منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فلسفه الرياضة والتربية البدنية المقارنة .. بقلم: د.صبري محمد خليل
نشر في سودانيل يوم 04 - 02 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
د.صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفة القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تعريف الرياضة والتربية البدنية "الرياضية " : تعرف الرياضة بأنها: مجهود جسدي ، فردى او جماعي ، عادي أو مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها ، بهدف تطوير المهارات أو المنافسة أو التميز أو تقويه الثقة بالذات أو الترفيه أو المتعة. واختلاف الأهداف - من حيث اجتماعها أو انفرادها - يميز الرياضات، بالإضافة إلى ما يضيفه اللاعبون أو الفرق من تأثير على رياضاتهم. أما التربية البدنية"الرياضية"، فتعرف بأنها الجانب المتكامل من التربية ،الذي يعمل على تنمية الفرد ،و تكيفه جسمانيا و عقليا و اجتماعيا ووجدانيا ،عن طريق الأنشطة البدنية المختارة، التي تتناسب مع مرحلة النمو، والتي تمارس بأشراف قيادة " اداره " صالحة، لتحقيق بعض القيم الإنسانية.(انظر :ويكيبيديا- الموسوعة الحرة)
تعريف فلسفه الرياضة :يجب التمييز- وليس الفصل - بين فلسفه الرياضة وعلم الرياضة وفن الرياضة، ففلسفه الرياضة هي المفاهيم الكلية،المجردة "النظرية " السابقة على الرياضة كنشاط انسانى، وفى ذات الوقت يستند إليها هذا النشاط الانسانى ، وتتناول قضايا"كليه مجرده " مثل : تحديد طبيعة الوجود الانسانى، والعلاقة بين أبعاده الروحية والعقلية والمادية والجسدية، وتحديد أهداف الرياضة وأهميتها ودورها ، وعلاقتها بالانشطه الانسانيه الاخرى... ، اما علم الرياضة فهو الكشف عن القوانين "السنن الالهيه بالتعبير القرانى" الكلية والنوعية ، التي تضبط حركه الوجود الانسانى ، والنشاط الرياضي الانسانى ، أما فن الرياضة فهو "أساليب " هذا النشاط الانسانى.
فلسفه الرياضة والتربية البدنية الغربية :
الفلسفة المثالية:
أولا: تعريفها: المثالية نسبه للمثال عند أفلاطون وهو الفكرة ، والمثالية فلسفه تقول باولويه الفكر على المادة، وهى اولويه مطلقه ، فالفكر عنده وحده له وجود حقيقي، أما المادة فوجودها وهمي، ومصدر اعتقادنا بوجودها الحقيقي خداع الحواس في التربية الرياضية والرياضة.
ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية : ا/ أن القيم المثلى الأخلاقية تنتقل من الرياضة إلى الحياة والمجتمع من خلال التدريب واللعب النظيف والروح الرياضية . ب/ النشاط الرياضي يعمل على ضبط النفس والانفعالات. ج/ الاهتمام بربط النشاط البدني بالقدرات العقلية.
ثالثا: مفاهيم بعض الفلاسفة المثاليين في الرياضة والتربية البدنية:
ا/ سقراط: اعتبر أن هناك ارتباط بين الفلسفة والتربية، من جهة أن كلاهما يساهم في تحقيق النفس الإنسانية لقيم الخير والجمال، ويرى أن غاية التربية إنتاج أفراد ينالون السعادة ، ويرى انه يجب بالمزج بين الطبيعة الروحية والبدنية لتنشئة الفرد صالح .
ب/ أفلاطون : يرى أن العلاقة بين الألعاب الرياضية والموسيقى تكاملية ، فالرياضة تقوي الجسد،والموسيقى غذاء الروح، ووضع نظام تربوي للطفل من بداية الميلاد حتى طور الحضانة، ونصح باستغلال اللعب والألعاب، وطالب أن يمضي الأطفال كلهم في اللعب، ونصح الشباب بممارسة الرياضة العنيفة والتمسك بقواعد الألعاب الرياضية.
