إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفاتح عز الدين .... شن جاب لي جاب .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 31 - 05 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
طحنني الألم اخيرا عندما علمت بأن المزكور اعلاه قد كان معتمد امدرمان. تلك كانت اول مرة اعرف اسمه . ومن الممكن انه اذا لم يتعلق الامر بامدرمان لما اهتميت به . فكل كوز يأتي ويغور. ويأتي كوز اكثر لؤما وحقدا .
اقتباس من موضوع الانقاذ .. المتمحنين والممحنون .
لقد قال العم حسن الكد وهو مع توأمه وآخرين من جمعية ابروف التي شملت بعض جهابذة الفكر والادب والسياسة ... ليس كل من شارك في العمل او النضال ضد سياسة الاستعمار يستحق العمل في حكومات الاستقلال .... ولكن مشكلة افريقيا والسودان ان من خرج في المظاهرات او تعرض لسجن بسيط، يعتبر ان السلطة هي ملك له بسب ما قدم ، وبدون التفكير في هل هو صالح ام مناسب وله المقدرة علي ان يملأ ذالك المنصب . والانقاذ منذ صافرة البداية قد طرحت جثة الوطن لكي تنهش . وبعقلية الطلاب والحاقدين ومن قالوا مفتخرين ... ليس منا من هو من العاصمة .. دلقوا حقدهم وجشعهم . وتلوث المجتمع . وصاروا مجموعة من الذئاب . وعندما لا تجد الذئاب ما تفترس فقد تفترس بعضها البعض . وهذا مايحدث الآن . واليوم لا يتحدثون عن الانقاذ بل حزب البشير.
نهاية اقتباس
قديما كان يدير الامور في امدرمان المفتش البريطاني . لم نكن مستعمرة ، بل كنا تحت ادارة وزارة الخارجية البريطانية وليس وزارة المستعمرات . وكان يأتينا الاوكسبريدج ... خريجي جامعة اكسفورد وكيمبريدج من خريجي الانثروبولوجي والعلوم السياسية والادارة والقانون والتعليم . وليسوا من الجيش غالبا كما في المستعمرات .
البريطاني جاكسون باشا كان المسئول لفترة وهو جد الكابتن نصر الدين جكسا . والميدان في الخرطوم يحمل اسمه . برامبل احب امدرمان وسعى لخدمتها بتفان . ونجح في ان تختفظ امدرمان بالضرائب والعوائد والرسوم والعتب الخ . وهو من اقام الحدائق وغرس الاشجار، وحديقة الريفيرا عرفت بجنينة برمبل. كان يشارك في الزراعة بيده مع المساجين منهم كبس الجبة فتوة امدرمان الاكبر عندما كان مسجونا . وكانت الحديقة تروى بالشادوف . وعندما قرررحيله بعد 3 سنوات العادية رفض اهل امدرمان خروجه واستمر الي تقاعده . المفتش ريد اراد اخراج محلات المريسة والعسلية من وسط المورده الي خارج امدرمان كما حدد لها برامبل مباني واسعة لا تمنع الهواء وتقلل الزحام والاصابة بالسحائي . هاجم ستات الانادي ومساعدونهن وما عرف بالبابكول من الرجال المفتش ريد الذي كان يجوب امدرمان بدون حرس . فهرب وحمته وخبأته ام كدوية او,, الحاجة الصبر ,, فيما بعد وهي امراة لها بسطة في الجسم . واعطتها الحكومة محلا لبيع الخضار بدون رسوم مدى الحياة في سوق الموردة وقطعة ارض بنت عليها منزلها وتبنت مجموعة من الاطفال . وعرف الحي بفريق ريد .
قام احد رجال امدرمان كما سمعنا بتقبيل زوجة برامبل في الشارع . وقدم الرجل لمحكمة حسب القانون بدون اعتداء او تعذيب. ودفاع الرجل انه شاهد الخواجية وهي اجمل امرأة تقع عليه عيناه وهي تسير في الطريق ولم يتمالك نفسه وقام بتقبيلها . فتنازلت السيدة عن حقها في القضية اعجابا بشجاعة الرجل والذي اشاد بجمالها. وغضب برامبل الي ان احمر وجهه . واطلق سراح الرجل .
