مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرب ليس كله خير .. ولكن توجد معقولية .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 08 - 11 - 2016

اسكندنافية بلاد تتمتع بالمعقولية والنظام . يسكنها بشر منهم الاخيار والاشرار. ونحن السود الذين اتينا في البداية وجدنا نوعين من العنصرية بشقيها الايجابي والسلبي. ولقد قلت من قبل ان التفرقة الايجابية خطا مثل التفرقة العنصرية . انا لا اريد سوي حقي ولا اريد اي نوع من العطف او الصدقة .
اليوم يجد السود فرصا كبيرة في الاعلام والرياضة والوظيفة في البوليس والحياة الاقتصادية والوظائف تحت سياسة اعطاء الجميع فرصة للمشاركة في الحكم ونشاهد النساء من السود كوزراء ومسئولين . ونحن قديما وجدنا الاستخفاف في بعض الاحيان والرفض وعدم التقبل عندما ظهرنا بمظهر وانفة لم يتعود عليها السويديون . ودخلنا في مواجهات مع الشرطة رجال الجمارك والجوازات ومصلحة الضرائب الخ . وفي بعض الاحيان وجد اطفالنا المضايقات من المدرسين وزملاء الدراسة وبعض الجيران . ووقفنا بصلابة وانتزعنا حقوقنا رغم انف من لم يقبل بنا . ولكن المعقولية هي السائدة في هذه المجتمعات . ومن يعادون الاجانب بالرغم من اعدادهم المتزاية يظلون اقلية .
الاعلام السويدي انشغل في الايام الاخيرة بمشاكل الشغيلة والمزارعين في زامبيا وجنوب افريقيا . والكثيرون يزكرون لاعب الكرة السوداني كاوندا الذي تحصل علي اللقب بسبب الرئيس الزامبي كاوندا . الذي كان صديقا للسودان لأن السودان مد يد المساعدة لزامبيا عندما قاطعتها وحاصرتها شقيقتها روديسيا بعد استقلال زامبيا ، واستلام البيض السلطة في روديسيا بمساعدة جنوب افريقيا العنصرية . احتاجت زامبيا لمد خطوط السكك الحديديبة عبر تنزانيا لتصدير النحاس السلعة التصديرية الاولي للدولة . وبعد مساعدات العالم تمكن اهل زمباوبى من استرجاع وطنهم . وارسل السودان المهندسيت والعمال والخبرات للسكك الحديدية ومد خطوط الكهرباء والتلفون الخ في زامبيا. الرئيس كاوندا كان في مؤتمر الخرطوم للدول الافريقية . وهو في المؤتمر عرف بأنه لم يعد رئيسا على زامبيا ، فودع نميري وترك الخرطوم . كان رجلا معقولا ومن خيرة زعماء افريقيا .
بعد التخلص من آيدي اسميث وحكومة البيض وتغيير اسم البلد من روديسا المستمد من اسم المغامر سيسيل رودوس الي زمبابوي . قام الرئيس موقابي بتحطيم احدى اغني الدولة الافريقية . وبدا الامر بالتخلص من جشوا انكومو وهي القائد الفعلي الذي قاد النضال المسلح بقوات الماتابلي زولو . واعتبر الاغلبية من الشونا ان الماتابلي زولو دخلاء اتو من الجنوب الافريقي مثل البيض الذين اتو من اوربا .
عندما زرت زمبابوي في الثمانينات كانت العاصمة تضاهي المدن الاوربية والاقتصاد لا يزال قويا . ولكن عدم المعقولية قد حطم زمبابوي .وصارت الطغمة الحاكمة اسوأ من البيض بمراحل .
لقد تقرر في الستينات ان تقوم كل الدول المتطورة بدفع واحد في المئة من دخلها السنوي للدول النامية . والسويد فقط تدفع 40 مليون دولارا لاتحاد المزارعين في زامبيا . وتدفع فنلندا مبلغا مماثلا . قام احد اعضاء الاتحاد بارسال خطاب للسفارة السويدية يخبرهم بأن الاموال تذهب الي رئيس الاتحاد واسمه اندابو اندابو . وقام اثنين من الصحفيين السويديين بالسفر الى زامبيا لمقابلة رئيس اتحاد المزارعين لاجراء حوار معه ووجدوا انفسهم في الاعتقال بواسطة البوليس لعدة ايام . بعدها توجه تيم كامل الي زامبيا.
