ذكرت أحدث الدراسات التي اجريت على الواقع الاجتماعي للسودانين أن نسبة الطلاق بلغت أكثر من ثلاثين بالمائة، أي ان بين كل ثلاثة زيجات هناك زيجة تنتهي بالطلاق، بالطبع هذه الدراسة استندت على احصائيات لرصد حالة الطلاق التي يمتلك اصحابها جرأة الاعلان عن نهاية حياتهم، وانه لاسبيل اماهم سوى الافتراق، لذا خرجت النسبة بأكثر من ثلاثين بالمائة. لكن إذا حاول اصحاب الدراسة التحري أكثر واختراق اسوار البيوت ومعرفة ما يدور خلف البوبات المغلقة، لكانت النسبة صادمة للجميع، فخلف هذه الاسوار التي ترتفع عاليا يعش الاف الازواج مع بعضهما البعض امام الله و الناس والمجتمع كازواج، أما أمام انفسهم فهم في حالة طلاق غير معلن، فالكثير من البيوت التي نمر بها يوميا، وتبدو في أحسن حالتها تماسكا ظاهريا، تحمل نذر التهدم والعطب، بسب ما يعرف بالطلاق العاطفي بين الازواج، والالاف من الأسر التي نحسدها على حياتها التي تعيشها لاتعدو هذه الحياة أكثر من مجرد قشرة خارجية ومظهر اجتماعي لحياة وصل اطرافها إلى النهاية، إلا أن الظروف المجتمعية والاسرية فرضت عليهم اعتلاء خشبة المسرح لتمثيل دور الاسرة السعيدة امام الجمهور، الذي قد يمشي عليه الدور، فلا يمنع نفسه من التصفيق كلما تفنن الاطراف في تجويد العرض، لكن بانصراف المتفرجين تعد الحياة بين المطلقين عاطفيا إلى سابق عهدها، حيث يعيش الزوج والزوجة مع بعضهما أمام الناس فقط، أما بعد انصرافهم فلكل حياته الخاصة التي لا علم للطرف الثاني بها، فهي تبدأ بعد خلعهم للثياب التمثيل التي ارتدوها لاقناع من حولهم بانهم اسرة سعيدة، وفي الواقع هم أسرة تعيسة إلا أنهم لايملكون شجاعة اعلان انتهاء صلاحية عقود زواجهم، وقد يجد البعض في الطلاق العاطفي مخرجا وحلا، خصوصا السيدات فهو يقيهن شرور كثيرة، قد تثقل كاهل المطلقة، ابتداء من نظرة المجتمع التشكيكية وانتهاء بغياب دور الاسرة الممتدة في توفير السند المعنوي للمطلقة، إلا أن الدراسات العلمية اثبتت أن للطلاق العاطفي اضرار نفسية كبيرة جدا خصوصا على الاطفال الذين يستطيعون ان يكتشفوا وقبل الجميع أن ابائهم يمثلون دور الاسرة السعيدة. الحكمة تستوجب الخروج من اي مشكلة باقل الاضرار الممكنة، والازواج وحدهم في هذه الحالة من لهم القدرة على التقيم وترجيح خيارين لا ثالث لهما: هل يعلن الطلاق أم يعيشا تحت سقف واحد بعقد زواج منتهي الصلاحية حاجة اخيرة لو كنا اكاذيب .....فنحن اكاذيب من صنع أنفسنا