بابكر بدري الذي كان مشاكسا ويتمتع بلسان رباطابي اشتبك مع برامبل في مكتبه وعندما قال له برامبل ... اقيف عندك ! تقدم بابكر بدري وقال له انا مت في يوم كده ... وكدة وعدد له المعارك التي خاضها وانه لا يخاف منه. والسبب كما اورد بابكر بدري انه اغتاب برامبل وقام البعض بنقل الوشاية . ورفض برامبل اعطاء بابكر بدري ارضا لمدرسة الاحفاد كما وعده في البداية . ذهب بابكر بدري واشتكي برامبل لمفتش التعليم . واجبر برامبل لاعطاء الاحفاد الارض المواجهة لدار حزب الامة علي شارع العرضة . وهي مسجلة بإسم الشعب السوداني مثل جامعة الاحفاد . بابكر قال لمن اشاد ببرامبل وقيامه بكل شئ بنفسه ... اريتو ما عمل شئ خصى الرجال خلو كل حاجة لبرمبل ، وابلغ البعض برامبل .
مفتش امدرمان قبل الاستقلال اخرج جريدة السودان الجديد من خزانته ، وكان مكتوب فيها ان المفتش اخذ رشوة لاعطاء العم قديس عبد السيد ارض سينما برامبل التي كانت في مكان بريد امدرمان الحالي . والارض كانت بالايجار لمدة 20 سنة فقط . فقال له بابكر بدري انهم يعرفونه منذ ان كان شابا يافعا في رفاعة ويعرفون نظافة يده . فقال المفتش ان شهادة كبار السودانيين تكفيه . ولم يقاضي الجريدة ... كما يحدث اليوم من الكيزان والامن .
مكاوي سليمان اكرت هو اول ظابط وطني لبلدية امدرمان . وهذا هو الاسم الذي تغير لمعتمد . العم اكرت درس الادارة عندما كانت الادارة تدرس في الجامعات وهو رفيق الاداري خليفة محجوب واؤود عبد اللطيف والبقية من من خدموا الوطن . ولم ينس العم مكاوي اننا كنا جميعا احفاد الرعاة والترابلة ونسكن في بيوت الجالوص . ومكاوي طور نفسه وتعلم التنس والبولو وهي لعبة تمارس من علي ظهور الخيل . وهو ابن خالة عبقري السياسة عبد الرحمن الوسيلة . ونشا الاثنان في نفس الحوش في الركابية وتشبعا بروح امدرمان . ووالد عبد الرحمن الوسيلة كان غسال الحي . واستطاع ابنه ان يكون قاضي مديرية الذي كان احد 9 من القضاة . ومرتبه ثاني اعلىى مرتب في البلد وله ميكن ومخصصات وخدم وحشم . لان الدولة كانت تطبق الاشتراكية وتعطي فرص متكافئة للجميع والتعليم والعلاج كان مجانيا . وهذا ما استمتع به الكيزان . والآن يحرمون منه الآخرين . الحاقد نافع سكن عند اخيه بدوي وسكنا بدون اسرة في الخرطوم وهما يرتديان العراريق المتسخة ويعملان في الدكان . ونسي نافع الغداء بالطحنية ، والجبنة وحقد علي كل البشر . وساعده التعليم المجاني . ولكن بعض البطون والعيون الفارقة لا تمتلئ ابدا .
العم اكرت عرف تحببا عند اسرته بعبد الكوشة ، لانه كانت ينبش المجلات الانجليزية من الكوشة ويكب علي قرائتها . وكان يمشي من امدرمان الي الخرطوم لكي يحضر المحاضرات في مجلس الثقافة البريطاني ويعود راجلا . واجتهد في دراسته . وكان مشتركا في الصندي تايمز و النيو ستيتمان . وعضوا في الجمعية الفابية لمحاربة الاستعمار . والفابيون هم اشتراكيون يؤمنون بالوصول الي السلطة عن طريق رضاء الشعب وصناديق الاقتراع . واكرت كلن مشاركا في الكثير من المشاريع التي تصلح المجتم وتسعد المواطن مثل ملجأ القرش الذي تكون بجمع القرش علي القرش . وكان ملجا لتعليم الاطفال الميكانيكة والنجارة والحدادة والاعمال الجلدية بجانب القرائ والكتابة والدين. ولهم فرقة للكشافة والموسيقية الجمباز وكرة القدم . كانوا من المميزين وسطنا ويافوقون علي الآخرين . و الامرليس نهب المال العام وتمكين الموتورين من البلاد والعباد .
