قال وزير المالية بحكومة جنوب السودان ديفيد اتوربي الليلة ان الاحتياطي النقدي في الجنوب قد لا يكفي لمقابلة احتياجات فترة ما بعد الاستفتاء لاسيما في حال انفصال الجنوب في الاستفتاء المقرر في يناير المقبل. وشدد الوزير اتوربي في تصريحات نقلتها اذاعة بعثة الاممالمتحدة بالسودان على ان الجنوب سيمر بمرحلة عصيبة في حال الانفصال اما بسبب عدم الاستقرار الامني أو عدم الاتفاق على آلية واضحة لكيفية اقتسام البترول مع الشمال في المرحلة المقبلة. من جانبه قال وزير الثقافة في حكومة الجنوب غابريال شانسونق عضو لجنة ترتيبات اقتسام العائدات النفطية لفترة ما بعد الاستفتاء ان حكومة الجنوب والحكومة المركزية لم تتوصلا لأي تسوية لاقتسام البترول رغم استمرار التفاوض بينهما مؤخرا في الخرطوم. وعزا الوزير عدم الاتفاق الى ان ممثلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم في اجتماعات اللجنة من التكنوقراط وليس لديهم الصلاحيات الكافية للتوصل لاتفاقات. من ناحيته أبدى وزير الطاقة والتعدين في حكومة الجنوب قرنق دينق أكونق للصحافيين في مطار عاصمة الجنوب (جوبا) لدى عودته من الخرطوم عدم ممانعته في ان يستمر الجنوب في تكرير البترول وتصديره عبر شمال السودان لفترة مؤقتة لم يحددها بيد انه اكد ان تصدير البترول عبر الشمال سيستمر حتى يتمكن الجنوب من تأهيل امكانيات التكرير والنقل الخاصة به. وكان اجتماع لجنة البترول لفترة ما بعد الاستفتاء عقد مؤخرا في الخرطوم وناقش قضايا التسويق والملكية والشفافية والنقل والتعاون المؤسسي بين الشمال والجنوب. ومن المقرر ان يجري الاستفتاء في التاسع من يناير المقبل بموجب اتفاق السلام المبرم بين الشمال والجنوب عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب الاهلية الطاحنة. ولا يزال عدد من القضايا محل خلاف بين طرفي الاتفاق ومن بينها تبعية منطقة (ابيي) النفطية وترسيم الحدود والديون الخارجية والعملة وغيرها يجري التفاوض بشانها بواسطة عدد من اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين.