عيسى إبراهيم * * دعا وزير التنمية (الألماني) الاتحادي "غيرد موللر" لخطة مارشال لقارة أفريقيا بالنظر إلى تدفق اللاجئين من القارة السمراء، وقال موللر في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر يوم الأحد (السابع من أغسطس 2016) إنه لا يمكن مكافحة أسباب اللجوء إلا على هذا النحو، كما دعا الوزير الألماني لاستثمارات كبيرة في مجال البدائل المستقبلية والطاقة الخضراء وكذلك التدريب المهني لمجالات المستقبل، وقال: "يتعين على الدول الصناعية الغنية إدراك أنه لا يمكنهم مواصلة زيادة رخائهم على حساب الأشخاص في أفريقيا"، وناشد موللر الدول الأفريقية التي تحصل على مساعدات تنموية ضرورة استعادة اللاجئين من جانبها، وأضاف وزير التنمية الاتحادي: "لذا نربط عدداً كثيراً من برامجنا الخاصة بالتدريب مع برامج الاستعادة، ومن خلال توفير دورة تدريبية ومساعدات لا نوفر فقط حافزا لإرجاع "اللاجئين"، ولكن نوفر فرصة حقيقية بأن يبني العائد إلى موطنه مستقبلا لنفسه ولأسرته، (المصدر: د. ياسر الشريف المليح ألمانيا – صالون الجمهوريين - ع.غ/ م.س - د ب أ).. * مشروع مارشال الذي نسب له الوزير الألماني "خطته" لاخراج أفريقيا من حفرة وهدتها وتخلفها وبهدلتها ونزوع أهلها لمغادرتها إلى أوروبا طلباً لوضع "سياسي اقتصادي اجتماعي" أفضل هو مشروع اقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وضعه الجنرال جورج مارشال، رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية، ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير 1947 والذي اعلنه بنفسه في 5 يونيو من ذلك عام (1947) في خطاب امام جامعة هارفارد، وكانت الهيئة التي اقامتها حكومات غرب أوروبا للاشراف على إنفاق 12.992 مليار دولار أميركي قد سميت " منظمة التعاون والاقتصادي الاوربي" وقد ساهمت هذة الأموال في إعادة اعمار وتشغيل الاقتصاد والمصانع الاوربية، (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9).. أفريقيا عقبات تتحدى ال "خطة المارشال" * تقرير الجزيرة نت يتساءل: أين ذهبت أموال القروض والمنح والمساعدات الاقتصادية التي قدمتها الدول الأجنبية على مدى الأربعين عاما الماضية للدول الأفريقية؟ ولماذا وصلت المشكلات التنموية في القارة إلى ما وصلت إليه؟، ويرجع التقرير أسباب تدهور التنمية في أفريقيا إلى أسباب خارجية (يتهم التقرير الدول المانحة باستهدافها تحقيق أغراض خاصة بدعمها بعض الأنظمة السياسية الأفريقية التي تحقق مصالحها، أو كوسيلة لدفع الدول المستقبلة للمعونات لوضع سياسات تعزز من السيطرة الاقتصادية لهذه الأطراف الخارجية)، وأسباب داخلية (لخصها تقرير البنك الدولي عام 1996 بالقول إن معظم الدول الأفريقية تعاني من أزمة في الحكم وكفاءة الدولة حيث ينتشر الفساد في جهازها الإداري والسياسي وتنظر النخب الأفريقية لموقعها على أنه مصدر لإثرائها، وتعاني بعض الدول الأفريقية من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي (الصراعات الأهلية في جنوب السودان والكونغو الديمقراطية وأنغولا) الذي يؤثر في أدائها الاقتصادي، يضاف إلى ذلك عدم وجود القوة البشرية المناسبة لتحقيق التنمية نظرا لانخفاض مستوى التعليم والرعاية الصحية في كثير من دول القارة.)!. (المشكلات التنموية في أفريقيا - http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/7b4b4877-2e83-48ec-be0f-f4d037994bda). * أفريقيا مازالت تعانى حتى الآن من مشاكل معقدة على رأسها الفقر والمجاعات والجهل وإنتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة وانخفاض معدلات التنمية والتضخم السكاني، واكثر هذه المشاكل كارثية احتدام ازمة الهوية بين العرقيات المختلفة واتجاه كل طائفة الى بسط نفوذها على مناطق معينة ورغبتها فى الاستقلال الذاتى، مما اوجد الصراعات العرقية والحروب الأهلية فى شتى انحاء قارة افريقيا، كما شهدت المنطقة من جنوبالسنغال وحتى ليبريا حروبا وصراعات أخرى تورطت فيها نحو خمس دول أفريقية أخرى، كما أن بعض الدول الأفريقية الأخرى لا تزال تشهد صراعات عرقية عنيفة مثل: رواندا