بمؤسستنا الصحفية التي ننتمي إليها جعلنا الساعة الصباحية التي تسبق إجتماع التحرير اليومي .. منتدي لمناقشة وتحليل الأحداث السياسية ، مستفيدين في ذلك من وجود المحلل السياسي الأستاذ (سيف الدين البشير) بيننا ، فكنا نطلب منه الحديث حول القضية الفلانية أو العلانية من مقعد التحليل وبنظرة محايده ، والرجل يقدم لنا رؤية صادقة في حياديتها وبعمق يحسده علية المحدثين السياسيين الآخرين ببلادنا وبغيرها ، غير أننا نحرم من تلك الجلسات شبه الراتبة بزيارات منسوبي القنوات الفضائية الكثيرة التي إتخذت من مكاتب (صحيفة سودان فيشن) مبتدءاً لعملها وأخبارها ومداخلة ضيوفها ..!! ، فكنا نقبل براحة نفس كبيرة علي الرغم من متعة الحديث الذي ينساب علي إثر الأسئلة التي يطرحها حضور منتدانا بالصحيفة والغير مرتب له ..!! ، فبعد الإتصال الصباحي الذي جائني بالتتابع من أخوي الكريمين (المنصوري) و(خالد) بإعلام (سد مروي) يدعونني لحضور الإحتفال الذي يخرجون به للملأ من بني السودان يوم البارحة الأربعاء .. كمشهد يشاهد ويسمع ويري ويستشعر كخدمة يستمتع بها المواطن السوداني ، فخطر لي خاطر وددت طرحه علي أستاذنا (سيف الدين البشير) لحظة وصوله لمكتبة بالصحيفة ، والرجل قبل دخوله لمكتبه دلف علي ممتعضاً من بعض تناول الصحف ، أو لنقل تناول بعص الصحافيين ، فيتجاوزون به حدود المعقولية والمسئولية والتمترس خلف الأجندة (الشخصية) .. التي لا شأن للمواطن السوداني بها ، فقدمت له سؤالي الذي إنتظرته به .. ألا تري أن مثل (سد مروي) ونظائرة من المشروعات العملاقة التي قدمتها هذه الحكومة كإنجاز للمواطن السوداني تتسبب في إحداث مثل تلك المماحكة السياسية في إجازة القوانين المودعة أمام نواب المجلس الوطني ..؟! ، وجملة من الإنسحابات للنواب التي تتعمدها الحركة الشعبية وفي ذات الوقت تسيير مظاهرات لإجازة تلك القوانين ..؟! ، وإجتماعات بين أحزاب المعارضة (لغلغلة الشارع وتهييجه) ، وكل ذلك يقرأ أن تلك الأحزاب بما فيها شريك الحكم (الحركة الشعبية) تعمل علي (فرملة) التقدم نحو الإنتخابات ، لأنها ليس في يديها ما تقدمة للمواطن لينتخبها ويجئ بها لمقاعد إدارة الولاية أو رئاسة الجمهورية أو حتي جنوب السودان ..!! ، حول هذا المعني بدأ يوم أمس الثلاثاء حديث منتدانا اليومي .. البحث في المعني الفكري والسياسي (لسد مروي) ، نعم الأحزاب تقف عاجزة عن تقديم برنامج إنتخابي مقنع ، أو .. بزاوية أخري عند تجزئتنا (لمجموعة أحزاب جوبا) ، فإننا نقول أن الأحزاب التقليدية التي دان لها حكم السودان مرة أو مرتين .. باءت بعدم رضي المواطن عن أدائها ، وإنعدام أي إنجازها لها طوال فترة حكمها فهي تقول وتكثر من القول ولا تفعل ..!! ، أما الحركة الشعبية التي تنفرد بحكم الجنوب لوحدها وتشارك في حكم الشمال هي أيضا لم تقدم للمواطن سوي (تعكير) صفو الشراكة التي