ج/ أرسطو: دعة إلى الاهتمام بالألعاب الرياضية، وهاجم الاحتراف الرياضي، ودعة إلى التدرج في التدريب الرياضي حسب المرحلة العمرية، واعتبر الغذاء المناسب والتمرينات البدنية يشكلان أساس النظام التربوي للفرد .
تقويم: الفلسفة المثالية – في أصلها النظري – تلغى – أو تقلل من قيمه – البعد المادي "الجسدي " للوجود الانسانى - وهو موضوع الرياضة والتربية البدنية - لكن حاول الفلاسفة المثاليين إعطاء هذا البعد بعض الاعتبار ، من خلال ربطه بالبعد الروحي للوجود الانسانى ، - خلافا للأصل النظري للفلسفة المثالية .
الفلسفة الطبيعية :
أولا:تعريفها: هي فلسفه تعتبر أن الطبيعة هي معيار القيم والوجود الانسانى
ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية :ا/ الاهتمام بالنشاط البدني المرتبط بالصحة . ب/الأنشطة البدنية ضرورية لاكتساب المهارات المهنية. ج/الاهتمام بالأنشطة التي تساهم في تحسين النواحي الانفعالية ،والاجتماعية والسياسية من أجل مواطن صالح. د/الاهتمام بالمحتوى في ضوء قوانين الطبيعة: اختيار الأنشطة التي تناسب المراحل العمرية، تنوع أنواع النشاط يساعد على نمو الشخصية ، التأكيد على أنشطة الخلاء في الطبيعة .
ثالثا: مفاهيم بعض الفلاسفة الطبيعيين في الرياضة والتربية البدنية:
ا/ جان جاك روسو : دعا إلى إعلاء شأن الطبيعة ،والعودة إلى الحياة الطبيعية بعيدا عن والانفعال والتكلف، والعمل على إعادة تنظيم المجتمع في ضوء الأنظمة والقوانين الطبيعية ،والاهتمام بتربية الطفل بما يتفق مع ميوله ورغباته وحاجاته. وفي مجال التربية البدنية دعا إلى الاهتمام بالتربية البدنية والترويح ، والتربية الصحية بين ربوع الطبيعة . وحارب المدنية وأعتبرها مقابر للجنس البشري . وركز على التربية الصحية فالاعتدال .واعتبر ان العمل عنصر هام في طبيعة الإنسان، وبالتالي فان قلة النشاط البدني تسبب الكسل والخمول ، فركز على ممارسة النشاط البدني .ورأى انه يجب أن لا ندع العادة تحكم الطفل، فيستخدم يد واحدة بدلاً من الاثنين، او يستخدم النشاط البدني في ساعة معينة .
ب/ بستالوتزي: أهتم بدراسة النمو العقلي للطفل، ومن أفكاره التربوية نمو جميع القدرات الفكرية والعقلية والبدنية، وان يكون الطفل محور اهتمام التربية، وأن تكون العلاقة ودية بين الطفل والمعلم وأن النمو يتحدد من خلال ثلاثة مظاهر هي: الرأس واليد والقلب.
ج/ فرويبل : صاحب فكرة رياض الأطفال، وهو يرى ان الفرد يعيد جميع مظاهر نموه في تطور الجنس البشري ،وان الإنسان يتميز بالنشاط والحركة ، وان دوافع الفرد للنشاط ليست حاجات جسمية فقط بل دوافع روحية وجمالية ،وان للنمو مراحل يجب أن تراعى في النواحي التربوية للعب أهمية كبيرة في حياة الطفل وخصوصا في المراحل العمرية الأولى.
