تحليل سياسي رغم الضربات الموجعة التى تلقاها قبل نحو عامين من حركة الدكتور خليل فى جنوب دارفور لدرجة أوشك معها على الفناء التام لولا تدخل الجيش الحكومي الذى (أنقذ) ما تبقي من قواته، إلا ان مني اركو مناوي عاد مرة أخري - وهو فى حالة التيه السياسي التى يعانيها - للبحث عن تحالف مع حركة خليل . و قد شاعت أنباء قبل يومين عن توجه مناوي فى رتل من السيارات العسكرية الى منطقة تتمركز فيها وحدات من قوات خليل . مناوي اضطر لهذا التحالف دون أدني شك ،أولاً لحماية نفسه وما تبقي من قواته من ضربات أخري جديدة محتملة من حركة خليل ، فالدكتور خليل رغم ظروفه الحالية المزرية و اضطراره للحاق بمنبر الدوحة بعد فقدانه لكل معطياته السابقة، شديد الحرص على إزالة و إزاحة اى حركة دارفورية قد تنافسه فى الاقليم ، و مناوي يعلم انه هذه المرة (مكشوف الظهر) و لن تسعي القوات الحكومية حال مهاجمة قوات خليل له لنجدته كما فعلت فى السابق ، فقد خرج على الاتفاق و عاد الى التمرد بحساباته الخاطئة . ومن جانب ثان فان مناوي وحده و حتى ولو سلم من ضربات خليل ، فهو لم يعد له اى وزن سياسي او وجود ميداني ، وقد فشلت محاولة رأب الصدع بينه و بين رفيقه السابق عبد الواحد نور الذى يعاني هو الآخر من ضربات القوات الحكومية حول جبل مون و جبل مرة. وفى الوقت نفسه فان مناوي أيقن أن الجنوب لن يتسع له ، وان سمحت له الحركة الشعبية بالبقاء فهذا أمر مؤقت وليس فيه ما يضمن له الاستمرارية ، فضلاً عن إستحالة تقديم الدعم له من الجنوب لمحاربة الشمال ! إذن الظروف الضاغطة للغاية هى التى دفعت بمناوي للجوء الى خليل ، والجانب الثالث - وهذا يكشف سوء حظ مناوي و خطل رؤاه و تقديراته - أنه يتجه للتحالف مع خليل فى وقت بات فيه من المحتم على خليل ان يطوي صفحة التمرد عبر منبر الدوحة ، حيث لم تعد له مناطق انطلاق و لا داعمين ، بل كأنما أقدار خليل السياسية قرأت تعنته ونزوعه الشديد نحو العنف و سحبت منه كافة معينات تغذية هذه النزعة الإرهابية لترغمه على الجلوس للتفاوض ، و بالطبع فان مناوي حين يتحالف مع خليل – إذا ارتضي به خليل حليفاً – فانه سوف يتخذ مقعداً فى مؤخرة القيادة و لن يغفر له خليل تجاوزه له فى إبرام اتفاق أبوجا ، ولكن خليل يضحك الآن جراء التقدير السياسي الخاطئ لمناوي و خروجه عن ابوجا فى هذا الظرف الذى يسعي فيه خليل لينال ولو (ظفراً) من أبوجا و لم يجده !