كان صبيحة يوم الثلاثاء الماضي استثنائيا داخل صالة المغادرة بمطار الخرطوم ... مجموعة من الكتاب والصحفيين ورؤساء التحرير وبرفقتهم (تيم آخر) من الرياضيين كانوا علي متن الطائرة الفوكرز 50(الاسبشال إير) في اتجاهها الي منطقة بحر دار الاثيوبية حاضرة قومية الأمهرا التي تقع علي شاطئ بحيرة تانا منبع النيل الازرق ...الطائرة قام باستئجارها رجل الاعمال المثير للجدل أشرف سيد أحمد (الكاردينال) لاطلاع أهل الصحافة علي المشروعات الضخمة والاستثمارات التي أنجزتها شركات (مجموعة الكاردينال) في مجال السياحة وتشييد المنتجعات بجانب الاستثمار في المنتجات الزراعية والصناعية والثروة الحيوانية ومستخلصاتها ويبلغ حجمها قرابة ال400 مليون دورلارا ...الامر الذي يفتح الباب واسعا امام الظروف والدوافع التي جعلت الكثير من رجال الاعمال السودانيين الذين حاولوا (تشغيل) و (تدوير) رؤس اموالهم خاج السودان ... وهل حققوا أي نجاحات ؟ ولماذا (تخارجوا) من ارض الوطن؟ ... فالذاكرة لا زالت تحتفظ بعدد من التجار والمستثمرين السودانيين الذين حاولوا الدخول الي عالم ال(بزنس) في دول أخري رغم توفر المناخ الجاذب بالبلاد واتجاه الدولة لتسهيل فرص الاستثمار ومنح العديد من الميزات للمستثمرين الوطنيين والاجانب لاستقطاب رؤوس الاموال .. ولكن مع ذلك فضّل (أهل الدثور) مغادرة البلاد وحفظ أموالهم في دول أخري وفي مقدمة هؤلاء الملياردير السوداني في مجال الاتصالات محمد فتحي إبراهيم الشهير ب(مو إبراهيم) المقيم في بريطانيا وصاحب شركات (سيلتل إنترناشونال) والذي اطلق مبادرة لتحفيز ومنح جائزة قيمتها 5 ملايين دولار لترويج الحكم الرشيد في الدول الافريقية عبر مواصفات يضعها خبراء من جامعة هارفارد ... ومثله كمال حمزة أول من أسس بلدية دبي وهو مالك مبني السفارة الامريكيةبالخرطوم ويعد من أشهر رجال الاعمال بدولة الامارات العربية المتحدة ... أما صلاح إدريس فله الكثير من الاستثمارات الخارجية خاصة في إنجلترا - قبل وبعد دخوله للسودان- وهي تسمي عند علماء الاقتصاد ب(أف شور كومباني) أعمال تجارية خالية من الضرائب في البلد المضيف ...وكذلك أسرة كنجالي التي كانت تملك شركة (ترانز أرابيان) الرائدة في مجال الطيران الخاص وقد اشتراها صلاح إدريس وتستثمر هذه الاسرة في دولة مصر بل ان عدد الشركات السودانية في جمهورية مصر تصل الي قرابة ال123 شركة تعمل في مجالات المقالات والتجارة البحرية مثل استثمارات آل الميرغني وشركات مبارك الفاضل وأخري تعمل في انتاج اللحوم مثل شركات القوصي وهو مستثمر سوداني له الكثير من الاعمال التجارية بالقاهرة وقام بتعميم ونقل التجربة للخرطوم ومن أبرزالسودانيين الذين بدأوا في الاتجاه نحو الاستثمار في الدول الاخري محمد عبدالله جار النبي صاحب شركات كونكورب ومحرر البترول السوداني وله استثمارات في دولة تشاد وقري نموذجية للتمليك والبيع في يوغندا ومثله ابن عمر إدريس الذي إغتيل في ظل ظروف غامضة في العاصمة التشادية أنجمينا وله أيضا اعمال تجارية في تشاد ... أما صديق ودعة فان غالبية أعماله الخاصة في سويسرا بعد أن قام بتصفية كافة نشاطه التجاري من دولة الامارات قبل ان يقوم ببناء وتعمير قريته (كلمندو) بشمال دارفور وكانت الحكومة سخية معه حينما (جاملته) وقامت بترفيع المنطقة لمحلية ... ولم يقتصر الامر علي التجار الشماليين فحتي رجال الاعمال الجنوبيين لهم استثمارات في الدول الخارجية وحدثني أحد القادمين من كمبالا ان (نانق دينق) أو مدام ريبكا قرنق أرملة زعيم الحركة الشعبية الراحل د/ جون قرنق لها اعمال تجارية في يوغندا حيث تمتلك مصنعا ضخما لصناعة البيرة (البيرسونال) وقد افتتح هذا المصنع فرعا له في جوبا لصناعة (الرد بول) ووزير المالية السابق بحكومة الجنوب آرثر كوين يمتلك مدينة صناعية كبري في نيروبي تنتج الاسفنج ... ويتردد ان وزير الخارجية الحالي دينق ألور يمتلك فندقا (هاي كلاس) في نيروبي يعتبر قبلة للزوار والسياح ... بعد هذه الاحصائية سألت وزير المالية الاسبق عبدالرحيم حمدي عن هذه الظاهرة فرد باختصار واقتضاب بان إثيوبيا علي سبيل المثال عندما يقدم لها مستثمر أجنبي طلبا للدخول في شراكة تجارية خاصة داخل أراضيها فان الموافقة علي الطلب تتم خلال ساعات يليها منحه أراض واسعة لمشروعاته بجانب التسهيلات في مجالات التمويل والقروض عبر الجهاز المصرفي وان سهولة الاجراءات بالاضافة الي حاجة إثيوبيا للإستثمار الخارجي كلها عوامل ساهمت في تدفق رؤوس الاموال إليها ويحكي لي ان الكثير من السودانيين قد اتجهوا لضخ أموالهم في أديس أبابا بدلا من (الجهجهة) في السودان ... mahdi ali [[email protected]]