وكشف التيم عن تقاعس السفارة السويدية والسفارة الفنلندية من متابعة اموال دافع الضرائب الاسكندنافي . فعندما طالبوا طاقم السفارة لاخذهم الي بعض المزارعين الاعضاء في الاتحاد وضح انهم لم يقوموا بزيارة المزارعين ولم يعرفوهم وكانوا يسلمون الاموال للسيد اندابو اندابو الذي بنى قصرا به حديقة حيوان تتبخطر فيها انواع الغزلان وحمر الوحش والحيوانات النادرة و وبحيرة للأسماك وملعب للقولف ، لعبة الاغنياء . وتذكرت المناضل العبيد وشيخ اللمين زعماء المزارعين الصامدين عليهم الرحمة . شيخ اللمين كان شخصية عالمية يستقبل بالاحترام في موسكووبراغ وكثير من مدن العالم . كان وزيرا للصحة في السودان . وكان متكلما جيدا ورجلا مطلعا .
وفي المؤتمر الصحفي لم يأت الرئيس اندابو اندابو بل ترك نائبته وبعض بطانته ومنهم رجل ابيض كان يدافع عن الرئيس باستماتة . ويبدو ان الجميع فاسدون وقد تصرفوا في مئات الملايين من الدولارات . وكان الرئيس يستلم 5 الف دولار اسبوعيا كنثريات . و المزارع يتضور جوعا . وتذكرت محافظ الجزيرة الكوز الذي كان ينظم افطارا فاخرا لبطانته مرتين في الاسبوع لانه يصوم ويتقرب الي الله بالمال المسروق . لماذا نحن هكذا . حتى عندما نسرق او نتغول علي المال العام تنقصنا المعقولية . فإن ما يقوم به الكيزان في السودان الفقير يفوق التصور . كيف يصير مراسلة اسمه طه في السودان مسيطرا علي دولة هاجر منها 10 الف قانوني اخيرا ، وعدد لا يحصى من المحاضرين والاطباء والمهندسين . ونجد من يدافع عن الانقاذ . محن ...محن ومحن .
الفريق السويدي قرع السفراء وعرضهم للخجل بسبب عدم اهتمامهم . وتحدث مع المزارعين واعضاء النقابة . والرجل الذي كتب التقرير المفصل وعرف بنافخ الصافرة ,, ويسل بلوور ,, . وانتهي الامر بالرئيس اندابو اندابو وزمرته في السجن . ولكن نحن الافارقة لا نجد ما ندافع به امام معارفنا ،ابناءنا وربما احفادنا الذين صاروا يفهمون وقد يكون السؤال لماذا انتم هكذا يا جدي ؟
نحن في السودان لم نكن ابدا هكذا . كنا نضحك علي دول الجوار ولم نكن نستطيع ان نتخيل او نفهم ان هنالك بشر يستطيعون نهب اهلهم . وفي السودان كان اهلك اول من يحاسبك عندما يظهر بعض المال المشبوه . ولكن بعد الانقاذ صار الاهل اول من يرقص ويصفق للحرامي .
عندما انضم السويديون الى الامم الاوربية نوفشت مشكلتان كانوا قد يجعلوا السويد تمتنع من الانضمام . المشكلة الاول ,, ودعماري ,, او الصعوط ... التمباك الخ ففي السويد التمباك من مقومات الشخصية السويدية , ويقولون عن البنت الجميلة او الحاجة الرائعة ... ذي التمباك . ورضخت اوربا وصار التمباك يباع في اوربا وارتاح السودانيون عندما يذهبون الى اصدقاءهم في الدنمارك . لأن الصعوط صار يباع في الدنمارك . الغريبة السويديون لا يصدقون ان السودان والجزائر وباكستان وافغانستان يعشقون الصعوط اكثر منهم . والفرق ان النساء في السويد يحبون الصعوط كثيرا .