وبوروندي وأوغندا وتشاد وجيبوتي والسودان ومالى والنيجر والصومال، من ما أدى إلى مخاطر عدم الاستقرار السياسي وانهيار الدولة، وشيوع ثقافة العنف والفساد في هذه المجتمعات. (المصدر: المركز الديمقراطي العربي (http://democraticac.de/?p=34092) * من بين عشر الدول الأكثر فساداً في العالم (تركزت معايير الدراسة على مدى تكرار الفساد، ومدته، وانتشاره، وحجمه) احتلت 6 دول أفريقية (60%) من أصل العشرة مواقع لها في الاحصائية وتصدرت القائمة الصومال، وتبعتها في ذلك: جمهورية أفريقيا الوسطى، السودان، غينيا، ليبيا، جنوب السودان (http://rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/210620155)، وفي قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم تنضم إلى القائمة نيجيريا ومصر والجزائر (http://www.tahrirnews.com/posts/385418/)، وفي تقرير عن أكثر خمس دول فساداً في أفريقيا جنوب الصحراء تتصدر الكونغو الديمقراطية وتأتي معها في القائمة الصومال، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والسودان، وغينيا الاستوائية، ويربط التقرير بين الانتشار العالي للفساد في أفريقيا جنوب الصحراء بمستويات عالية من الفقر وعدم وجود مؤسسات فعّالة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. بل إن المسئولين عن مكافحة الفساد يكونون في غالب الأحيان هم الأكثر استفادة منه، وهو ما يفسر عدم فعّالية جهود السلطات في هذا المجال وفقا للتقرير (http://essahraa.net/node/12401). * وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون (في زمانها) أكدت أن التنمية في إفريقيا يواجهها العديد من التحديات منها نقص البنية التحتية، عدم الاستقرار السياسي، والفساد، مشيرة إلى إن الفساد الذي يكلف إفريقيا نحو 150 مليار دولار سنويا "يبعد الاستثمار ويخنق الابتكار ويبطئ التجارة"، وانتقدت الوزيرة الأمريكية خلال مشاركتها في المنتدى السنوي للتجارة الأمريكية مع إفريقيا انتقدت ارتفاع التعريفات الجمركية وفساد مسئولي الحدود والبيروقراطية التي تعرقل التجارة البينية داخل إفريقيا وتكبح التكامل الاقتصادي الإقليمي (http://www.ahl-alquran.com/arabic/printpage.php?doc_type=0&doc_id=11878). * أصدر مركز "النزاهة المالية العالمية" الأمريكي إبريل الماضي تقريرا خاصا حول تهريب الثروات من القارة الإفريقية على مدى 38 عاما، واحتلت نيجيريا المرتبة الأولى ب89.5 مليار دولار، ومصر ب 70.5 مليار دولار، و الجزائر في المرتبة الثالثة ب 26.137 مليار دولار من حيث حجم الأموال المهربة. ورجح التقرير أن يكون حجم الأموال المهربة من إفريقيا بطرق غير مشروعة قد بلغ 1.8 تريليون دولار، والتي تفوق حجم المساعدات المالية المرصودة لتنمية القارة السمراء وتخفيف حدة الفقر والجوع والأوبئة، وتفوق أيضا حجم مديونية القارة، وذكر التقرير أن أكثر من 40% من الأفارقة تحت خط الفقر، وقد وضع الاتحاد الأفريقي خطة لمكافحة الفساد مؤكدا أنه أكثر ما يضر أشد الدول الأفريقية فقرا، موضحا أنه يتراوح ما بين تهريب زجاجة مشروبات كحولية بغية عدم دفع الرسوم الجمركية المترتبة عليها وما بين الرؤساء ونوابهم الذين يعيشون بمستويات معيشية عالية لا تتناسب مع ما يعلنونه من دخل. وتؤكد دراسة صادرة عن الاتحاد إن ما يترتب على الفساد من خسائر يزيد أسعار السلع بمعدل 20%، ويعطل الاستثمارات، ويعرقل التنمية، وإن معظم الخسائر يتكبدها الفقراء (المصدر السابق). * أنا أدعو هنا الغرب وقادة الرأي من الأفارقة والمهتمين بالشأن الأفريقي عموماً إلى انتهاج تفكير يكشف الواقع المتردي لإنسان أفريقيا، ويقترح الحلول لهذا الواقع الكالح، قبل اقتراح ال "خطط المارشالية" الاقتصادية، إذ أن أفريقيا تعاني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مع بؤس في التعليم والصحة والوعي العام وانتشار الحروب العبثية هنا وهناك، وليبدأ التفكير باشراك إنسان أفريقيا في حل قضيته، واعطائه الاعتبار الكافي في مجال التوعية، فهو الذي يعاني "الرهق" في كل شيء!!.. *عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.