تقويم : استند الفلسفة الطبيعية في تصورها للمعرفة والقيم – وأيضا في تصورها للرياضة والتربية البدنية- إلى مفاهيم: الطبيعة والقوانين الطبيعية والطبيعة الانسانيه، وهى مفاهيم تفتقر عندها إلى مضمون عيني متفق عليه ، كما انه ركزت على دوافع الرياضة والتربية البدنية المادية، وتجاهلت دوافعها الروحية – باستثناء فرويبل -
الفلسفة البرجماتية :
أولا: تعريفها : مصطلح "البرجماتية" مشتق من كلمة" براجما" الإغريقية التي تعنى العمل النفع، والبرجماتية فلسفه تعتبران الطبيعة الإنسانية مرنة وظيفيا ، وهى اجتماعية بيولوجية، و تعتبر القيم نسبية والتغيير حقيقة واقعية، وترى أن قيمه اى فكره تكمن في نتائجها العملية النافعة.
ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية : ا/ تميزت التربية البدنية البرجماتية بأنها نفعية وظيفية تكيفيه .ب/ قالت بمفهوم التوازن بين المواد المشتركة، وارتباط التربية البدنية بالترويح والتربية الصحية والرقص . ج/ قالت بمفهوم اللياقة الشاملة على أساس منهج الطفل النمو و التكيف والشعور الاجتماعي والخبرة المجدية .د/ شجعت اللاعبين أو الممارسين تقبل القوانين الطبيعية والتعليمات ( التربية والتنشئة من خلال الحركة والنشاط ) . ه/ دعت الى العمل على تطوير الشعور الاجتماعي من خلال التدريب والمشاركة.
ثالثا: مفاهيم بعض الفلاسفة البرجماتيين في الرياضة والتربية البدنية:
ا/ وليم جيمس: حث على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية إلى جانب التنمية العقلية ، وهو أول من دعا الفتاة الامريكيه إلى ممارسة التربية البدنية.
ب/جون ديوي :يرى أنه يجب ان تكون التربية الرياضية في المدرسة بعيدا عن الواجب الكتابي، وان التعليم يجب أن يركز على الطفل وميوله ورغباته ،وأنتقد التفريق بين المواد الدراسية والأكاديمية وبين الأنشطة " التربية البدنية والترويح "، واستحدث طريقة المشروع في التدريس بهدف مراعاة مبدأ الفروق الفردية والدوافع الطبيعية، واستغلال ميول التلاميذ.وقدم للتربية البدنية والرياضة بعض المفاهيم ( مركب اللعب – العمل – الترويح )، وأشار إلى قيمة اللعب التربوية وإلى الحاجة للألعاب وقواعدها وأنظمتها، واعتبر اللعب علامات نضج في مرحلة الطفولة .
تقويم : جعلت البراجماتيه المنفعة " الذاتية " معيارا للمعرفة والقيم – وأيضا الرياضة والتربية البدنية – لكن المنفعة معيار ذاتي للحركة ، فالحقيقة "الموضوعية "هي التي تبرر المنفعة"الذاتية " وليس العكس.
الفلسفة الواقعية:
أولا:تعريفها: هي فلسفه تعتبر إن الواقع المدرك بالحواس هو معيار المعرفة والقيم .
ثانيا:مفاهيمها في الرياضة والتربية البدنية : ا/ التربية حياة " منظومة المنهاج المدرسي تساعد في إعداد الطالب بالمشاركة في الأنشطة الرياضية ،وأهمية مخرجات النشاط القدرة على التكيف و تعلم الألعاب والأنظمة والقوانين" . ب/ تساعد اللياقة البدنية على القدرة الإنتاجية. ج/يجب ان تعتمد البرامج على المعرفة العلمية. د/ يلعب التدريب دورا هاما في عملية التعلم .ه/البرامج الرياضية المدرسية تنمي السلوك الاجتماعي. و/ اللعب والترويح يساعدان على التكيف مع الحياة بتلبية مشاركتهم بالأداء الوظيفي في المجتمع من خلال النشاطات .
تقويم :الفلسفة الطبيعية – وسائر الفلسفات المادية- ركزت على البعد المادي للوجود الانسانى ، ولكنها ألغت - أو قللت من أهميه- بعده الروحي، فهي بذلك فلسفه قاصرة في مجال المعرفة والقيم- وأيضا الرياضة والتربية البدنية - لان الإنسان وحده نوعيه من المادة والروح.