الشئ الثاني هو رفض السويد بيع الخمور بحرية كبقية اوربا . والخمور تباع بواسطة الدولة فقط في متاجر الدولة التي نفتح فقط في النهار ولا تفتح في نهاية الاسبوع للحد من اسيتهلاك الخمور . ومنظمة بيع الخمور تعلن عن نفسها باعلان انخفاض مبيعاتها ونجاح حملتها في حد من الاستهلاك . وتجد عناوين مثل اذا لم تستطع مقامة شرب الخمر فلتبتعد عن الخمور القوية فلتشرب النبيذ . او ان زجاجة الويسكي قد تعني شراء سترة نجاه للعوم . لان بعض الغرقي قد غرقوا وفي دمهم كمية من الكحول . ثمن زجاجة الخمر التي تشتريها يمكن ان تشتري غرضا جيدا لابنك .
ان منظمة الخمور السويدية قد تكون اكبر مشتري في العالم للخمور خاصة النبيذ . لانهم يشترون لامة كاملة بدلا من آلاف المشترين في العادة . وهذا يجعل السويد مهمة جدا في هذه التجارة .ونسبة لإرتباط السويد القوي بحكام جنوب افريبقيا حتي قبل القضاء علي نظام الابارثايد العنصري السويد تشتري 30 في المئة من احتياج البلاد من من النبيذ من جنوب افريقيا وليس ايطاليا فرنسا ، اسبانيا او عشرت الدول الاوربية وغير الاوربية . وبسبب المعاملة الغير حميدة التي يلاقيها العمال الزراعيين في جنوب افريقيا يصيب ,, الجنون ,, الاعلام السويدي . سيدة حامل في شهرها السابع تطرد من العمل في مزرعة رجل ابيض لانها لا تستطيع ان تواكب وتيرة العمل الضاغطة . ولا يجد العمال السود الاجور المناسبة والمعاملة العادلة .
قانون السويد لا يسمح بالاستيراد من شركات تستخدم عمالة الاطفال او المساجين او اي نوع من انواع العبودية والاستغلال في العمل . وبالتعاون مع النقابات العمالية يكشف السويديون ان الملاك البيض يستغلون عمال الزراعة الافارقة . بطريق بشعة . ويتحصل العامل علي 250 راند لعمل يقصم الظهر في حقول الاعناب التي تمتد الا ما لا نهاية . وهذا اقل من الحد الادني من الاجور الذي هو اكثر من 300 راند لثمانية ساعات عمل فقط وليس 12 ساعة . السود يعملون مع 3300 منتج للكروم التي ينتج النبيذ . ويتحصلون علي علامة الجودة التي توضع علي كل زجاجة وتؤكد عدم استغلال منتجيها للعمال . ولكنهم في واقع الحال يأتون بالعمال من من خارج جنوب افريقيا مثل موزامبيق الذين يتحصلون علي نصف مرتب العامل الجنوب افريقي المسحوق . العامل المهاجر يستلم 100 الى 120 راند ، وينتج الكروم التي تعصر لتنتج النبيذ الفاخر للاوربيين . هذه ليست كلماتي بل الاعلام السويدي .
يعرض الاعلام السيدة الحامل التي طردت بسبب حملها . ويعرضون عمل الافارقة في الشمس الحارقة في عمل يجري بوتيرة سريعة تقصم الظهر . ومساكنهم المتواضعة جدا مقارنة مع اصحاب المزارع الفاخرة ، والذين لاقل شئ يطردون العامل الافريقي ويكتفون ب ,, اخرج من ارضي ,, . والسادة السود الذين يحكمون البلاد اليوم يهتمون بانفسهم فلقد تغير لون السادة فقط . وقبل سنوات حصد رصاص البوليس الاسود العمال السود في جنوب افريقيا عندما طالبوا بحقوقهم.
ان جنوب افريقيا لم تعد معتمدة علي الهب فقط فتجارة الخمور والمنتجات الزواعية تدر مالا وفيرا والسياحة مذدهرة ن ولا يمكننسيان الصناعة فجنوب افريقيا من اكبر المصدرين للسلاح وينتجون خيرة الهاوتزر .. المدافع . ولكن لا يزال السود يعانون من الظلم .
