بسم الله الرحمن الرحيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ملخص الفكرة: السودان (الدائرة الأولي) من مركزه الخرطوم يخف الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني كلما إتجهت نحو الأطراف .. هذه الأطراف محاطة بمجموعة دول (الدائرة الثانية) .. وكل منها محاط في طرفها الأبعد عن السودان بدول (مجملها يمثل الدائرة الثالثة) .. تتأثر الدائرة الأولي - عبر حدود يستحيل تأمينها - بكل ما يحدث في الدائرتين الأخيرتين .. ولذلك يكون التأثر في الأطراف أشد من المركز .. فكانت سياسة شد الأطراف وقطعها .. إنفصال الجنوب مثالآ مرحليآ يليه مواصلة التدهور الحالي نحو المركز تدريجيآ .. عليه ففي ظل عدم التوافق الوطني وأيضآ عدم الإستقرار وسوء الأوضاع الحالية لدول الجوار وجوار الجوار فالشاهد أن القول بنهضة السودان منفردآ هو تنظير غير عملي .. ففي وجود حدود يستحيل تأمينها إذا حاول السودان النهوض وحيدآ ستتم اليه الهجرة غير الشرعية بكثافة وفي الإتجاه المعاكس ستهرب منه السلع المدعومة .. إذا إعتبرنا الزراعة و الصحة والتعليم الخ هي ركائز التنمية .. فهذه الركائز تحتاج للأرضية التي تثبت فيها.. تعرف الجبهة الداخلية جغرافيآ حتي اللحظة بالحدود الدولية .. من هنا جاءت أهمية التوافق علي إعادة تعريف الجبهة الداخلية جغرافيآ لتضم الدائرتين الثانية والثالثة (بتوسيع مفهوم الجبهة الداخلية ضمآ للأطراف) .. فخلافآ للتجمعات الحالية كالإيقاد مثلآ .. فالفكرة هي النهضة المشتركة والمتزامنة للثلاثة دوائر الأولي بتفهم ودعم القوي الكبري (الدائرة الكبري). توضيح الفكرة: في ظل التعريف الحالي للجبهة الداخلية جغرافيآ (حدود السودان الجغرافية) .. فالشاهد أنه وبدءآمن الخرطوم يخف الإستقرار السياسي والإقتصادي والأمني كلما إتجهت نحو الأطراف في كل الإتجاهات .. وأيضآ هذه الأطراف تتأثر بكل ما يحدث في دول الجوار ويكون التأثر في الأطراف أشد من المركز (دارفور مثالآ).. فالواقع: 1) ان هنالك تداخل قبلي طبيعي علي طول الحدود يقود بالضرورة لصعوبة أو إستحالة تحديد السوداني من غيره في ظل هذه الحدود الكثيرة الطول والوعرة .. 2- ان هنالك هجرة غير قانونية (والمشاكل التي تخلفها) من أفراد قبائل غير حدودية يستحيل ضبطها أيضآ في ظل هذه الحدود .. 3) ان المشاكل القبلية في دول الجوار (كما حدث في أثيوبيا في الأيام القليلة الماضية) تنعكس في الحال علي أمن الوطن. 4/ عبر هذه الحدود فان الصراعات علي السلطة داخليآ (الحركات المسلحة) وفي دول الجوار (تشاد مثلآ) أيضا تنعكس في الحال علي أمن الوطن. 5/ ان أي صراعات بين دول الجوار (أثيوبيا إريتريا مثلآ) تنعكس علي إستقرار الوطن. 6/ الأحوال الطبيعية كالجفاف الذي يقود لمجاعات تنعكس في نزوح يؤثر علي أمن وإستقرار الوطن .. هذه وغيرها أمثلة لضعف التعريف الحالي للجبهة الداخلية جغرافيآ في إستيعاب الواقع: أمثلة: 1- الجبهة الشرقية: الشاهد أن ما يحدث في اثيوبيا – مثلآ- ينعكس مباشرة علي السودان (الدائرة الأولي): مجاعات وحروب – الحركات المسلحة حاربت الحكومات من خلال هذه الحدود (الحركة الشعبية وحركات دارفور مثلآ) .. أيضآ حرب إثيوبيا مع إريتيريا مثلآ– ولذلك لا بد من ضمهما كمحور يجب العناية به .. وبالمثل يتم توصيل الدائرة لتضم كل دول الحلقة الملاصقة مباشرة للسودان (الدائرة الثانية).. بالإضافة إلي أن تدخل إثيوبيا وإريتريا وكينيا ويوغندا (الحلقة الثانية) في حروب الصومال (الثالثة) إنعكس علي إثيوبيا مثلآ ومن ثم علي السودان أيضآ .. الشاهد أن ضم هذه الحلقات لدائرة التخطيط والإهتمام الوطني أمر له موضوعيته. 