تأليف: عصام الدين ميرغني طه «أبوغسان» تصميم الغلاف: سامح الكاشف الحضارة للنشر 11 شارع نوال الدقي 12311 القاهرة Al-Hadara Publishing. Tel: 00201223164867 www.alhadara.com www.facebook\alhadara.books توزيع الكتاب في السودان: «حصري» الدار السودانية للكتاب الطبعة الأولى: فبراير 2016م رقم الإيداع: 4645 / 2016 دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، ج. م.ع الترقيم الدولي: I.S.B.N. 978- 977- 476-244-0 عصام الدين ميرغني طه «أبوغسان» باحث في شؤون الدفاع والامن. ناشط سياسي، وعضو برلماني بعد أتفاقية السلام «2005/ 2010م». صدر له من قبل كتابي: * الجيش السوداني والسياسة. * قصة حرب أهلية. إهداء إلى الشهداء الأبرار من قادة وضباط وضباط صف وجنود ملحمة اقتحام جبل بوما في الثامن من يوليو 1983م .. كانوا في قمة الشجاعة والمسئولية الوطنية.. ثم مضوا في مراحل لاحقة كالشهب المضيئة، شهداءً أبراراً دفاعاً عن وحدة تراب الوطن، وحق شعبه في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم. «كما تحجبُ الغيومُ وجه الشمس ولا تطفئُها، كذلك يحجبُ الجهلُ وجه الحقيقة، وتبقى الحقيقةُ حقيقةُ» ميخائيل نعيمة عن الكتاب شهد السابع والعشرين من شهر يونيو من العام 1983م، أزمة احتجاز خمسة رهائن غربيين من قبل جماعة جنوبية متمردة في منطقة جبل بوما في شرق الاستوائية من الإقليم الجنوبي للسودان. بدأت الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، إجراء اتصالات عاجلة بالحكومة السودانية، لمحاولة إيجاد حلول سلمية، وتأكيدها على ضرورة الحفاظ على سلامة الرهائن المحتجزين. جاءت عملية احتجاز رهائن في قمة جبل يرتفع عن سطح البحر ستة آلاف قدم كتجربة جديدة تماماً، وكان لابد من التعامل معها باحتراف وشجاعة وتقبل المخاطرة المحسوبة. في الثامن من شهر يوليو من العام 1983م قامت وحدة كوماندوز من القوات المسلحة السودانية قوامها خمسة وستون ضابطاً ورتب أخرى بعملية إقتحام رأسي «Vertical Assault» لهضبة جبل بوما نقلها تشكيل جوي مكون من سبعة طائرات هليكوبتر يقوده الشهيد العقيد الركن طيار محمد عثمان كرار «حلايب»، وتمكنت وحدة الكوماندوز من السيطرة على الهدف وتحرير الرهائن المحتجزين. كانت «عملية جبل بوما» عملية نوعية جسورة من قوات مسلحة صغيرة، بإمكانيات محدودة في منتصف أدغال أفريقيا. دشنت تلك العملية البداية الأولى لوضع إختطاف الرهائن تحت مسمى «الإرهاب»، وقد وجدت كل الإشادة والشكر من العديد من دول العالم. لكن... لأسباب عديدة... ظلت تلك العملية الجسورة، والتي أصبحت مرجعاً للعمليات النوعية الخاصة، مجهولة داخل وخارج الوطن... لا يعلم عنها الناس إلا النذر القليل. يأتي هذا الكتاب الآن لتبيان الحقائق، ولدحض معلومات غير صحيحة تداولها الإعلام المحلي كثيراً.. ولقول الحقيقة التي لوي عنقها عن عمد، ولقطع الطريق أمام بعض المدعين لبطولات وهمية موثقة في بعض الصحف السودانية، ولدحض إفتراء وبهتان عن مشاركة أمريكية في تلك العملية بالوثائق والبراهين. وأخراً.. تمجيداً للدور العظيم لتسعة شهداء من قادة وحدات تلك الملحمة، قدموا أرواحهم في فترات لاحقة دفاعاً عن تراب الوطن، وحق شعبه في الحرية والكرامة. خلال سنوات طويلة تحدث البعض عن دور أمريكي في نجاح «عملية جبل بوما». تحدث بعضهم بدافع عدم الثقة في قدرات قواتهم المسلحة.. وتحدث آخرون ليبنوا لأنفسهم دوراً متوهماً في نجاح العملية.. وتحدث آخرون عن حسد للنجاح.. وهولاء هم أسوأ المتبضعين.
« قدمت وزارة الخارجية الأمريكية الشكر لحكومة السودان ... أنها لم يتم النشاور معها في الهجوم الذي تم صباح الجمعة على معسكر المتمردين في جنوب السودان. كانت السفارة الأمريكية على اتصال وثيق مع الحكومة السودانية.. ولكن لم تتم استشارتنا بشأن الهجوم». * تصريح المتحدث الصحفي لوزارة الخارجية الأمريكية السيد آلان رومبرج (Alan Romberg) والذي صدر خلال مؤتمر صحفي عقد صباح يوم الجمعة الموافق الثامن من يوليو 1983م: نص الوثيقة في متن الكتاب.