رفضت قوى المعارضة السودانية دعوة حزب المؤتمر الوطني الحاكم لإشراكها في الحكومة حال فوزه بالانتخابات التي يختتم التصويت فيها اليوم. وقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي في مؤتمر صحفي بالخرطوم إن حزبه "أبعد الأحزاب عن المؤتمر الوطني وبالتالي لن يشارك مع نظام شعاره ليس مع الإسلام". لكن حزب الأمة القومي لم يقنع في إمكانية تحقيق رؤيته السابقة بضرورة تشكيل حكومة قومية لمعالجة ما يسميها بالمشكلات المستعصية. غير أنه لفت عبر القيادي في الحزب فضل الله برمة ناصر إلى أن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن الحكومة القومية "لكن هناك حوارات ستجرى بين كافة القوى السياسية للوصول إلى صيغة مرضية للجميع". منهج سابق من جهته استبعد الحزب الشيوعي السوداني المشاركة في أي حكومة يدعو لها المؤتمر الوطني "وفق رؤاه السابقة، حتى لا نكون كأحزاب حكومة البرنامج الوطني التي تتحرك وفق منهج المؤتمر الوطني دون غيره". واعتبر الحزب -في بيان- الدعوة "دعاية انتخابية كونها جاءت أثناء سير الانتخابات لتحفيز قواعد الأحزاب المقاطعة للاتجاه نحو صناديق الاقتراع بجانب اعترافها بعملية التزوير المنظم والممنهج لتأكيد الحزب على ضمان فوزه". وأشار إلى أن ما وصفها بالانتخابات المزورة "عمقت من أزمات السودان"، مشيرا إلى أنها محاولة للتنفيس عن الشعب السوداني". وقال إن البلاد تعاني من أزمات "هي في الواقع أهم من الإستوزار" لأنها تمثل المخرج الحقيقي لكافة المشكل السوداني. أما رئيس اللجنة التنفيذية للتجمع المعارض فاروق أبو عيسى فعلى الرغم من قبوله مبدئيا مواقيت الدعوة فإنه طالب بأن تكون "صادقة وليست قفزة على فضيحة الانتخابات الحالية". واعتبر أن المعارضة "هي الأصل" في إطلاق شعار تشكيل حكومة قومية، وجدد ذلك عبر مذكرتها لمؤسسة الرئاسة خلال الفترة الماضية بحيث تشرف هذه الحكومة القومية على الانتخابات حتى تكون حرة ونزيهة تنقل البلاد نحو التحول الديمقراطي الحقيقي. وكان حزب المؤتمر الوطني أعلن الأربعاء أنه سيدعو جماعات المعارضة للانضمام إلى الحكومة إذا فاز في الانتخابات. وقال المسؤول البارز بحزب المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين للصحفيين "إذا أعلن فوز الحزب بالانتخابات فإنه سيوجه الدعوة لجميع الأحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات للانضمام إلى الحكومة، لإيمان الحزب بأن هذه لحظة حاسمة في تاريخ السودان". يأتي ذلك في اليوم الأخير من التصويت في الانتخابات التي بدأت الأحد الماضي بعد تمديد التصويت ليومين إضافيين.