الخرطوم : ناجي الكرشابي تحتشد العديد من التساؤلات هذه الأيام عن ماهية "تجمع المهنيين السودانيين" ، كونه تجمعًا ظهر فجأة على سطع المشهد السياسي أثناء الاحتجاجات الأخيرة فما هو هذا الجسم؟ ومن هم أبرز قياداته؟ وهل له ارتباط بالحزب الشيوعي؟ وما هي دوافعه الحقيقية؟ وهل هو جسم مهني فعلًا أم سياسي؟ وهل تم تفويضه فعلًا من كافة المهنيين للتعبير عنهم أم غير ذلك؟ تحاول (الصيحة) الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها خلال التقرير التالي. "عم قوقل" وبالوثائق لم يرهقني التفكير وأنا أبحث عن حقيقة وماهية تجمع المهنيين السودانيين، يقول علاء الدين يوسف، اتجهت إلى محرك البحث "قوقل" بالشبكة العنكبوتية المكان الأكثر نشاطًا وحراكًا لهذا التجمع فوجدت منشورًا يعود للعام 2015م وأن له ارتباطًا بالحزب الشيوعي السوداني، وبحثت عن تكوين جسم جديد خلال هذه الأعوام باسم تجمع المهنيين السودانيين فلم أجد. ومن خلال الكتب المنشورة في ذلك الوقت كالكتاب الذي ألفه د . بابكر أحمد الحسن في مايو من العام 2014م (انظر الصورة المصاحبة) والذي قدمته لجنة مناشط الحزب تأكد لي تبعيه التجمع للحزب الشيوعي. . نبذة تعريفية وبحسب مراقبين، فإن ظهور كيان جديد على الساحة يحتاج إلى نبذة تعريفية عنه تجعلنا ندعمه أو نختلف معه، والدعوة للتظاهر "شغل محترفي نضال" سئمهم الناس منذ مدة طويلة ، وأن أول ظهور لتجمع المهنيين السودانيين هذه الأيام (كمنتج للجانه التمهيدية التي يبدو أنها كانت ناشطة منذ 2014) ، خلال فترة من الإضرابات و المظاهرات، بعدها بدأ التجمع بناء نفسه بصورة بطيئة و لكنها تستند على رؤية واضحة المعالم ، وخلال هذه الأيام ظهر التجمع بصورته الحالية لأول مرة. غطاء سياسي وهذا ماجعل المحلل السياسي علاء الدين ينعت تجمع المهنيين السودانيين بأنه واجهة للحزب الشيوعي ، ويضيف "لعل أبرز قيادات تجمع المهنيين هو محمد يوسف المصطفي وهو معلوم بأنه عضو قديم بالحزب الشيوعي" وعضو تفاوض وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح الحلو ، وقد تقلد منصب وزير الدولة بالعمل إبان حكومة الوحدة الوطنية مع الحركة الشعبية قبيل الانفصال ، أيضًا تكليف الصحفي الشيوعي محمد الأسباط متحدثًا رسميًّا باسم التجمع بالخارج. ولهذا أعتقد أنه واجهة للحزب الشيوعي خاصة وأنه حزب منبوذ مجتمعيًّا، ولا يمتلك رصيدًا جماهيريًّا حقيقيًّا ولذلك يعمل في الخفاء من خلال واجهات مهنية . ظهور فجائي ويؤكد علاء أن أهداف هذا الظهور الفجائي لهذا الجسم هو اختطاف الثورة الشعبية التي خرجت خلال الأيام الماضية للتعبير والتنديد بالضائقة المعيشية والاقتصادية التي تواجه البلاد ، وأن كل المؤشرات تدل على أن تجمع المهنيين لم يكن السباق في الدعوة للتظاهرات، فقد خرجت الاحتجاجات السلمية بشكل عفوي تنديدًا بالضائقة الاقتصادية وهو أمر مكفول للشعب بالدستور وهو حراك طبيعي، بينما غير الطبيعي- حد تعبير -علاء أن يسعى الشيوعي لاختطاف الحراك الجماهيري وتجييره للوصول إلى السلطة ، ولقد فتر الحراك وتراجع حينما علم أن آخرين