الفلسفة الوجودية :
أولا: تعريفها:هي فلسفه ترى أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يسبق وجوده ماهيته "صفاته "لذا فهو الكائن الوحيد الحر،ووهى تركز عند حديثها عن الوجود الانسانى على الوجود الفردي والذاتي .
ثانيا: مفاهيمها في الرياضة والتربية : تدعو الوجودية إلى حرية اختيار الأنشطة ،وتؤكد على أهميه التنوع في النشاطات الرياضية . وترى أن اللعب ينمي القدرة الأخلاقية، كما ترى ان الطلاب يعرفون أنفسهم، وبالتالي فان المدرس-او المدرب –مجرد مستشار أو مرشد (الأستاذ الدكتور / محمود داود الربيعي /المنطلقات الفلسفية للتربية الرياضية)
تقويم : ركزت الفلسفة الوجودية على البعد الذاتي – الفردي- للوجود الانسانى ، وألغت بعده الموضوعي- الاجتماعي، وهو بعد اساسى في الرياضة والتربية البدنية .
فلسفة الرياضة والتربية البدنية الاسلاميه:
الاستخلاف والأساس "الانسانى – الروحي" لفلسفه الرياضة والتربية البدنية الاسلاميه : يمثل الاستخلاف المفهوم المحوري في فلسفه الرياضة والتربية البدنية الاسلاميه ، لأنه يمثل – كعلاقة – الحكمة "الفلسفة" الإسلامية ، التي تحاول تحديد العلاقة بين أطراف علاقة الاستخلاف الثلاثة : المستخلف" الله تعالى" والمستخلف"الإنسان" والمستخلف فيه "الكون" ، كما انه يمثل – كمفهوم- احد المفاهيم الكلية التي تستند إليها هذا الحكمة " الفلسفة " الاسلاميه- بالاضافه إلى مفهومي التوحيد والتسخير- والاستخلاف لغة النيابة والوكالة (الفخر الرازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب،ج26،ص199). وإذا كانت الوكالة نوعان: عامه وخاصة فان الاستخلاف ورد في القران بما يقابل هذين النوعين، فقد ورد بمعنى الوكالة العامة ، وطبقا للمعنى الحقيقي للمصطلح ،وهو هنا يعنى أبدال وتغيير قوم بقوم آخرين ، كما في الاستخلاف التكويني الذى أشارت إليه العديد من النصوص كقوله تعالى﴿ ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون﴾. كما الاستخلاف ورد بمعنى الوكالة الخاصة، وطبقا للمعنى المجازى للمصطلح، حيث يصور القران الكريم الوجود بمملكه ملكها الله تعالى ، والإنسان نائب ووكيل عنه في الأرض،تكريما للإنسان، وهو الاستخلاف التكليفى ، يقول الراغب الاصفهانى (ألخلافه النيابة عن الغير إما لغيبه المنوب عنه... وإما لتشريف المستخلف)( المفردات في غريب القران ، ص156 )، ومضمون الأخير إظهار الإنسان لربوبية وإلوهيته الله تعالى في الأرض ،على المستوى الصفاتى، على وجه الاختيار، وهو ما يكون بالعبودية والعبادة، يقول الالوسى ( فلابد من إظهار من تم استعداده وقابليته ليكون مجليا لي ومراه لاسمائى وصفاتي)( روح المعنى،ص223)، وقد أشارت العديد من النصوص إلى هذا النوع من الاستخلاف بقسميه الخاص المقصور على الأنبياء، والعام الشامل للجماعة : قال تعالى ﴿ هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره﴾،- و في السيرة: قال الصحابي للرسول (صلى الله عليه وسلم)( تأذن لي يا خليفة الله أضرب عنقه) ( أبي داؤد, حدود,3ك).. وعن السلف الصالح: قال المغيرة لعمر: (يا خليفة الله فقال ذاك نبي الله داؤد)( التاج في أخلاق الملوك, بيروت, 1955 هامش ص162). وقال الإمام ابن تيميه ( ... وقد كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو خليفة الله على الأرض قد وكل أعوانًا يمنعون الداخل من تقبيل الأرض، ويؤدبهم إذا قبل أحد الأرض...) ( الفتاوى/ زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور/حكم وضع الرأس عند الكبراء من الشيوخ وتقبيل الأرض).