بعد النجاح النسبي الذي تحقق في تنفيذ العصيان المدني الاول 27نوفمبر الى 29 نوفمبر ، وضعف الاستجابة التي صاحبت العصيان المدنى الثاني 19 ديسمبر ، طرح الناشطون والمعارضة عدة مقترحات أخري تسهم في اسقاط النظام ، ومن بين المقترحات التي طرحها النشطاء والتي وجدت رواجا عبر وسائل التواصل المختلفة ( إعلان الإضراب العام عن الطعام في السودان يوم 1 يناير 2017 )، ووجد هذا المقترح تباين في الآراء من مجموعة النشطاء الشباب والمعارضة بينما إستهجن العديد من المتابعين فكرة الإضراب عن الطعام مع البقاء في المنازل مع أول يوم في السنة الجديدة وقالوا إن هذه الخطوة لن تسقط الحكومة السودانية بأي حال من الاحوال !! أيضا من المقترحات التي روج لها النشطاء تجديد دعوة العصيان في 26 من يناير 2017م ، الا أن هذه الخطوة لم تجد القبول من عدد كبير من المتابعين والمعارضه نفسها ، واعتبروا أن هذا اليوم هو يوم اعلان قدوم الامام الصادق المهدي للسودان ، وسبق أن تأخر عن 19 ديسمبر الذي كان مقررا فيه حضوره بسبب دعوة العصيان المدني !! وفي تقديري أن المقترحات التى قدمها النشطاء تنبع جميعها من مصدر واحد وهو الكراهية والبغض للنظام الحاكم ، والبحث عن أي طريق يخدم في ازالة النظام جراء السياسات الخرقاء التى مارسها ويمارسها نظام الحكم الانقاذي في البلاد طيلة 27 عاما ، وأن هذه الدعوات بكل مسمياتها ما هي الا ترجمة واقعية لما أصاب سواد الشعب المغلوب على امره من تلك السياسات التى يواجهها الشعب من الطقمة الحاكمة !! وقد أفتى كثير من الكتاب والمحللين والمتابعين للشأن السوداني في نجاح او فشل دعوات العصيان المدني الاول والثاني ، ولكن اذا كان هناك فشل أو ضعف في الاستجابة لتلك النداءات ، فالسبب الرئيس من ورائها عدم وجود قيادات معترف بها من قبل الشعب فلكل معركة قائدها "ولو كنتم اثنين فأمروا أحدكم" وفي المقام الثاني من اسباب الفشل هو الامام الصادق المهدى صاحب اكبر قاعدة جماهيرية في البلاد ، والذي دائما ما يترك البلاد في لحظة الصفر منذ " تهتدون " وغيرها من مسميات الهروب التي ابتدعها !!! ففي حين أكتملت وتبلورت وتوحدت كل الرؤى للنشطاء والشباب والمعارضين من مختلف الاحزاب الاخري ، الا أن كل تلك الجموع افتقدت للقيادة السياسية والتاريخية من أمثال الامام والميرغنى وخلافهما ، بل نجدهم دائما في وموقع المتفرج والمشاهد ، لذا لا نتوقع أن تنجح أي من تلك الدعوات سواء أكان عصيانا او اعتصاما عن الطعام او حتى الشراب !! فالحراك الشعبي لا ينجح ابدا الا إذا كان من وراءه وامامه قيادة سياسية لها وزنها الشعبي في البلاد ،سواء قيادة تاريخية معروفة ام قيادة تتمخض من صلب الشعب الثائر ، والى ذلكم الحين فالفشل سيظل سيد الموقف !!! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.