في بداية مايو كان النميري يطوف السودان . وكان يقول للناس في كردفان ان ثورة مايو ليست كالحكومات السابقة .... ويسأل ... في مسئول زمان بيجيكم ؟ وكان الرد ان مدير المديرية مكاوي سايمان اكرت كان يطوف عليهم .
كان يكفي في امدرمان ان يقول الانسان مامون ليعرف الناس ان المقصود هو مامون الامين من بيت المال
في زمن مامون ادخلت الاضاءة الحديثة وقديما كنا نشاهد بعض الرجال علي اقدامهم او علي دراجات يطوفون كل امدرمان لفتح الاضاءة في الشوارع بواسطة ,,القنا ,, . وفي عهد مامون تغيرت عربات الزبالة التي تجرها البغال الي العربات الحديثة ونجلت الميادين وغرست الاشجار . وكانت الشتول توزع مجانا للبيوت لكي تغرس امام المنازل ومامون يطوف امدرمان ويتفقد كل كبيرة وصغيرة . وبابه مفتوح للجميع . اتاه رجل يحمل رسالة من الرئيس الازهري طالبا خدمة . فقام مامون بتمزيق الرسالة امام الرجل وافهمه بأنه لا يقبل الوساطات . وذهب الرجل الي الازهري وهو غير مصدق . وقال له الازهري انه كان يعرف ان مامون سيرفض . ولكن الرجل لم يكن ليصدق ان مامون الاتحادي سيرفض طلبا للأزهري. واراد الازهري ان يعرف الرجل البيان بالعمل .
عندما بدا واضحا ان دائرة الازهري والتي هي اكبر دائرة في السودان قد يفوز بها الشيوعيون وحدث هذا في 1968 بواسطة عبد الخالق ارادوا اضافة جزء خاص من امدرمان للدائرة . فذهبوا الي مامون الذي اكتفي بأن قال لهم ,,طز ,, . فالرجل كان مثالا للأمانة والاعتدال . كان اسم مامون عنوانا لطهارة اليد . لقد عشنا رصف شارع الاربعين العرضة وزرع النجيل في وسطة والاشجار الظليلة التي كانت تروي بالفنطاز الذي يجرة البغال . وشاهدنا النوافير والحدائق مثل حديقة العمدة التي لم يكن من توقعها قديما وتوسيع حديقة الموردة ونافورة جميلة تتوسطها . ونطمت الجندول و انشأت حديقة النيلين . وتقول لي فاتح ولا قافل .
محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله رافق المحافظ شاش في الدراسة في كلية الادارة وكان معهم القاضي الاسطوري محمد يوسف وليس الكوز محمد يوسف . وبدأ شاش ومحمد صالح عملهما من بداية السلم الوظيفي كنواب مآ مير في رشاد في جبال النوبة . وانتهى الامر بشاش كمحافظ وسط اهله في شرق السودان . ولا يزال الناس تذكره بخير . كان بالرغم من تقدمه في السن والوظيفة يرافق الاوربيين الذين يحفرون الآبار ويبنون الحفائر لاهله تطوعا . ينام في الاحراش والصحراء حتي في الثمانينات. ترقوا بسبب جهدهم وعملهم وليس لان شقيقاتهم قد تزوجن بكوز مسيطر او لانهم قد مسحوا جوخا لانقاذي . في زمن محمد صالح عبد اللطيف ظابط بلدية امدرمان مسحت المهدية . وكان العم الزاكي من قدماء الانصار ، سكن في المهدية وكانت له بئر وعشة واغنام . وعندما جاء المساحون طردهم ، فاحضر المساحون البوليس . فجرد الزاكي سيفه . فتراجع البوليس ، وقديما كان حتي للشحادين والمجانين حقوق يحفظها لهم المجتمع , واتصلوا بالسيد عبد الرحمن الذي ارسل العم باب الله الذي كان يرافق السيد عبد الرحمن . وانتهت المشكلة ومن المؤكد ان السيد عبد الرحمن قد عوض العم الزاكي . وانتهت المشكلة بكل بساطة . وتكونت الثورة التي هي اكبر امتداد لامدرمان . والمحافظ الانقاذي وضع ريس البنطون وابنه في السجن لانه سمح للآخرين بدخول البنطون مع الوالي الذي كان في مهمة فاتحة ولا يعرف متي سيرجع . وليس الغريب ان المزكور اعلاه قد صار معتمدا للبقعة ... محن محن ... ثم محن .