تثيرها مرة بتجميد نشاط وزرائها وتارة بإنسحاب نوابها من المجلس وتعطيل عمله ، وثالثة بتسيير المظاهرات التي تعطل مصالح المواطن وأحيانا تهلك ممتلكاتة بالحرق والإتلاف ..!! ، وهذا الذي يحدث يتم بإسم ولمصلحة المواطن ، فالحركة التي إستلمت مامقدارة (ثمانية مليار دولار) من حصتها في النفط .. بعد تقسيم الثروة ، لم تستطع إقامة مشروع تنموي أو خدمي واحد للمواطن الجنوبي خلا (مصنع البيرة) الذي تم إفتتاحة في العام المنصرم ..!! ، تلك المشاريع العملاقة التي يتم وتم إفتتاحها في عهد الإنقاذ .. تفعل ذلك ..!! ، أي أنها تؤدي لمثل تلك (المحركة) السياسية من (أحزاب جوبا) التي لا تجد في يديها سوي الهواء ثم لا شيئ ..!! ، أي إنها (تلك المشروعات العملاقة) تثير حفيظة الشركاء والمعارضين ولا تسرهم أبداً ، مثل تلك المشاريع في ظني تجعل تلك الأحزاب التي تسير بلا فكرة ولاهمة ولاحصافة .. ، تؤخر الإنتخابات التي هي في الأصل لمصلحة المواطن الذي يتم الإستطراع عليه وبه ..!! ، فقط لأنها (تغيير) مما تقدمة هذه الحكومة .. مشروعات عملاقة .. إنتاجية وتنموية وخدمية ورسالية ..!! ، تعتبر تلك الأحزاب أن مشروع (سد مروي) هو بمثابة (الضربة القاضية) لها في عالم السياسة والإنجاز والبرنامج الإنتخابي المقنع والمقبول ، فمتي يدركون هذه مثل مشروع (سد مروي) ..؟! ، بمثل هذا المعني تحدثت (قريش) علي لسان كبرائها عندما تم ضبطهم يسترقون السمع لتلاوة سيدنا (أبوبكر الصديق) رضي الله عنه وأرضاه ، وتم سؤالهم : لماذا لا تؤمنون بمحمد (ص) ودعوته طالما تتشوقون لسماع القرآن الذي جاء به ..؟! ، فرد وقتها زعيم قريش بقوله : كنا وعبد مناف نتسابق نحو الشرف وريادة الجزيرة العربية نكرم الضيف ونأوي عابر السبيل ونعين علي نوائب الدهر مثل مايفعلون ، حتي إذا كنا كفرسي رهان قالوا منا نبي .. متي ندرك هذه ، والله لا نؤمن به أبداً ..!! ، وهكذا قالت الأحزاب وتفعل الآن بالفعل إنها لن تؤمن بحكومة تفعل كل ذلك وتتركها في عراء الفشل السياسي والتنفيذي والتنظيري كمان ..!! ، (سد مروي) مشروع ينفذ بمثل ما قاله منسوبيه .. بدقة شديدة وإنضباط ..!! ، وذلك بإنسياب إنتاجة من الكهرباء وضخها في الشبكة القومية ، فتتحسن حياة المواطن وتسهل ، ففي ظني أن دخول (التوربينين 7 و8) بضخ مزيد من الكهرباء يجعل الحديث عن تبادلها مع الجيران شمالا وشرقا في المستقبل القريب أمراً ممكناً وطبيعياً ومنطقياً ..!! ، والأحزاب تجتمع سراً وسيارة (النيسان الباترول) الخاصة بأحد قادة الحركة الشعبية تجمع عضوية الإحزاب للإجتماع (السري للغاية) لبداية العمل (السري) المنظم ضد الحكومة صاحبة المشروعات العملاقة هذه .. والحكومة تعلم كل ذلك وترد بقولها : تآمروا بمثل ما تريدون ونحن سنقدم لمواطنينا الإنجاز تلو الآخر .. والحشاش يملأ شبكتو ..!! Under Thetree [[email protected]]