تستدعي حاجة البترا لتنويع المنتج السياحي وإثراء تجربة زوارها من مختلف أنحاء العالم أهمية العمل على استحداث برامج سياحية معززة للمدينة الأثرية تعنى بربط الموقع الأثري بمحيطه وإبراز مختلف أماكن الجذب السياحي في اللواء. وفي الوقت الذي تسعى فيه مختلف الجهات إلى إطالة مدة إقامة السائح في المدينة، واستقطاب المزيد من السياحة المحلية وتعزيز الدخل الناتج عن السياحة ما يتطلب من مختلف الجهات القائمة على إدارة السياحة وتنظيم الرحلات أهمية استغلال ما تزخر به البترا من مواقع جذب متنوعة باستحداث برامج سياحية جديدة. ويرى مهتمون بالشأن السياحي أن تطلعات مختلف الجهات لتنويع المنتج السياحي في البترا بما يخدم مصالح القطاع، ويعمل على زيادة مدة إقامة السياح فيها تستدعي ضرورة استحداث برامج تعنى بتعريف الزوار بالتقاليد المحلية والتراث وما يزخر به اللواء من ميزات سياحية بيئية وجيولوجية وثقافية وطبيعية وقصص المكان والإنسان. عميد كلية الآثار في جامعة الحسين بن طلال الدكتور زياد السلامين يؤكد بأن إقامة هذا النوع من البرامج بحاجة إلى تفهم من قبل مكاتب السياحة والسفر ومنظمي الرحلات حول فائدتها ومدى تعزيزها للمنتج السياحي في البترا. ويبين بأن منطقة البترا وما حولها تزخر بالعديد من المواقع التي تصلح لاستحداث برامج سياحية جديدة، غير أن عملية استحداثها يجب أن تراعي اعتدال الأسعار وإجراء دراسة شاملة تستهدف السياح حول رضاهم عن البرامج السياحية الحالية والبرامج التي يمكن أن تحظى باهتمامهم مستقبلا. ويشير إلى أن فائدة إقامة هذا النوع من البرامج تكمن بالدرجة الأولى بزيادة مدة إقامة السياح في المدينة وتعزيز مكتسبات السياحة. ويقول السائح فريد ايفانس أن ما تزخر به مناطق لواء البترا من مناطق جذب سياحية متنوعة يمكن أن تطور على شكل برامج مستقلة بحيث تشكل مجموعة متكاملة أمام الزائر تضفي شيئا جديدا لبرنامجه السياحي إضافة إلى السياحة الأثرية. ويعتبر أن وجود رؤية ترويجية قائمة على عدة برامج سياحية سيكون لها دور كبير في إطالة مدة إقامة الزوار في البترا، وإتاحة الفرصة أمامهم للتعرف على المدينة التي تحمل إلى جانب أثارها الوردية مواقع جمالية وقيم تاريخية وتراثية مشوقة. ويجد علي حرب أحد الأدلاء السياحيين أن منطقة البترا تتميز بوجود تنوع يصلح لاستحداث العديد من البرامج السياحية وخاصة في المجالات الثقافية وتعريف السياح على عادات وتقاليد المجتمعات المحلية وثقافاتها. ويشير إلى أن الجانب التراثي المادي والمعنوي له دور هام في إنجاح هذه البرامج نتيجة اهتمام السياح وخاصة الغربيين بها. ويؤكد بأن أقامة هذا النوع من البرامج سيكون له أبعاد ايجابية في مجالات تعزيز ثقافة المجتمع والسائح، والمساهمة في زيادة مدة إقامة الزائر في المدينة، إضافة إلى بعدها الاقتصادي. ويكاد يجمع عدد من أصحاب المكاتب ومنظمي الرحلات ممن التقتهم الرأي على أهمية هذه البرامج ودورها الهام في إطالة مدة إقامة السائح وتعزيز فوائد السياحة، مطالبين في الوقت ذاته بأهمية تهيئة البيئة الملائمة لإقامة هذا النوع من البرامج. ويوضح محود المشاعلة صاحب أحد المكاتب أنه كثيرا ما يتم عل برامج متنوعة للسياح في المدينة، غير أن طبيعة المنطقة غير مشجعة في الوقت الحالي بشكل كامل لاستحداث مزيد من البرامج بسبب عدم تهيئتها بالشكل المناسب. ويلفت إلى أن غالبية الرحلات السياحية التي تقيمها المكاتب داخل لواء البترا تتجه نحو منطقة البيضاء الطبيعية التي تعد هي الأخرى داخل حدود المحمية الأثرية. وكانت مفوضية إقليم البترا قد وضعت مطلع هذا العام خطة عمل متكاملة بعد دراستها للتحديات التي تواجه البترا واحتياجاتها، من ضمن أهدافها تهيئة البيئة السياحية والاستثمارية بما يخدم مصالح المدينة.