في الجمهورية الرومانية الاولي كان القانون لا يسمح للمالك لان يمتلك اكثر من 320 فدانا . ولكن اغلب القوانين يمكن التلاعب عليها . وتمكن النبلاء ورجال مجلس الشيوخ من التحايل وسرقة ارض الدولة . والرجال الذين ذهبوا للحرب دفاعا عن الجمهورية رجعوا ليجدوا ان ارضهم قد صادرها النبلاء الين امتلكوا المزارع الشاسعة التي عرفت باللاتفونديات ويعمل فيها مئات او آلاف العبيد . وكانت الكروم تعصرلانتاج مئات الآلاف من الدنان من النبيذ الذي يصدر وتحصل روما علي الفضة والذهب وتشتري المزيد من العبيد ويفقد صغار الفلاحين اراضيهم ولم يعد وجودهم مهما وينكدسون في المدن في مساكن من عدة طوابق وفي ظروف بائسة . ويفتك بهم السل والملاريا والدسنتاريا والامراض . ويحس النبيل والجنرال الروماني تايبيريوس بأن الامر سيؤدي الي ثورات والي سقوط الدولة . وينادي تايبيريوس بالاصلاح الزراعي ورفع الظلم عن المواطن . ولكن الاورجيكاليا قد صارت متمكنة كما يحدث اليوم في السودان . والاوليجيكاريا هي حكم الصفوه واستحواذهم على كل خيرات البلاد . وأخيرا يقتلون تايبيريوس ضربا بالعصي كما يفعلون مع اللصوص . ولكن هذا كان في 330 قبل الميلاد . لماذا يطبق هذا في السودان اليوم ؟
لقد كنا من الشباب الافريقي الذي حمل افريقيته عاليا . التقينا من كل افريقيا ، الامريكتين وجزر الهند الغربية الخ وحلمنا بالمجد والتقدم وانتفاضة افريقيا . وجدنا ان حالتنا تسير من سئ لاسوأ . هايتي التي غنينا لها وغنى لها السود كرمز للحرية هي من اتعس بلدان العالم . لقد استقلت كأول جمهورية للسود في العالم في 1803 . وحلم كل السود انها ستكون مثالا للعدالة والتقدم . لقد جعل الديكتاتور بابادوك الشعب الهاييتي من اتعس شعوب الارض . وصار ابنه بيبي دوك البدين اسوأ من والده . وقبل ان تعافى
البشر من الزلزال قبل ما يقارب العقد من الزمان حتي اتى الاعصار الاخير ليكشف الفساد وعجز الحكومة الهايتية من مساعدة اهلها وتفشي الفساد .
لايبيريا التي يعني اسمها الحرية التي رجع اليها اخوتنا من استعبدوا في امريكا ضد رغبتهم . وصارت جمهورية الافارقة الاولي . لقد صار العائدون يترفعون عن اهلهم الاصليين . وكان الرئيس توب مان يترفع عن الافارقة الاصليين واعتبر نفسه وبطانته الاستقراطيون الجدد وسمحوا لانفسهم باستغلال المواطن . وتعرض الوطنيون للإستغلال والضيم وانتقل الوضع الي سيراليون ودول الجوار . والنهاية كانت حروب الالماس والفظاعات التي كان يصعب تصديقها علي من عاشها ولا تزال آثارها موجودة . انها عدم المعقولية التي نعيشها نحن اليوم في عهد الانقاذ .
يتعرض الاعلام الاسكندنافي لحالة سكان حي كيبيرة في العاصمة الكينية نايروبي . انها حالة من البوؤس والشقاء التي لا يمكن ان تصدق , ان مستوي الفنادق الفاخرة والمتاجر والعمرانم الذي شاهدته في نيروبي قبل 3 عقود كان يدير الرأس . ولكن ما يحدث في السكن العشوائي شئ مخيف . فحي كيبيرا لاتوجد به اي نوع من الصرف الصحي سوي براميل ضخمة علي عجلات تكلف خمسة شلنات لتفريق البراز . ولعدم توفر الخمسة شلنا عند الكثيرين يقومون بالتخلص من الزبالة والبراز في النهر الصغير الذي يخترق الحي . والحي عبارة عن مجموعة من التلال والمرتفعات . ولقد اعطي للجنود السودانيين من اهلنا نوبة الجبال الذين اخذهم الاتراك للحرب في امكسيك كأحسن جنود في العاللم و واخذهم الالماني لتانجانيقا التي كانت مستعمرة المانية . وهم الذين هزموا البريطانيين شر هزيمة في معركة تانجا الشهيرة في الحرب العالمية الاولى . وكانوا اقل عددا من البريطانيين . واخذ البريطانيون اهلنا نوبه الجبال لشرق افريقيا , وبعد الاستقلال ابعدوا خارج نايروبي . والآن يحتاج الاثرياء للارض . وبالرغم من وجود 200 منظمة تحاول ان تساعد اهل الحي يتوقف مشروع الصرف الصحي الذي تبرعت به المجموعة الاوربية . بسبب الفساد وبسبب تعنت المسئولين .