ويقول المزكور اعلاه في احدي عواصفه الذهنية ان المعارضين يجب ان يحرموا من الدفن في السودان . هذا نوع من اللؤم لم يبلغه حتى الشيخ النجدي ، الذي اشار بإحضار شاب من كل قبيلة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم حتي يتفرق دمه علي كل القبائل . هل لبعض الامهات مقدرة لانتاج حليب غني بالحقد بدلا عن الانزيمات ؟
محمد صالح هو من بدا التنجيل وكانت هنالك اربعة قطع منجلة في شارع المورده علي بعد خطوات جنوب المجلس . وحديقة صغيرة حول نصب سلاطين التذكاري المصنوع من القرانيت امام السردارية . واقترح محمد صالح ان تستلم البلديات المكتبات العامة . وهذا معمول به عالميا . ولم تنفذ الفكرة وماتت مكتبة امدرمان المركزية . ويجب ان تتكفل البلديات بالمكتبات بدلا عن وزارة المعارف التي لها الكثير من الاعباء والمشاغل . ولكن الوعي والمكتبات ليست من اوليات الانقاذ .
بعد ان اكمل محمد صالح فترته صار مفتشا في مدينة الرنك . وتذوق الناس الديمقراطية والتعاون والصداقة . ووضعت تحت مسئوليته كمية ضخمة من العيش وارتفع ثمن العيش وكان الفرق20 الف جنيه . قام بتسليمها للدولة ووقتها كان المنزل الجيد في العاصمة في نهاية الخمسينات يباع بالف جنيه .
يذكر اهل اعالي النيل عدل وصداقة محمد صالح . ولقد اطلق اخي السلطان يوسف نقور جوك طيب الله ثراه اسم محمد صالح علي احد ابنائه . ومنهم عمر ومصطفي والسفير فقوق او حسن . لقد توقف انتزاع الاراضي عن طريق الرشوة لعمل المشاريع الزراعية. وتوقف الصيد الجائر والاعتداء علي الغابات ، وتغول بعض رجال البوليس علي المواطنين . اين المزكور اعلاه من هذا . عندما رجع محمد صالح لقاضي جنايات امدرمان لم يكن له منزل او سيارة كانت سيارة الدولة تاخذه لعمله . وكان يسكن بالايجار الي فترة امتدت لنصف قرن . ولم يكون اي منهم ثروة تذكر .
كما ذكرت في كتاب حكاوي امدرمان ان محمد صالح لانه زوج شقيقتي فقد سكن معنا في المنزل لسنين عديدة . واشتكينا له عن الكوشة التي امام منزلنا . وكانت تتواجد فيها دائما بعض الفطائس . فقال لنا ... انا بكرة ممكن انقل الكوشة دي .... لكن حيودوها وين ؟ مش حيختوها قدام بيت زول تاني وهو برضو حيضايق زينا كده ؟ ولم نتطرق للكوشة بعدها . كان ذالك درسا بليغا وعيناه . هل يستطيع المزكور اعلاه ان بفهم مثل هذه الرسالة ؟
في 1982 دخلت مطار الدوحة وسمعت صوتا يقول .. يا شوقي الكرسي ده فاضي . فجلست بجانب الاخ عبد الله البشير بقامته الطويلة . وبدون ان نتصافح واصلنا ونسة بداية الستينات في فنقر والسروجية بعد فترة 18 عاما لم نتقابل فيها . وسألته عن البعاتي وبارود وراس خروف اولاد الطريفي طليق وكرك .وبعد ايام اخذني عبد الله لزيارة ظابط البوليس النبيل الذي حل له كثيرا من المشاكل عندما ضاع جوازه وجواز زوجته الاوربية . وكان يشيد بالظابط بطريقة تشوقت لرؤية ذلك الظابط . ولم استغرب قصة روعة ذلك الظابط عندما قابلته ، لانني اعرفه جيدا . انه العقيد وقتها ميرغني الحاج ابن رفاعة وقريب محمد صالح وبمثابة ابنه وصديقة . ذلك رجل خلق ليساعد ويخدم الناس . لم يكن يتأفف او يشتكي . له اخلاق الملائكة وكل افراد اسرته من النساء والرجال يوضعون في الجرح ليشفى .