وهذه الفلسفة الاسلاميه ذات طبيعة إنسانيه – روحيه ، تنتهي إلى التأكيد قيمه الوجود الانسانى،وإثبات هذا الوجود بأبعاده المتعددة :المادية والروحية ،كوجود محدود تكليفيا بالسنن الالهيه " الكلية والنوعية "، التي تضبط حركه الوجود" الشهادى "الشامل للوجود الطبيعي " المسخر، و الانسانى "المستخلف"، فهي تجعل العلاقة بين الوجود الالهى والوجود الانسانى بأبعاده المتعددة علاقة تحديد وتكامل ، وليست علاقة إلغاء وتناقض " كما في الفلسفات الانسانيه الغربية.
التوازن بين الأبعاد المادية والروحية للإنسان : ففلسفه الرياضة والتربية البدنية الاسلاميه تستند إلى فلسفه إسلاميه للوجود الانسانى، قائمه على أن الوجود الانسانى "المستخلف" ليس وجود بسيط ، بل هو وجود مركب من أبعاد ماديه"حسية شهاديه" وروحيه"غيبيه" متفاعلة ، وضرورة تحقيق التوازن بين هذه الأبعاد المتعددة ، فهى ترفض إشباع حاجاته المادية وتجاهل حاجاته الروحية، كما ترفض إشباع حاجاته الروحية وتجاهل حاجاته المادية ،وتدعو إلى إشباع حاجاته المادية والروحية معا قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص:77]. وقال تعالى(قلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). [الأعراف:32]. وهنا يجب تقرير أن علماء الإسلام قد قالوا باولويه إشباع حاجات الإنسان المادية ، على إشباع حاجاته الروحية، اولويه ترتيب لا اولويه تفضيل ، يقول الإمام الغزالي(صلاح الأبدان مقدم على صلاح الأديان).
الموقف الايجابي من الرياضة والتربية البدنية: وقد اتخذت فلسفه الرياضة والتربية البدنية الاسلاميه موقف ايجابي من الرياضة والتربية البدنية، ومن مظاهر هذا الموقف الايجابي : أولا: تقرير الرسول (صلى الله عليه وسلم ) للرياضة : اقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) الرياضة بكيفيات متعددة منها :
ا/ تقرير الرسول (صلى اله عليه وسلم ) لأهداف الرياضة كالقوة البدنية ،كما في قوله (صلى الله عليه وسلم) ( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف )[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]،والترويح عن النفس كما فى قوله (صلى الله عليه وسلم )( روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت).
ب/ تقرير الرسول(صلى الله عليه وسلم) للرياضيات السائدة في عهده ومنها :ا/الرماية: قال الرسول (صلى الله عليه وسلم)( ألا إن القوة الرمي)(صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي.) . ب/الفروسية وركوب الخيل: في حديث أبو هريرة، أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال(لا سبق إلا في خُفِ أو حافر أو نصل) (سنن أبي داوود، كتاب الجهاد، باب السبق.) .ج/ السباحة: قال عمر بن الخطاب (علموا أولادكم السباحة والرماية، ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا).د/المصارعة: حيث صارع الرسول(صلى الله عليه وسلم ) ركانة بن زيد - وكان أقوى رجل في المدينة- فصرعهُ.ه/المشي:حيث ورد ان الرسول )(-صلى الله عليه وسلم) كان من أسرع الناس مشيا.(السلسلة الصحيحة).
