشركة الفخم الذي لا يمكنه البيع بنفس أسعار السوق من حوله بحكم ارتفاع تكلفة تشغيله. في النهاية توقف العمل في ذلك المبنى الجميل بعد أن أصبح العائد لا يغطي تكاليف الكهرباء وأجور العاملين فيه ومنصرفاته اليومية ، وبقي المبنى فيلا أبيض كبيرا في قلب السوق الشعبي. هناك مشاريع أفيال بيضاء كثيرة في بلادنا لكن يظل مشروع سندس الزراعي هو أشهر هذه الأفيال البيضاء وأكثرها إثارة للجدل. مناشدة: للقراء داخل وخارج الوطن للمساهمة في علاج مواطن (العم أزرق) الذي يعاني من الشلل الجزئي ولا تتجاوز تكلفة العلاج حاليا خمسة الف جنيه. أي مساهمة مهما كان حجمها ستساعد المريض وأسرته. العنوان بواسطة وكالة الوجيه للإعلان ، شارع الإرسالية ،أم درمان، هاتف: 0128012017 – 0906066333 بريد الكتروني [email protected] قبل الختام: اللافت للنظر عقب مسيرة المعارضة ظهور الكثير من قيادات الحزب الحاكم العليا والوسيطة وما دون الوسيطة على أجهزة الإعلام المحلية والخارجية وهم يتحدثون عن شرعية وعدم شرعية التظاهر ويقدحون في المعارضين حتى يخيل للمشاهد أو المستمع أن هؤلاء يشغلون مناصب رسمية في الدولة، وذلك في دلالة واضحة على التداخل بين الدولة والحزب، بين الحكومة والمؤتمر، وهي دلالة غير حميدة لا تبعث على الإرتياح لما هو قادم. (عبدالله علقم) [email protected]