تداولت مواقع التواصل الاجتماعى صورة لقتيل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة ، محمد مامون احمد مكي ، مع عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين (مرفقة) . وتلتقى جميع جماعات الاسلام السياسي فى المنطلقات الرئيسية (مركزية العنف ، ورفض التنوع الدينى والسياسي ، رفض الحداثة وثمرتها الأعلى الديمقراطية وحقوق الانسان ، عدم قبول مساواة المرأة ، رفض دولة المواطنة وبالتالى التمييز بين الناس على أساس الدين والنوع ، وتأسيس كل ذلك على ما يسمى ب(الحاكمية) (الولاء والبراء) و(الجهاد) . ولكنها تختلف فى درجة التزامها بهذه المنطلقات او فى (التاكتيك) لتحقيقها ، ولهذا ظل الخطاب السائد لنظام المؤتمر الوطنى – سواء فى المناهج التعليمية أو وسائل الاعلام أو المساجد والمنابر الخطابية – يروج لذات منطلقات القاعدة وداعش وان أدان اشتطاطهما وتطرفهما . واضافة الى الصلة الايديولوجية بين النظام والمجموعات الارهابية الاخرى فان هناك صلة السمسرة التى تجعل النظام يمول ويسلح ويدعم لوجستياً هذه الجماعات ، من جانب ، ومن الجانب الاخر يسمسر فيها مع اجهزة مخابرات الغرب والدول الاقليمية ، فيسلم الملفات والاخوان ، ولكن فى الحدود التى تبقى على استمرار سمسرته . اضافة الى استخدام هذه الجماعات كفزاعة لارهاب القوى الديمقراطية بان بديل المؤتمر الوطنى يمكن ان يكون أسوأ منه . فضلاً عن توظيف هذه الجماعات فى بعض الاعمال القذرة مثل الاغتيالات والترويع وحرق المقرات . ومن الذين يجندون للجماعات الارهابية فى الخرطوم ، خصوصاً وسط طلاب جامعة مامون حميدة وبتنسيق مع ادارتها ، السلفى الحربى محمد على الجزولى – من مواليد الحسيناب بالشمالية ، خريج اقتصاد جامعة النيلين ، يدافع بصورة معلنة عن تنظيم القاعدة وداعش ، وشغل ويشغل عدداً من الوظائف التى لايخفى ارتباطها بالسلطة ، ومن بينها امين هيئة الرقابة الشرعية بشركة شيكان للتامين واعادة التامين ، مدير الاعلام والثقافة التامينية بشركة شيكان للتامين واعادة التامين المحدودة ، مشرف وحدة العالم الاسلامى بالفضائية السودانية ، مدرب معتمد لدى جامعة السودان المفتوحة ، مدرب معتمد لدى جامعة أمدرمان الاسلامية ، مدرب معتمد لدى جامعة إفريقيا العالمية ، مشرف بمنظمة رعاية الطلاب الوافدين (الطلاب الايرانييين ثم العراقيين ثم السريلانكيين ) ، والامين العام لمجلس توحيد اهل القبلة . اضافة الى عبد الحي يوسف – مفتى عمر البشير الشخصى والذى سبق وأفتى بحرق معرض الكتاب المسيحي بجامعة الخرطوم ، وكفر من يدعو للديمقراطية والاشتراكية ولمساواة النساء والرجال ، وكفر الصحفى الراحل محمد طه محمد أحمد على خطأ تقني غير مقصود ، وأفتى بزندقة الترابي الذي أوصل حلفاءه الى السلطة ( أي بحسب منظورات السلفية يقتل بلا استتابة) ، وقاد الصلاة على بن لادن حين مقتله في الخرطوم . وكذلك محمد عبد الكريم وكمال رزق (من قيادات المؤتمر الوطنى). وتعجز منطلقات السلفية الحربية عن الاجابة على قضايا المسلم المعاصر ، فليس لهم سوى البيعة أو السيف لقضية تداول السلطة ، وحد الردة لحرية الاعتقاد ، والجزية لغير المسلمين ، وقدو قدو للنساء ، والولاء والبراء للعلاقات الدولية ، وابن تيمية بديلاً عن اقتصاديات التنمية ، كما تحول المجتمعات الى طاحونة دم تدور بلا قرار ، فيقتتل حينها الذين ( لا يعقلون) حتى ولو اختلفوا في حكم ضراط الشيطان ! ولذلك فانهم ومهما علا ضجيجهم ، كما الحيوانات الضالة على طريق المرور السريع ، ربما يعطلون السير لكن يظل الطريق هو الطريق . (حريات)