ثاني: حكم الرياضة – الاصلى – الاباحه : المذهب الراجح في حكم الرياضة أن حكمها الاصلى هو الإيجاب بدرجه الاباحه "الجواز"، ويمكن أن ينتقل هذا الحكم الاصلى إلى حكم فرعى أخر هو: الإيجاب بدرجه الاستحباب "الندب إذا كانت بنيه الحفاظ على سلامه البدن وتقويته، ليكون صالحا لأداء العبادات والمعاملات الشرعية وصالح الأعمال، أو المنع" بدرجتيه من كراهة او تحريم "في حاله تعارض أسلوبها أو غايتها مع مفاهيم وقيم وقواعد الشرع. وهذا المذهب يسند إلى قاعدتي "الأصل في الأشياء الإباحة،ما لم يرد دليل قطعي بالتحريم "التي قررها علماء أهل السنه ، و"وإنما الأعمال بالنيات" التي قررها الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في الحديث الصحيح . بالاضافه إلى تقرير الرسول (صلى الله عليه وسلم ) لكثير من أنواع الرياضة السائدة في زمنه.
ضوابط الرياضة : من العرض السابق للمذهب الراجح في حكم الرياضة نخلص إلى أن شرط بقاء حكم الاصلى للرياضة" الاباحه " عدم تعارضها- من ناحيتي الأسلوب و الغايات - مع الشرع حكم ،وهو ما يتسق مع تقرير العلماء- استناد إلى النصوص - جمله من ضوابط الشرعية للرياضة ومنها :ا/ أن لا تلهي عن واجب شرعي لقوله تعالى:(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 37].ب/ أن تكون الغاية منها مشروعه لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم )( إنما الأعمال بالنيات)[البخاري عن عمر].ج/ عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن:لقوله تعالى(وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[سورة البقرة الآية : 195].د/ أن لا يترتب عليها اى ضرر لقوله (صلى الله عليه وسلم)(لا ضرر ولا ضرار)[مسلم عن أبي سعيد الخدري] .ه/ أن لا تستخدم لتحقيق مكاسب محرمه كمراهنات وغيرها.و/ وألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة. ز/ عدم إيقاع الأذى بالحيوانات، لنهي الرسول (صلى الله عليه وسلم ) عن اتخاذ الطيور غرضاً يرمى. ....( انظر:الدكتور محمد راتب النابلسي / الرياضة من المنظور الإسلامي )
حكم ممارسه المراه للرياضة: كما أن المذهب الراجح في حكم ممارسه المراه للرياضة هو الاباحه المشروطة بالالتزام بالضوابط الشرعيه، هو ما تندرج تحت الحكم العام للرياضة - طبقا للمذهب الراجح- ، والذي مضمونه أن حكمها - الاصلى - هو الإيجاب بدرجه الاباحه ، واستدلالا بالحديث ان السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) كانت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في سفر قالت: فسابقته فسبقته فلما حملت اللحم سابقته فسبقني، فقال: يا عائشة هذه بتلك [أبو داود عن عائشة]
ثالث: تقرير علماء الإسلام للرياضة وأثرها الايجابي : اقر علماء الإسلام الرياضة وأثرها الايجابي، ومنهم الإمام ابن القيم، الذي تحدث عن الأثر الايجابي للرياضة على صحة الإنسان حيث يرى أن الحركة هي عماد الرياضة، وهي تخلص الجسم من رواسب وفضلات الطعام بشكل طبيعي، وتعود البدن الخفة، والنشاط، وتجعله قابلاً للغذاء، وتصلب المفاصل، وتقوي الأوتار والرباطات، وتبعد جميع الأمراض المادية، وأكثر الأمراض المزاجية، إذا استعمل القدر المعتدل منها في دقة، فكل عضو له رياضة خاصة يقوى بها، وأما ركوب الخيل، ورمى النشاب، والصراع، والمسابقة على الأقدام، فرياضة البدن كله، وهى قالعة لأمراض مزمنة....(كتاب زاد المعاد)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.