في سنة 1984 فكرت وانا في الامارات في شراء هدية لميرغني الحاج . ووقع اختياري علي تلفزيون للسيارة كان وقتها محبوبا عند اهل الحليج. وخوفا من رفض ميرغني تركت التلفزيون عند محمد صالح الذي كان يضحك . وعرفت منه ان السيد العقيد لم يمتلك سيارة . والمزكور اعلاه حيكون عنده اقل شئ ربع دستة .
عندما كان محمد صالح قاضي جنايات امدرمان قدم له فاروق ابو عيسى واحمد سليمان . وكانا يدافعان عن كل الديمقراطيين . وكانا يتعرضا للحكومة العسكرية الاولى بالنقد والتشهير في مرافعاتهما . طلب من محمد صالح محاكمتهما . فاطلق سراحهما لانه ليس هنالك جريمة . فأرجعت له القضية مع امر باصدار حكم بالسجن . فقال محمد صالح في حيثياته ان تلك ستكون سابقة غير صحية تفرق بين القضاء الجالس والقضاء الواقف . وحكم عليهما بيوم واحد سجنا ، ينتهي بإنتهاء الجلسة .
طرد محمد صالح من الجنايات . وارجع مولانا احمد العاقب من الاستيداع وحكم علي الاثنين بسته اشهر سجنا .
بعد اكتوبر صار محمد صالح وكيلا لوزارة الاستعلامات والعمل او وزارة الاعلام . وكان الوزير ابو حسبو الذي ترك الشيوعيين وانضم الي الاتحادي . وفي مايو قدم ابو حسبو للمحاكمة بسبب الفساد والبلاغ كان كيديا من الشيوعيين . وكان محمد صالح شاهد الاتهام . وقال في المحكمة ان الوزير لا دخل له بسير الوزارة ، لان هذا مسئولية الوكيل ، واذا كان هنالك من يقدم للمحاكمة حسب القانون فهو محمد صالح عبد اللطيف الوكيل . وغضب ابو القاسم وزين العابدين . وقالوا له انهم كانوا يريدون ان يجعلوا منه وزيرا .
عندما صودرت املاك الوطنيين وشرد الناس ومورس التطهير، تشارك الامميون والقوميون في اغرب زواج، وهو زواج الاضداد . سلم محمد صالح شركات مرهج التي كانت تمثل الكثير من الشركات وتمتلك العمارة الضخمة في شارع القصر . وانتزع منزلهم علي النيل واعطي كهدية للشيخ زايد . ولم يسترد البيت الي ان اتت الانقاذ كما اذكر وبعد تراجع النميري ارجعت الشركات لاصحابها . ولكن من استلموها كانوا قد نهبوها . شركة مرهج اذدهرت اعمالها وكانت كل الدفاتر محفوظة وزاد رأس المل واصر فؤاد مرهج علي مواصلة محمد صالح العمل في الشركة .
لا ادري اذا كان الامر بسبب محمد صالح او لسبب آخرولكن فوآد مرهج اسلم علي يد محمد صالح . واذكر بعد سنين عديدة ونحن جلوس في مكاتب مرهج في شارع القصر عمارة الخطوط الجوية السودانية ان محمد صالح القانون يتذكر ان بول ابن فؤاد لا يمكن ان يرث والده لان الشرع لا يبيح للمسيحي ان يرث المسلم. وتبع بول والده وصار مسلما .
امثال هولاء الرجال كانوا يجلسون في عرش البلدية وليس لهم حاجب او مانع من دخول الناس عليهم . كان لهم مكتب بثلاثة ادراج . كل ورقة تدخل عليهم تخرج في نفس اليوم .
كانوا يؤمنون بأنه خدم لاهلهم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.