عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ليست هي المرة الأولى التي ننتدب فيها مذيعات طيبات القلب، ليحاورن شخصيات عامة مصرية، يتأبط الواحد منهم أشياء وأشياء، ولعل آخرهن كانت مذيعة قناة الشروق تسابيح خاطر، التي جلست لتحاور الممثل المصري محمد صبحي، وقامت إدارة تلفزيون الشروق ببث تلك المهزلة، التي قيل إنها كانت حوارا، دون التدخل الجراحي من خلال المونتاج، لتخفيف آثار ذلك العدوان، الذي ترتب على عدم انضباط الممثل المصري، ودماثة خلق المذيعة السودانية!! الممثل المصري قال بالحرف الواحد، إن السودانيين لديهم مشكلة في نطق القاف والغين، ولكن الطلاب السودانيين الذين تصدى هو لتدريسهم في معهد الموسيقى والمسرح المصري، بعد أن هرب منهم جميع المعلمين الآخرين، خرجوا من تحت أيديه، ماشاء الله، وتبارك الله، يتحدثون لغة عربية سليمة!! نعم هكذا؟ أنا لم أقل إن المذيعة السودانية لم تستفز، أو أنها لم تحاول التصدي للأمر، ولكنه كان تصديا في مستوى قدراتها، وإمكانياتها (هي ح تجيب ليكم من وين؟) أولا، نحن لسنا بصدد أن ننكر الطريقة التي نتعامل بها مع حرفي القاف والغين، أو السين والثاء، ولكننا نؤكد أنها مشكلة عامة، يعاني منها حتى الإخوة المصريون أنفسهم! وما كان ينبغي أن يعالجها الممثل المصري محمد صبحي بذلك الأسلوب الجارح، الذي غابت عنه أبسط قواعد اللياقة والحصافة الدبلوماسية، بل وأدب الحوار، وحق الضيافة، خاصة وهو في حضرة قناة سودانية، بعثت له بمذيعة كانت على (سنجة عشرة)، ربما اعتقادا منها، أو اعتقادا ممن بعثوها بأن ذلك كان هو كل المطلوب!! وهو بالطبع ليس أمرا قبيحا، أن تحرص المرأة السودانية على مظاهر جمالها وأناقتها، خاصة إذا كانت ميسورة الحال! لكن، وقبل أن تمتد يدي إلى جهاز التحكم عن بعد (الريموت) لأبحث عن قناة أخرى، بعيدا عن ذلك (الحوار الدامي)، تذكرت مذيعة سودانية شابة، استضافت باحثا مصريا يحمل وجاهة أكاديمية هي كل ما خرج به من فتات الدنيا كما يبدو، وهو أيضا بعضا مما كان يحتاجه لأن تفتح له أبواب مؤسساتنا الإعلامية، ليقول للمذيعة الشابة ، وبكل صلف، إن بلاد النوبة، كانت أمينة على الحضارة الفرعونية!! ولم تنبت المذيعة السودانية البريئة ببنت شفة، بل لم يتدخل أحد سواء كان معدا أو مخرجا لتصحيح الوضع، بحيث ذهبت الأمور في نفس الإتجاه الذي حدده الأكاديمي المصري، وكأننا نبصم له بالعشرة والعشرين، بأن حضارة وادي النيل التي أرسى قواعدها أجداد (البواب النوبي)، هي حضارة جاءت إلينا مع من جاء من اليونان، أو مع الذين جاءوا من الجزيرة العربية، وبلاد بني شركس وأرنؤؤط!! وأن الحقيقة الغائبة قد دفنت مع الدكتور ديفيد هيكوك وعند ما دهسته سيارة مسرعة بشارع النيل في ليلة ممطرة من عام 1973!! أرجو من الإخوة القائمين على قنواتنا التلفزيونية، رحمة بنا، أن يكونوا حذرين بعض الشئ في انتقاء من يديرون الحوارات ايا كانت طبيعتها، ومشاهدتها قبل الموافقة على عرضها، لأن الأمر لن يسلم إن لم نتعامل معه بحذر.. أرسلوا مذيعاتكم إلى الخارج لاكتساب المزيد من المعرفة في فنون التقديم التلفزيوني، لكن لا تتركوا الحبل على الغارب في البرامج الحوارية، وينبغي عليكم، على الأقل، مشاهدة المادة قبل بثها، وأعملوا فيها (المقص)، الذي لا يجب أن يقتصر دوره على محظورات السياسة والمشاهد الفاضحة، ففي بعض الحوارات ما هو أكثر (فضحا وفضيحة!!) هشام عبد الملك