وفجأة ترتفع العمارات العالية حول الحي والشقق معروضة للإيجار ولكنها ليست في متناول سكان كيبيرا . والحكومة الفاسدة والشركات الجشعة تضع اعينها علي اراضي كيبيرا . الا يذكرنا هذا بما يحدث الآن في الجريف وبري واماكن كثيرة في السودان . ويبدا المحافظ عبد الرحيم حكمه بالقول ....المحلات كلها باعوها . وهذا الكلام يصدر من احد اكبر قادة الانقاذ وهذا يؤكد ان الطراطير يحكمون السودان .
الصحفي وصاحب المحطة الاذاعية المحلية في حيكيبيرا يعرف ب بوي دالاس واسمه الحقيقي هم عبد الله موسي وهو من اهلنا النوبة , والمشكلة انهم لا ينتمون لقبيلة كينية . والقبلية مؤثرة جدا في كينيا . ويسمونهم في بعض الاحيان بالعرب لانهم في البداية كانوا يتكلمون العربية . وشكلهم وملامحهم نوبيبة قحة ولا يزالون محتفظين بعاداتهم السودانية . البرنامج يتابع الصحفي البسيط عبد الله موسي وهو يتابع احداث القتل والنهب التي يتعرض لها اهل الحي ومذابح تشمل عائلة كاملة في بعض الاحيان. والاطفال والكبار يتفرجون علي الجثث والاعضاء البشرية التي تظهر في مكب الزبالى ولا تخرج عن كونها شئ للمشاهدة فقط . السفيرة الفنلندية تقول بالمفتوح ان المشكلة هي الفساد . فكينيا تتحصل كل سنة لدعم من المانحين يمثل اربعة مليارد دولار وهذا يعني 20 % من ميزانية كينيا . ولكن الفساد يقضي علي كل شئ .
الرئيس الحالي اوهيرو ابن الرئيس جومو كينياتا الرمح الملتهب يمتلك 200 الف من الافدنة في اخصب الاراضي الزراعية . وله شركات عديدة . وهذا القدر من الاراضي لشخص واحد لم يتوفر لشخ واحد حتى في زمن الاستعمار الاستيطاني في شرق افريقيا . نحن اسوأ اعداء لانفسنا .
قابون من اغني دول افريقيا بسبب البترول والغابات الاستوائية وعدد السكان الذي هو حوالي المليون . ولكن ابن الرئيس عمر بنقو وشقيقة مارسا اعلى نوع من الفساد ومكنا الشركات الفرنسية من عنق الاقتصاد . واغلب استثماراتهم في فرنسا . وهذا الفساد ليس في افريقيا فرفعت الاسد شقيق الرئيس كان يتصرف في سوريا كفرعون . وشقيق السادات وابناءة اعتبروا مصر ضيعة لهم . اسماعيل توريه شقيق الرئيس سيكو توريه . كان يتفنن في قتل الخصوم وهي الذي طبق ما عرف بالموت الاسود. وهذا نوع من الموت يتمنى الانسان الموت ولا يجده . ولقد تعرض له الرجل العظيك احمد ديالو سكرتير منظمة الوحده الافريقية الاول لفترتين والحائز علي درجة الدكتوراة في القانون. لقد كانوا يمنعون عنهه وبقية المعتقلين الطعام و الماء. ديالو عرفته الخرطوم في في فترة الاحتفال بالقبض علي الالماني اشتاينر في بداية مايو وكان يقاتل مع حركات تحرير جنوب السودان . ولان المرتزقة احدثوا كثبرا من الزعزعة في افريقيا فالقبض علي اشتاينر كان حدثا ستحق الاحتفال . واشيتايبنر لم يكن يحارب من اجل المال كان علي اقتناع بأن الجنوبيين يحاربوت حربا عادلة . والجيش اليوغندي هم من اعتقل شتاينر بالصدفة في عهد الرئيس ابوتي الذي انقلب عليه عيدي امين . واطلق النميري سراح اشتاينر بعد فترة في صفقة مع المانيا , وذهب للحرب مع المسيحيين في لبنان . اشتاينر رفض النوم علي سرير والمعاملة الخاصة في سجن كوبر . وكان يأكل اكل السجن العادي بدون تذمر . لقد وجد الاحترام من المساجين الجنائيين والسياسيين في السودان وكان يناقش الشيوعيين والديمقراطيين بهدوء وادراك.