يخطفون حراكهم، كالشيوعي ومن يقفز الآن من السفينة خوفًا من الغرق كغازي صلاح الدين ومبارك الفاضل. دعوات غير مستجابة ويضيف الناشط السياسي علاء الدين "على الرغم من أن الحزب الشيوعي ظل يدعو لأكثر من عقدين من الزمان السودانيين للتظاهر إلا أن الشعب لا يستجيب له لأسباب منهجية وعقائدية معلومة، وكانت دعوته للتظاهر حبيسة داخل دوره ولعضويته القليلة جدًّا في بعض الجامعات، لذلك حينما يتكشف للشعب وقوف الشيوعي، سيصبر على النظام القائم وسيتراجع الحراك الشعبي خوفًا من البدائل. تجمع قديم بدوره يقول محمد يوسف المصطفى، القيادي بتجمع المهنيين، إن التجمع يضم مهنيين من مهن مختلفة كلجنة أساتذة جامعات عديدة ولجنة البياطرة ولجنة المهندسين ولجنة الأطباء والتي أشرفت على إضرابات الأطباء ولجنة المحامين والتي كانت تشارك في الانتخابات ضد قائمة الوطني ولجنة المغتربين ، وأنه تجمع قديم، فمثلا لجنة الأساتذة تم تكوينها حينما شعرنا بضرورة وجودها كجسم موازٍ وشرعي في العامين (2009 – 2010م) ، ومكون من أشخاص عديدي الانتماءات السياسية وآخرين ليس لهم انتماءات. الحقيقة في بداية الأمر الشيوعيون لم يكونوا معنا لأنهم كانوا مفصولين من الجامعات، وزاد " نحن لا نزعم أننا نتحدث عن كافة المهنيين السودانيين رغم اسمنا، ولكنا نتحدث باسم من انضم للتجمع ولن نسمح بأن يحجر أحدهم آراءنا" لم نظهر فجأة ويضيف عضو وفد التفاوض للحركة الشعبية جناح الحلو، ان تجمع المهنيين السودانيين تجمع قديم ولم ينشأ في الأيام القليلة الماضية كرد فعل لحراك الشارع ولم نظهر فجأة في المشهد السياسي، (والبقول كده بكون كلامو بلا وقائع ودليل) ، ويضيف أن الهدف الأساسي له استعادة هيبة المهنة وحقوق المهنيين، ويضيف "رفعنا الشهر الماضي مذكرة للبرلمان عن الأجور وحقوق العمال وتم فيها جلسة استماع في البرلمان وحذرنا قبل الأحداث والمظاهرات بأن الناس لن تصبر ولن تتحمل الضيق وانسداد الأفق ولذلك سايرنا الشارع حينما ثار ورفعنا سقفنا لإسقاط النظام لمعالجة هذه القضايا ويجب أن ناتي بنظام حكم جديد لحل هذه القضايا"، وقال "نحن لا نريد حكم السودان ولم نخطف حراك الشارع وإنما ، نظمناه لإسقاط النظام ومن ثم يجتمع السودانيون لاختيار من يحكمهم ". لا نملك مفاتيح الشارع وامتدح المصطفى نشاط الحزب الشيوعي ومساهماته ، وقال "هذا شأنه ولديه أمانة للمهنيين كغيره من الأحزاب، وحتى حزب الأمة لديه أمانة " ويمضي بالقول "لا نستطيع أن نمنع حزبًا من المساهمة والحزب الشيوعي نشط ولديه قضية وله حق ولا استغرب هذا الكلام عليه". وامتنع القيادي بتجمع المهنيين السودانيين عن الإفصاح عن القيادات البارزة للتجمع، وأضاف "لا أستطيع أن أخبر بقيادات التجمع البارزة للظروف الأمنية الراهنة، وأنا ظهرت لأني كرت محروق وما خايف من الاعتقال ولا أبالي". وأردف متسائلًا " ماهي المصلحة من معرفتهم، المهم ما يقولونه وليس من هم ، ونحن لا نملك مفاتيح للشارع". وقال المصطفى" لا يجب أن يتخوف الناس من مصير سوريا واليمن وليبيا لأننا نعايشه الآن والتردي في كل شي "يعني إلا نموت؟".