2- الجبهة الجنوبية مثالآ: الشاهد أن حرب بورندي ورواندا أقحمت يوغندا والكونغو في الحرب وظهرت الأعراض عندنا في جيش الرب .. وجيش الرب – حسب ما ورد بالصحف حينها – دخل الجنوب ووصل لدارفور .. فإذن حلقات بورندي – رواندا وما هو في محيطها بالنسبة للسودان وأيضآ حلقة يوغندا- الكونغو بالإضافة للحلقة الملاصقة (دولة جنوب السودان) من الموضوعية أمنيآ إدخالها في تعريف الجبهة الداخلية جغرافيآ.. مما لاشك فيه ان هنالك ما يخص البيت السوداني في حوشه (حدوده الدولية الحاليه) مثل الهوية وغيرها ... ورغم ذلك فالشاهد أنه يصعب إن لم يكن مستحيلآ تصور تطور وتنمية السودان بدون تطور متزامن لدول الجوار.. فإذا قال أحدهم ان أهم مهددات الأمن الوطني هو الأمن الغذائي .. فيكون السؤال : أمن غذائي لمن؟ ألأربعين مليونآ (السودان) أم لأربعمائة مليون (السودان وجيرانه وجيران جيرانه) بالهجرة غير الشرعية والتهريب!.. نفس السؤال للصحة والتعليم والإقتصاد ..الخ وكمثال للإقتصاد : فإضافة للهجرة غير الشرعية (زيادة العدد) فدعم السلع للسودانيين يمكن أن يصبح عمليآ دعمآ لدول الجيران عبر التهريب عبر حدود يستحيل تأمينها .. وصحيآ فمسببات وناقلات الأمراض (البعوض كناقل للملاريا والفيروسات كالوادي المتصدع الخ) لا تفهم سياسة ولا تحتاج لفيز لعبور الحدود .. بهذا الفهم فمن ناحية أمن وطني يفضل التوافق اولآ علي: ما هي الجبهة الداخلية جغرافيآ؟ حتي يتم التوافق علي الأرضية التي ستوضع عليها أعمدة التنمية مثل الأمن الغذائي والصحة والتعليم ..الخ .. المتأمل للوضع الحالي يري أن السودان بالتعريف الحالي للجبهة الداخلية جغرافيآ ينقص من أطرافه (الجنوب حاليآ) .. والتدهور ربما يسير نحو مركز الدائرة (الخرطوم) مثلآ : من دارفور (فرض حظر طيران يتبعه - حسب رأي د. فرانسيس فوكوياما- قطع دارفور وضمها لتشاد) .. ومن الجنوب الحالي: أبيي وجبال النوبة ومن النيل الأزرق (الحكم الذاتي "كجني تقرير مصير" يتبعه إنفصال!) .. ولذلك فإعادة تعريف الجبهة الداخلية بهذا الفهم هو "طرح رؤية جديدة للمشاركة الإقليمية والتعاون الإقليمي" .. وهو بمصطلحات أهل كرة القدم : لعب الكرة "لوب" و"المرمي" هو الحدود الأبعد لدول الدائرة الثالثة.. بهذا الفهم يتم التخطيط والتنفيذ برؤية مختلفة تمامآ : مثلآ : هل دعم الإستقرار والتنمية في دولة الجنوب الوليدة وتوصيل الطرق عبرها لبورندي وكينيا هو عين العقل أم نوع من أنواع الجنون؟ .. أيضآ في ظل التعريف الجديد للجبهة الداخلية جغرافيآ أليس الأوفق والأمثل وضع إطار لمياة النيل مثلآ والمساعدة عبر هذا الإطار في تنمية هذه الدول مجتمعة عبر التكامل كسد الألفية مثلآ؟ .. ولذلك فالمطلوب تنفيذه هو أن يتم وضع التصور لتطوير وتنمية السودان وتنفيذه علي أساس النهضة المشتركة والمتزامنة لهذه الدوائر مع إعتبار الخصوصية "داخل الحيشان".. ما يفرض بالضرورة إعادة تعريف الجبهة الداخلية السودانية (جغرافيآ) لتشمل هذه الدوائر .. بعد التوافق الوطني و/أو أثناءه يتم إقناع دول الجوار بأن من مصلحتها حذو تجربة السودان للإتيان بنموذجها الخاص بمشاركة كل شعبها ثم الرؤية المشتركة بين هذه الدوائر.. وأن تتم النهضة المشتركة وفق: القواسم المشتركة في المفاهيم والرؤي أو قريبة الشبه لبعضها.. وأن يتم تنفيذ هذه الرؤي في وقت متزامن ما أمكن ذلك .. وأن تحدد نسبة من الدخل القومي السوداني لدعم هذا المشروع .. وأن ينشأ في وسط السودان (كوستي مثلآ) مركز دولي للطوارئ: تحت إشراف الحكومة وبدعم الأممالمتحدة والأسرة الدولية .. به مطار ووسائل نقل وبه أغذية وفرق وأدوات طبية ومعدات للإطفاء وكل ما يدرء أو يقلل الأضرار الناتجة عن الكوارث .. وذلك لمساعدة الداخل وهذه الدوائر وغيرها.. وأن يخطط وينفذ إمتدادات لطرق المرور السريع والقطارات لربط السودان بكل دول الجوار عرضيآ: السودان - إثيوبيا - الصومال مثلآ وأيضآ السودان – الجنوب – يوغندا- رواندا - بورندي .. والسودان إريتريا ثم إثيوبيا وتلف الدائرة حتي ليبيا .. وأيضآ يخطط وينفذ لتكامل في إمداد السودان ودول الجوار بالبترول والكهرباء وغيرها والتركيز علي تنمية مناطق الحدود معها قبل تمدد المشاركة في التنمية إلي داخل تلك الدول .. ومهم جدآ التركيز علي أهمية التواصل الثقافي معها والذهاب لهم ب" فرقة الفنون الشعبية وناس ودالبادية وترباس".. الأمل أن يصبح الوضع كما هو حادث في المجموعة الأوروبية: ينتقل المواطن الإيطالي مثلآ من قريته في أقصي الجنوب الإيطالي لأي مكان في اوروبا ويقضي شأنه ويعود لداره لسبب بسيط وهو أنه قد توفرت له سبل الحياة الكريمة في قريته أو مدينته فلماذا يهاجر؟ .. أهلنا وأهل الجوار وفي سبيل الهجرة لدول مستقرة يموتون غرقآ وقتلآ .. في ظل الظروف الحالية ومع هذه الحدود الطويلة يستحيل تأمين الوطن ونهضته .. فقط علينا مساعدة أنفسنا وأهل دول الجوار علي إستقرار أوطانهم وتنميتها.. ولنأمل أن يكون حال القروي في منطقتنا كحال هذا القروي الإيطالي. بهذا الفهم لابد أن يحدث التوافق الوطني علي إستراتيجية العلاقة المتميزة مع شعب جنوب السودان بغض النظر عمن يحكم الجنوب الآن أو في مقبل الأيام .. والبعد التام عن التعامل بردود الأفعال مهما كان تصرف أهل الحكم في الجنوب .. المعني أنه من الأهمية الإستثمار في أهلنا بالجنوب فالحكام إلي زوال طال الزمن أو قصر وحسن الجيرة قيمة في غاية الأهمية. بهذا الفهم أيضآ من الأمثل التعامل مع سد الألفية لا بما نستفيده ماديآ منه فقط بل بوضع الرؤية الإستراتيجية وعلاقات الجوار هذه موضع التنفيذ وفي مسارها المؤسسي الشفاف .. فالشاهد إن أي تنمية وتقدم تحدث في وبين هذه الدوائر سيؤدي لإستقرار الأوضاع بها وإهتمام أهلها "بحوشهم" وبالتالي سينعكس ذلك خيرآ علينا حتي بوقف الهجرة غير الشرعية وبكف أيديهم عن الاضرار بنا في أقل تقدير .. فبالإستقرار الأمني كهذا نكون قد نظرنا كذلك لمصلحتنا المباشرة في الدخول معهم في شراكات إقتصادية مثلآ في مثل هذه المشاريع لمصلحة الشعبين.. وفطنة القارئ الكريم تكفي لتفهم ما قد لا يظهر من الفكرة وأهميتها. *هذا الموضوع نشر بالصحيفة الإلكترونية "سودانيل" في 20 أغسطس 2013.. وأعيده اليوم دعمآ لرأي الأخ د. الدرديري محمد أحمد "مآلات الأمور في جنوب السودان وخياراتنا إزاءها" المنشور في الأيام القليلة الماضية بأفضليه الإستثمار في أهلنا بجنوب السودان بغض النظر عمن يحكم الآن أو في مقبل الأيام.