اخبرني الاستاذ محجوب عثمان الذي كان وزيرا للإعلام في بداية مايو وسفيرا في يوغندة ، وهو الذي اقنع الرئيس ابوتي بتسليم شتاينر . وجنرالاته كانوا يريدون بيعه لالمانيا التي كانت تريد ان تتفادى الفضيحة . قال الاستاذ محجوب ان ديالو قد رفض تقبل اي هدية مهما كانت صغيرة . وبعد جهد رضي ببعض النعناع السوداني الذي احبه في الشاي . هذا الرجل العظيم قتله اسماعيل توري مع الحسن ديالو وآخرين خوفا من فوزه في الانتخابات ضد الرئيس سيكو توريه .
لقد تقرر قبل نهاية الحرب التخلص من الاستعمار في مؤتمر نيوفانلاند ومؤتمر يالطا علي البحر الاسود. وكان الاشتراكيون والديمقراطيون الاوربيون من اعنف المهاجمين علي الاستعمار . عندما اجبرت اسبانيا علي اعطاء الصحراء الاستقلال . واعترفت منظمة الدولة الافريقية بحكومة البوليسارو . ولكن المغرب التي تحصلت علي حريتها من فرنسا قامت باكتساح اقليم الصحراء وعندما لم . لم ترضخ منظمة الوحدة العربية لرغبة الملك المغربي في استعمار البوليساريو رغم انفهم ، استقالت المغرب من منظمة الدول العربية . ولكنها عادت للإنضمام قبل شهور . في نقاشنا مع الصحفيين والاكادميين الاوربيين بستغربون بصدق واستغراب عن ما نسببه لانفسنا من ضرر وظلم . لقد قال لي احد الاكاديميين . انه من السهل ارسال مال المساعدات الي حسابات الزعماء الافارقة في سويسرا مباشرة , لانه يعود في النهاية لسويسرا . والانقاذ تفضل دبي وماليزيا . وهاهي مصر التي كانت تستجدي خروج اسرائيل من ارضها . وقبلوا بالتنازل عن السيادة في سيناء لصالح اسرائيل ، وكانت تمول اسرائيل بالبترول بسعر تفضيلي تسفك مصر الدم السوداني وتحتل حلايب والنتوء شمال حلفا .
لقد نشانا ونحن نعتقد ان الاوربيين هم الشياطين ، وان الغرب يتلذذ بتعذيبنا . وعندما كبرنا عرفنا اننا اكبر اعداء لانفسنا . ولسوء الحظ ان الادارة البريطانيبة كانت احسن حكومة مرت على السودان ، لوجود المعقولية .
كركاسة
قبل سنوات قال حسين خوجلي .. ان زراعة اوربا معطوبة ولهذا تطمع اوربافي السودان . واوربا تدفع تعويضات للمزارعين لكي يحدوا من الانتاج الزراعي بسبب الفائض . وامريكا ترسل الحبوب للسودان الذي قال رئيسه ان امريكاا نحن جزمته . ويكذب حسين كما يكذب الكيزان عادة .
الآن يقول الكيزان بأنهم سينتجون كل انواع الطاقة الحرارية ،المائية والشمسية وطاقة الرياح . اوربا لا تستطيع مكافحة الآفات عن طريق الرش بالطائرات بسبب الرياح . ويبقولون اننا محظوظون لان بلادنا منبسطة يمكننا ان نقوم بري اراضي غير محدودة بالري الانسيابي الرخيص . ولعدم وجود الرياح خاصة في الصيف فيمكننا ان نقوم برش محاصيلنا بواسطة الطائرات بسهولة . واذا قام الدنماركي برش محصوله فستنتهي المبيدات في المانيا او النرويج بسبب الرياح. من اين سيحصل اهل الانقاذعلي الرياح ؟ ربما يحضرونها معبأة في كيزان .
كثير من هذه المعلومات من الذاكرة ارجو ان تكون دقيقة .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.