عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عندما قرر التحالف الدولي لإنقاذ شعب ليبيا ضرب الكتائب العسكرية للعقيد معمر القذافي إكتفت الولاياتالمتحدة بطلعات جوية محدودة علي تلك الكتائب المسلحة التي كانت تشن غاراتها علي المدن والشعب الليبي وهو يتظاهر ضد نظام القذافي وأبنائه .وبعد إنتصار الشعب الليبي بدعم من التحالف والمجتمع الدولي وقفت الولاياتالمتحدةالأمريكية من الثورة في ليبيا موقف المتفرج شأن كل ثورات الربيع العربي في مصر واليمن حتي إستطاع فلول الأنظمة السابقة أن ينقلبوا علي الشعوب التي قامت بالثورات في المنطقة وهذا إن دل علي شئ إنما يدل علي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي في الأصل حليف إستراتيجي لكل من القذافي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح وزين العابدين بن علي . ولم يكن وجود تنظيم الدولة المعروف بداعش في سرت الليبية هو وليد اللحظة ولم يتجمع مقاتلو التنظيم الذين قيل أنهم عبروا الحدود من تونس والسودان وربما الجزائر بين عشية وضحاها . وقد ظهر التنظيم مع ظهور الثورة المضادة واللواء المتقاعد في الجيش الليبي خلفية حفتر والتحالف الإقليمي والدولي ضد الثوار وظل هذا التنظيم يقاتل جنبا إلي جنب مع أزلام العقيد القذافي وفي الحاضنة الشعبية لنظام القافي وهي سرت . وعندما قام ثوار ليبيا في فجر ليبيا بمحاربة تنظيم داعش لم يجدوا من الأمريكيين غير الخذلان والإتهامات الإعلامية بأهم إرهابيون وذلك كله من أجل عيون الثورة المضادة في طبرق الليبية. هذه الأيام تتحدث الإدارة الأمريكية وعلي أعلي المستويات ممثلة في الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنها ستقوم بتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية وهذه الضربات تأتي بعد أن قوي عود داعش وصار رقما صعبا في الواقع الليبي وعلي الأرض وأصبح داعش يحتل سرت بكاملها ويسيطر حتي علي حركة الناس وحياة المواطنين هناك . وينطلق من سرت إلي مناطق أخري في ليبيا آخرها الهجمات التي قام بشنها علي مصافي النفط في راس لانوف وغيرها فتوجيه الضربات الجوية لا يعني غير مزيد من المعاناة لأبناء الشعب الليبي وداعش هو المستفيد من الضربات الجوية لأن الكثيرين سوف يتعاطفون مع التنظيم ويتحركون لدعم جبهة سرت وهذا قد يغري التنظيم بالتحرك وإحتلال المزيد من المدن في ليبيا . والضربات الجوية الأمريكية علي سرت أو بالأحري داعش ليست بعيدة عن ما تم إعلانه من حكومة وحدة وطنية في ليبيا وقد جاءت هذه الحكومة نتيجة ضغوط علي الأطراف الليبية بسبب داعش حتي يتفرغ الحلفاء لتنظيم لمحاربة الإرهاب ولا يعني المجتمع الدولي أن تنحج حكومة الوحدة الوطنية ولا دورها في تحقيق الإستقرار والأمن علي التراب الليبي علي الرغم من أن الأممالمتحدة هي التي تولت إتفاق الليبيين علي هذه الحكومة . ومما لا يتجادل عليه إثنان أن الهجمات الأمريكية لن تزيد الأوضاع في ليبيا غير تعقيد مما يقتضي أن يترك الأمر لليبيين حتي يحسموا أوضاعهم وينظفوا بلادهم من الوجود الأجنبي سواءا كان داعش أو الجيوش التي تقوم بدعم اللواء حفتر أو التحالف الذي يسيطر علي الأجواء الليبية بحجة القضاء علي داعش .elkbashofe @gmail.com